23 ديسمبر، 2024 3:17 ص

اعلى درجات الحرارة في محافظات عراقية.. نعمة وليست نقمة

اعلى درجات الحرارة في محافظات عراقية.. نعمة وليست نقمة

يمتاز العراق بارتفاع كبير بدرجات الحرارة في اكثر مناطقه لكنه سنويا يدخل قائمة “احر مناطق العالم” حيث يسجل درجات مقاربة لنصف درجة الغليان “٥٠ مئوية”، ففي عام ٢٠٢٢ سجلت ٣ مناطق في العراق معدلات حرارة ضمن الاعلى في العالم وذلك بحسب محطة بلاسيرفيلي الامريكية والتي نشرت جدولا للمدن الاعلى حرارة وكانت منطقة الحسين في المركز الرابع عالميا و منطقة مطار البصرة المركز السادس و مدينة الكوت المركز الثامن

الحرارة نعمة وليست نقمة !

قد يبدو العنوان للقارئ العراقي صدمة ! لكن ان تصرفت الحكومة بشكل صحيح تجاه المناطقة شديدة الحرارة ستكون الحرارة العالية نعمة، وهنا اوضح ان ما اقترحه ليس “خيالات و احلام” يصعب تحقيقها او تتحقق بعد ١٠ سنوات، بل يمكن تحقيقها خلال يوم واحد فقط وهي عن طريق “اتخاذ قرارات من الحكومة المركزية تخدم سكان مناطق و محافظات سجلت اعلى درجات الحرارة في العالم وفي العراق” امر سهل جدا، وهنا انتقل لشرح القرارات المقترحة.

قرارات مركزية لمواجهة الحرارة الحارقة

في كل عام يتم الكشف عن المحافظات و المناطق و الاحياء الاكثر حرارة في العراق ليتم اصدار قرارات حكومية مركزية في

١. اعفاء من اجور الكهرباء “لمدة ٣ اشهر”

٢. اعفاء من اجور الماء “لمدة ٣ اشهر”

٣. توفير قروض ميسرة لشراء اجهزة تبريد او تقسيطها

٤. تخفيض ساعات العمل في الدوائر الحكومية في المحافظات او اعلان اجازة لسكانها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، و القرار يشمل المناطق التي توجد فيها دوائر للدولة وان كان موظفيها من غير مناطق او محافظات ولمدة شهر.

٥. اكراميات مالية على الراتب لدعمهم في شراء المياه او خدمة الكهرباء المدفوعة لنفس الشهر الذي دخلت فيه المحافظة “اعلى درجات الحرارة”

النكبة الحرارية و وزارة الكهرباء

مع دخول محافظات و مناطق في العراق قائمة درجات الحرارة الاعلى في العالم او في البلاد يجب وبأمر مباشر من رئاسة الوزراء ان تتجه وزارة الكهرباء نحو هذه المناطق لتوفير الطاقة الكهربائية بشكل عاجل حيث تعتبر هذه المناطق “منكوبة حراريا” و توفر لها كل موارد وزارة الكهرباء المحلية و المركزية من ناحية “الكوادر الهندسية و المهنية و المواد اللازمة لصيانة خدمة الكهرباء” وتوفيرها باسرع وقت لان هذه المناطق “في نكبة حرارية” ويجب ان تعامل كالمناطق التي واجهت زلزال عنيف او فيضان او اي كارثة طبيعية اخرى سببت نكبة، ولا يجب ان تعامل كمناطق عادية ارتفعت فيها درجات الحرارة، بالتالي تتجه الكوادر يوميا نحو المناطق الاعلى حرارة عالميا و على المستوى المحلية لخدمتها باسعر وقت وخلال يوم واحد دون الحاجة الى اجتماعات مركزية او قرارات برلمانية، فالعبرة بالمساعدة في سرعتها وليس في تخصيصاتها التي قد تاخذ وقت.

قوانين خاصة بالمحافظات الاعلى حرارة

ان معالجة ارتفاع درجات الحرارة لا يكمن في الاجراءات الحكومية فقط في توفير التيار الكهربائي و اجهزة التبريد و المياه بل في “استخدام مواد عازلة في البناء” لكي تمنع الحرارة من الدخول الى المنازل بهذا الاجراء نوفر الكثير من الطاقة الكهربائية و الحاجة لتشغيل الكثير من اجهزة التكييف ونحافظ على حرارة معتدلة داخل المنزل، بالتالي يجب اتخاذ قرارات و فرض اجراءات صارمة وشديدة وملزمة للمواطنين في “استخدام مواد عازلة للحرارة في البناء و في الشبابيك و على اسقف المنازل” وضمن معايير يتم تدقيقها خلاف ذلك تفرض غرامة كبيرة جدا مع الزامية استخدام المواد العازلة، بهذا الاجراء نستهلك معدلات منخفضة من الطاقة الكهربائية مع الحفاظ على حرارة منخفضة داخل المنزل و عزل الحرارة الخارجية.

العزل و الطاقة الكهربائية

الواح الطاقة الشمسية واحدة من افضل العوازل الحرارية حيث تكون اعلى سقف المنزل تمنع اشعة الشمس المباشرة على البناء و بينها و بين البناء فراغ هوائي كبير يمنع نقل الحرارة فهي من افضل العوازل حاليا، ومع استخدامها ستوفر طاقة كهربائية عالية للمنزل يمكن استخدامها بشكل اضافي “لتقليل اجور خدمة الكهرباء” وبديل جيد عند انقطاع التيار الكهربائي، ففي المناطق التي تدخل قائمة “اعلى درجات الحرارة عالميا و محليا” يتم فرض استخدام الواح الطاقة الشمسية “وبشكل تعاوني خاصة بالاجور و توفير الكوادر المختصة بربطها في المنزل وذلك مقابل حوافز و تسهيلات و تخفيض اجور لفواتير حكومية” لكي تسهم في العزل و انتاج الكهرباء محليا و تخفيض الحاجة لخدمة الكهرباء الحكومية.

بهذه القرارات والاجراءات الحكومية البسيطة يمكن تحويل الحرارة العالية من نقمة الى نعمة على المواطنين، وهي تسهم في رفع جزء كبير من معاناتهم المادية و النفسية في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة المقارب لـ ٥٠ مئوية، فهل من مسؤول ٍ واع ٍ يطبقها.

 

Sent from Yahoo Mail for iPad