سادت المجتمع البغدادي خلال فترة العقود الماضية  معتقدات  كثيرة قسم منها مازالت سائدة وقسم منها اعتبرت من خرافات الماضي بسبب تطور الثقافة والوعي ومن هذه المعتقدات مايتعلق بمكان وضع ملعقة الشاي فهناك بعض المعتقدات منها مثلا .. وضع  ملعقتين في ماعون  الشاي الواحد يعني ان الشاب سيتزوج امرأتين  اووجود ملعقتين في داخل الاستكان فأن ذلك يعني ان الشخص “عرضه ملوث” اي مطعون في شرفه وهذه الامور هي من الايحاءات و ان حصلت فأنها قد تؤدي الى المشاجرات والفصل العشائري وغيرها       ..         
ومن  المعتقدات الاخرى مايتعلق بالنرجيلة فاذا قام احد الحاضرين باشعال سكارته من فحم نركيله  شخص اخر فان هذا الفعل يعني وجود مشكله كبيره جدا في شرف ذلك الشخص  قد تصل الى حد القتل وكنت شاهد على حادث وقع لاحد اصدقائي في مقهى حيث هم صديقي باشعال سيكارته من نركيلة لرجل مسن    لكن هذا الرجل  تغير لونه وبدأ جسمه يرتجف ونحن في ذهول لانعرف ماذا نفعل لولا تدارك الموقف من قبل صاحب المقهى الذي اخبره بصوت خافت اننا شباب لانعرف هذه التقاليد وغير متقصدين الى شيء يهين كرامته .           
ومن المعتقدات الاخرى عندما نترك النعال او الحذاء في باب الغرفه او المنزل قد يأخذ شكلا او اشكال معينه ومنها ان تكون احدى فرداته تركب على الاخرى وهذه تعني ان صاحب النعل سوف يسافر وان اهل الدار سوف ينتقلون من دارهم الى دار اخرى ولاادري ما علاقة النعل بالسفر ..  وللنعل او المداس استخدام آخر وهو وضعه في اعلى الباب الرئيسي لدفع الحسد.. كما يعتقد البغادَة ان نعيق الغراب هو نذير شؤوم ونعيقه مكروه لكونه اشتهر في قصة دفن الميت واكله للجيف وعدم انسجامه مع باقي الطيور .. كما ان كسر الصحون او الاقداح او الزجاجيات هو ابتعاد للشر وكثيرا ما نسمع من يردد بعد كسر اي قطعة من زجاج ” الحمد لله راح الشر ” ومن المعتقدات الاخرى حكة اليد فاذا كانت اليمنى تعني ان صاحب العلاقة سوف يقوم بدفع مبالغ ونقود والحكة باليد اليسرى تعني العكس وهي انه سوف يقبض نقودا وسيأتيه رزق .. كما ان وضع تربة طينية مزججة ومفخورة ” سيراميك ” دائرية الشكل وبلون ازرق تسمى ” سبع عيون ” في الباب الرئيسي للبيت او حول الرقبة  يعتقد البغادَة انها تبعد الحسد .. كما ان وضع خرقة خضراء حول المعصم او حول الرأس او في رقبة الطفل  هي الكفيلة بحماية الشخص .. حتى رفة الجفن لها حساباتها في معتقدات البغادَة فاذا كانت في جفن العين اليسرى يعني ان ذلك الشخص سيسمع خبر سيء واذا كانت اليمنى فتعني قدوم ضيوف الى المنزل .. حتى الطير له اشارات لدى البغادَة فاذا نزل داخل البيت فيعني ان هناك خيرا كثيرا سيأتي .. والويل كل الويل لمن ادخل في بيته مجسم  يمثل فيل او مجموعة افيال حيث سيجلب النحس ويبعد الرزق .. حيث  دفعتني الصدفه لشراء مجموعة من الافيال الخشبية ووضعها في  ” بوفية ”  صالة المنزل وفي اليوم التالي حدثت لي مفارقات غريبة حيث تم الاستغناء عن خدماتي كمراسل لشبكة الاذاعة العربية في دبي  فانحرمت من راتب مغري وبعد ساعات  وحينما ذهبت لنقابة الصحفيين العراقيين لاستلام مخصصاتي الشهرية  اخبرني مدير الحسابات ان المخصصات حجبت لعدم توفر سيولة نقدية .. كما اخبرني متعهد نادي الصحافة  بايقاف صرف رواتب الهيئة الادارية للنادي وكنت عضو فيها .. 
 وبسبب الضائقة المالية  التجأت الى دائرة التقاعد لاكمال معاملة تقاعد زوجتي واستلام راتب نهاية الخدمة فاخبروني ان زوجتي غير مشمولة كونها لم تكمل الخدمة المقررة وعندما اخبرت زوجتي بما حصل في هذا اليوم التعس اخبرتني ان سبب ذلك وجود مجسمات الافيال في البيت حينها قررت التخلص منها  وعندما اخبرت المرحوم شهاب التميمي نقيب الصحفيين السابق بقصة الافيال طلب مني وضعها في بوفية النقابة وفي تلك الليلة وانا اتابع البرامج التلفزيونية ظهر ” سبتايتل ” بعنوان ” القوات الامريكية تقتحم  بناية مقر نقابة الصحفيين العراقيين ” عندئذ تيقنت  الفال النحس الذي تحمله الافيال .. لكني كنت على يقين ان السيارة الهمر الامركية التي سرقت الافيال ستكون هدفا  لعبوة ناسفة قد تستهدفها اثناء سيرها  في شوارع بغداد