يختلف العراقيون على امور كثيرة جدا. بل لايكادون يتفقون على شئ. يختلفون على العيد ورمضان وشوال والانتخابات وداعش وماعش وباراك اوباما وقضاء قلعة سكر ونعيم عبعوب وشارع المتنبي ومجموعة قنوات روتانا وزيت الحصة التموينية والطائرة الماليزية وحكيم شاكر وفلافل حيدر دبل وشربت الحاج زبالة وعلوة الرشيد والسمك الجري وتل اسود وسيد الحليب و تقاطع الدرويش ورجب طيب اردوغان والشيخة موزة وعالية نصيف وشاكر وهيب وجسر المسيب والجالغي البغدادي وطوب ابو خزامة واسامة النجيفي ومشعان الجبوري وملوية سامراء وشارع لكش وسيد سلطان علي وصالح المطلك ولبن اربيل وباجة الحاتي ونوري المالكي وكبة السراي ونبوخذنصر وناجح حمود وعون الخشلوك وكولبنكيان وحسين الشهرستاني ونصب الحرية وعبد الكريم عفتان وابو جعفر المنصور وفائق الشيخ علي ومسعود البارزاني وكاكا محما خليل وجسر الصرافية والمادة 140 من الدستور وعفيفة اسكندر وبرياني اللحم وسيطرة بوب الشام. لكنهم برغم خلافاتهم الجذرية هذه فانهم يتفقون على ان “الليغا الاسبانية” موضع اتفاق الجميع لاسيما حين يلتقي ناديي برشلونة وريال مدريد. هذا الاتفاق التاريخي بين العراقيين يعبر في جوهره عن خلاف حاد بين فريقين .. فريق يؤيد نادي برشلونة ولاعبه الاشهر ميسي. محبو هذا الفريق لا مشكلة لديهم في ان يتولى ميسي كل الولايات وليس الثالثة فقط. اما محبو نادي ريال مدريد وانا لست من بينهم تسميته بالنادي الملكي ولاعبه الاشهر رونالدو الى الحد الذي لايمانعون تسليمه حقيبة الكهرباء في الحكومة القادمة. ولو عدنا الى خلافات العراقيين حول الاسماء والاماكن والشواهد التي اشرت اليها فهي تستند اما الى خلفيات عرقية او طائفية او مناطقية وبالتالي فانها اما خلافات مستدامة او ان حلها مرهون بايجاد حلول للمشاكل بين هذه الاطراف وهذا امر مستبعد الى حد كبير سواء في المدى المنظور لبعضها او الطويل لبعضها الاخر. لكن الخلاف حول برشلونة والريال يحمل نكهة اخرى هي ما يستحق تسميته بالخلاف الذي لايفسد للود قضية. والاهم في هذه المسالة ان محبي الناديين هم من كل الطوائف والاديان والمذاهب العراقية. وهذا يعني ان هذين الناديين وحدا الشعب العراقي من الفاو الى البصرة توحيدا حقيقيا وليس “كلاوات”. وبمقاربة بسيطة فاننا لو طبقنا هذه الفرضية على البرلمان العراقي القادم المكون من 328 نائبا والذين يمثلون العرب والاكراد والتركمان والصائبة والازيديين والشيعة والسنة والمسيحيين ووزعنا استبيان على هؤلاء النواب ومن حقلين فقط.. أي الناديين تحب .. برشلونة ام ريال مدريد؟ الاجابة سوف تكون اما نصف او نصف زائد واحد او اغلبية مريحة لاي من الفريقين. وهذا يعني حصولنا على كتلتين برلمانيتين فقط تجمع كل مكونات الشعب العراقي. كتلة برشلونية واخرى ريالية. وهذا بالطبع سوف يسهل تشكيل الحكومة القادمة. ففي حال حصل البراشنة على نصف زائد واحد فانهم يشكلون الحكومة ويجلس المدريديون على مقاعد المعارضة او بالعكس. وفي حال حصلت اعتراضات او مشادات بين الطرفين فان اقصى ما تصل اليه هو ان يكتب نواب مدريد عبارة “برشلون عارية” ويكتب نواب برشلونة “الريال عارية”.