اليوم لا يوجد شيئ من نتاج اي مجتمع فالتلاقح القيمي لا بد منه ولا يمكن ان تكون معتزلا عن حركة الوجد الانساني ابدا لان الحياة اصبحت ايفون وليست قرية وبنقرة واحدة على ايقونة تجد نفسك في اي بقعة من بقاع الدنيا .
العالم اليوم اصبح سفن وقاطرات وطائرات وغواصات وسونارات وكمبيوتروالبسة حرير وتحول الصيف الى شتاء والشتاء الى صيف العالم استنسل الانسان والحيوان ووضع قدميه عل القمر والمريخ وبقية الكواكب ،الرجل يعمل الى جانب المرأة الطفل يبدع ويفكر وتتطور الحياة بوتيرة متسارعة لا نعلم الى اين تتجه البشرية.
هذا النهوض العلمي والتكنولوجي ليتنا نحن العرب والمسلمين كان لنا السبق بتأسيسه ،
هنا سيقول البعض كان لنا علماء وفقهاء وجهابذة اقول نعم كان لنا ولكن كلهم قتلو واحرقوا وداست اقدام الظلامين على مؤلفاتهم عدا كتب الشعوذة والخرافة وفرقة الدين والمذهب وذوي الافكار المتحجرة.
اليوم اكبر سياسي ورجل دين او فكر او اي انسان لايستطيع ان يعيش دون ان يستورد الطب والعلم والمعرفة من الغرب واميركا ،لا يوجد قانون اودساتير او انظمة حكم او مجموعة قواعد تحكم العلاقات ان لم تكن تحمل طابع الاستيراد،
لا يوجد نظام حكم في العالم معزول عن التزاوج مع انظمة العالم ،اخيرا لا يوجد كرسي يجلس عليه اي حاكم عربي او اسلامي اذا لم يكن في احدث مصانع اميركا والغرب واليابان والصين ولا يوجد ميكرفون اواي وسيلة اعلامية تنقل الاصوات الا وهي من منتج اجنبي،
بالامس القريب كان الغبي صدام يتهم حزب الدعوة بالعمالة والشيوعيين باصحاب الافكار المستوردة فاثار فتنة راح ضحيتها الاف من الابرياء بين الموت والتهجير
وكاد البلد ان يفرغ تماما من العقول البشرية.
قلنا حسنا ما العمل ،رفعنا الايادي الى الله وفوضناه امرنا ،تحقق مرادنا
حيث سلط اميركا عليه في يوم ابيض اسود فاقتلع من جذره اذ جاءت الدبابة والمدرعة الاميركية لتعيد حزب الدعوة على سدة الحكم وتمنحهم البركات لادارة العراق وقلنا مرحبا بمجاهدي الدرب هذا مكانكم الطبيعي وتناسيناعذابات صدام وقلنا الان نرفع اعلام الحرية وتحقق الانعتاق،ولكن
الان تظهر على الساحة نفس الافكار التي رفعها الحكم الفاشي متهمة كل من ينتقد سياسة الفساد والسرقات
والتخلف والتراجع في الخدمات بالعمالة الفكرية وبالذات من بعض قيادات الدعوة شركاء الماضي والذين عانوا ويلات صدام عاد البعض منهم يريد ممارسة نفس السياسة ولو كان ربما بمقدور هذا البعض لمارس ربما تلك الاساليب القمعية ،
ان التشبث بالخطاب الكيدي وتوجيه التهم لهو امر خطير من شانه ان يؤدي الى صراعات وصراعات لا يحمد عقباها
لقد عانيتم ما عانيتم من اضطهاد صدام لكم اياكم والعودة لنفس الشعارات، وتحلو بروح ما كتبه الشهيد محمد باقر الصدر ومحمد محمد الصدر وسواهم من الذين ضحوا بدماءهم الزكية لاجل حرية العراق ،
العراق ماعاد ملك لفكر من الافكار والحرية فوق الميول وهي اثمن ما جناه شعبنا فلا تلوثوا اجواء العراق بخطاباتكم فانتم اوهن من خيط العنكبوت امام ارادة الاحرار وسيل الشعب