عندما شرعت بالكتابة، ازدحم فيض الأفكار في توصيف جريمة اختطاف السيدة افراح شوقي الكاتبة والصحفية العراقية، ام آمنة في دارها بصحبة اطفالها، تسكن منطقة ماهولة بالسكان في العاصمة بغداد، ناهيك عن انتشار السيطرات وزمارات سيارات رجال الأمن تجوب الشوارع، بلا تحقيق الحد الادنىً من الأمن .. جريمة يندى لها الجبين ويهتز لها الضمير ولكن لا حياة لمن تنادي.
يبادر لنا في الذهن سؤال:
كيف لتلك المجموعة المسلحة ان تختطف امراة من دارها وتمر بها عبر السيطرات العسكرية والأمنية دون كشفها؟ … رحم الله الأمن في بلدي .. فقد مات.
فإذا اتجهنا صوب الميليشيات اللاقانونية التي لها سلطان الحركة في شوارع بغداد والمدن الاخرى … يقينا انها ميليشيات معروفة من قبل الاحزاب الاسلاموية الحاكمة وتنظيماتها الفاعلة في الشارع سواء كانت سنية او شيعية، والدولة عاجزة عن ملاحقتها، وبذلك نحن امام حالة تعد من الجرائم الكبرى باختطاف امراة قبل ان تكون ناشطة وفاعلة اجتماعية واعلامية فهي ام آمنة اختطفت من دارها … فأين القيم السمحاء التي صدعت رؤوسنا من احزاب السلطة. وقبل مغادرة الفقرة، قد يتسائل البعض كيف ابحت لنفسك مسمى ميليشيات لا قانونية، ستكون اجابتي نعم .. هذا ما صرح به السيد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء بوجود إعداد أصدرت بها احكام الإعدام، تسلب وتنهب بذريعة الانتماء للحشد الشعبي.
وهناك ظاهرة اخرى سرعان ما تلقينا صداها ان غالبية الجماعات المحكومة، قد اخلي سبيلها بموجب احكام قانون العفو … وهي شريحة غيبت في السجون لفترات طويلة، وظهرت اكثر ضراوة تبحث عن المال بتنفيذ الجريمة ، دون مرور تلك الشريحة ببرنامج اصلاحي يتيح لها التعايش السلمي بين الهيئة الاجتماعية.
ناهيك عن ارتفاع منسوب الجريمة العادية وتردي اُسلوب الادارة الأمنية سواء بالعمل الاستخباري او الإدراي التنظيمي او الملاحقة التكنولوجية لمسار الجريمة. اليوم بفاجعة اختطاف افراح شوقي،الكل يستنكر الحدث، مجلس النواب الذي يساهم في فساد الدولة الاداري بالتغطية على القيادات الأمنية الذي لا ترتقي لمعرفة الف باء العمل الأمني والملكة الاستخبارية، وتم تنصيبها تحت شعار المحاصصة والاستيلاء على المواقع.
اما السلطة التنفيذية فهي في حكم العاجزة عن بسط سلطان الامر العسكري الصارم لتنفيذ الأوامر القضائية الصادرة في التحري والاستكشاف والمتابعة. فنحن امام فيض من الاستنكارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ..ورجوعا لاستقراء حالة الجريمة وتدقيق الدوافع .. فنحن نميل الى الاستهداف السياسي للمختطفة بسبب جرأة قلمها وثبات مواقفها ومساهماتها الفاعلة في الحراك المدني والتظاهرات.
ويمكننا التذكير بالمثل الشائع ( اذا حلقت لحية جارك فاسكب الماء على لحيتك) اليوم افراح شوقي تلحق بالشحماني وهادي المهدي والقائمة تطول، وغدا الكل معرض للخطف والموت من كتاب وإعلاميين ومعارضين ومتظاهرين، وإمامنا الطريق وعرة وشائكة في ظل قيادة احزاب السلطة.
ولا حلول للتردي الأمني في العراق الا بإعلان حالة الطواريء وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لحماية دماء العراقيين، وارساء دعائم مصالحة وطنية مجتمعية، والتهيأ لإقامة انتخابات حرة نزيهة، تخرجنا من دوامة العنف برعاية الامم المتحدة والمجتمع الدولي.
لا يسعنا الا ان نتضرع للرب .. ونقول الحرية ل افراح شوقي وان ترجع لعائلتها وأولادها ولو انه حلم أشبه بالمحال، والعزاء لنخب العراق ومبدعيه.
[email protected]