18 ديسمبر، 2024 7:22 م

اعلان تجاري مُروّع !

اعلان تجاري مُروّع !

خلافاً عن كلّ الأمم والشعوب والمِلل , فينفرد العراق وبأمتياز بأن الغالبية العظمى والقصوى ” إنْ لم يكن الجميع ” من اصحاب المحلاّت – بمختلف تخّصصات بضاعاتهم – حيث يقوموا بعرض سِلعهم ويفترشوها فوق رصيف المارّة او المشاة ويحتلون جزءاً كبيراً من هذا الرصيف , بدءاً من البسطات وانتهاءً غير منتهٍ بالمولدات وسواها كذلك , وعدا الغيّ والتمادي في ذلك فالبعض الكثير منهم يضعون لوحاتٍ او قِطعٍ خشبيّةٍ بطريقةٍ هندسيةٍ ملونة وبخطّ فنّيٍ جميل يشير الى أسم المحل ونوع السلع او الآلات او المواد التي يعرضها للبيع , ولكنهم لا يضعوها او ينصبوها أمام محلاتهم فوق رصيف المارّة فحسب , وانما ينزلوها و يضعوها في الشوارع المخصصة لمرور العجلات والمركبات , مّما يؤدي الى احتلالِ نحو ” سايد ” كامل من تلكنّ الشوارع الضيقة والمكتظة بالسيارات , وما يسببه ذلك من زحمة السير وتوتّر لأعصاب اصحاب العجلات .

ومع ذلك , وكلّ ذلك فلنعتبر ذلك نوعاً غريباً – فريداً من الأعلان التجاري للفت وجذب الأنظار لتلكم السلع , بغية تشويق واجتذاب المشترين ” مهما بلغت درجات التجاوز والسلبيّة في تلكنّ العروض ” , وهؤلاء الباعة الذين لهم باع في اساليب العرض , فأنهم يمارسون العملية الأعلامية من ناحية ” الإعلان ” دونما ادراكٍ مسبق او ملحق رغم سلبية ذلك .

لكنّ ما مثيرٌ للأشمئزاز , وما يسدّ كلا النفس والشهية أنّ هنالك بعض محلات النجارين في وسط بعض شوارع العاصمة يعرضون توابيت الموتى على حافات الأرصفة والتي تبعد مسافة سنتمترات عن المركبات والحافلات والمارّة , وذلك بلا شكٍّ أمرٌ ينافي الذوق العام , وهو مشهد لم اره في أيٍّ من الدول الشقيقة والصديقة وغيرها . وفي الصددِ هذا فلو كان لأمانة بغداد ووزارة ” الثقافة والسياحة والآثار ” مسحةٌ من الذوق العام , لمنعتا هذه العروض والمشاهد من أمام المُشاهد , وهم يشاهدوها دوماً , ولكنّ من الصعب إزالة الصدأ عن العقول .!