18 ديسمبر، 2024 7:58 م

اعلان الحرب على شعب العراق …خيار طهران الاخير!

اعلان الحرب على شعب العراق …خيار طهران الاخير!

العراق بخزائنه ونفطه وموقعه وطوائفه موئل ايران لتمويل حروب الوكالة التي تشنها في اليمن وسوريا ولبنان ..فتلك بلدان فقيرة لايمكن ان تنفق على نفسها عسكريا ، كما لايمكن لإيران ان تنفق من خزانتها على احد حتى وان كان من جيوبها وعملائها ..حتى وان كان طرفا في مشروعها التوسعي ! فلديها بلد شاسع تعمل على تنميته داخليا وقد فعلت بشكل ما ..
اذن فالعراق هو الكنز والمخزن والعير والنفير ،، كان اليانصيب الاكبر الذي ربحته ايران في كل تاريخ مقامراتها في المنطقة والعالم .. فهل تتم التضحية به بسهولة والتخلي عنه لأي كان !! هل يفعلها اي عاقل لو كان مكان ايران ؟ الجواب لا .
كانت ايران تجبي كل الاموال من العراق بواسطة رجاله واحزابه التابعين لسلطتها او لوليها الفقيه او لمخابراتها (كل حسب توجهه او مذهبه ودينه) ، وكانت ايران تسوق كل بضائعها “التالفة” للعراق حيث لاسيطرة نوعية ولا رقيب ولاحسيب على الحدود ،، وكذا الحشيشة والمخدرات بانواعها والسلاح الفاسد وكل هذا يدر اموالا ويشغل مصانعا في ايران ، في الوقت الذي تصدر فيه للدول الاخرى منتجات جيدة وعالية. النوعية ،، !
كان كل ذلك لايكلف هذه الدولة الاخطبوط الا بضعة رجال تابعين يقودون العراق ويتبادلون الادوار كلما غضب الشعب ويشترون المناصب كلما صوت ضدهم الشعب ويزورون الصناديق كلما رفضهم الشعب!
وكذا دعم بعض الشعائر المذهبية (شكلا) واظهار الموالاة وماشابه ، ولم تكن تتحرى حتى الحذر من اهانة العراقيين الزائرين لأراضيها من ابناء المذهب الواحد ، لأن الامور كانت مضمونة والرجال يقومون بدورهم على احسن وجه ولا اشارة تمرد تظهر من هذا الشعب الذي كان يبدو عليه وكأنه استكان وخضع وسلم امره .
الآن ومابين غمضة عين وانتباهتها تجد ايران نفسها على مشارف خسارة كل هذا ،والى الابد! فها هي تنازع وتحاول بكل سبيل (قمع تقتيل تارة ، تلويح باصلاحات تارة، استجداء دعم المرجعية تارة ، مناورات جديدة تارة،التضحية ببعض الحلفاء ..) ولا يبدو ان الامور تفلح مع المحتجين المنتفضين على حكمها الى الآن. فاذا أعيتها السبل ، فأظن ان اعلان الحرب الفعلية (وعلي وعلى اعدائي) هو الخيار الاخير ، وستسفر ايران عن وجهها مضطرة لتحكم العراق بنفسها هذه المرة !
فاذا تسرعت وتهورت وفعلت ذلك فان الامور لن تكون لصالحها في النهاية ،وان تضرر العراق اكثر لاسامح الله، فالعالم وامريكا لن يستطيعوا التواطؤ معها علنا كما فعلوا سرا ، اما العراق فسوف يجد نفسه كالمعتل الذي لابد له من عملية جراحية كبرى خطرة ،،فلن يخسر كثيرا ..ف(انا الغريق فما خوفي من البلل) ،والله بالغ امره.