17 نوفمبر، 2024 11:26 ص
Search
Close this search box.

اعلام العولمة والتضليل عصراستيراد نهج التخريب

اعلام العولمة والتضليل عصراستيراد نهج التخريب

التوجه للتخريب الحر ..!
بعكس الادعاءات البراقة منذ نيسان 2003 بان ( الاعلام والثقافة ) اصبحت حرة ومستقلة …….!!! ‘ فأن الاعلام ( عدا بعض النماذج النادرة التي يقودها المتمرسين في الاعلام بالروح الوطنية الصادقة ) تحولت الى هرج ومرج تؤدي دورها المرسوم في نشر الفوضى بحيث ان الكثير منهم عندما تقيم توجهاتهم ‘ يظهر وبوضوح أن دورهم مؤدي إلى الانحراف بالإعلام من إطار الموضوعية والمهنية لتكون في مقدمة مهامه توعية المجتمع إلى سياق الاستقطاب والتسييس ضمن اداء الواجب المطلوب لادامة (الحال كما هو عليه منذ 9 نيسان 2003 ‘ إن لم يمكن تعميقها ) ضمن الخطة المطلوب تنفيذها الى مدى غير منظورللعراقيين ووطنهم .
وقد تعددت المؤشرات الدالة على التسييس ذات مظهر الفوضى المبرمج الذي تتسم به وسائل الإعلام ، سواء كانت صحف أو قنوات فضائية أو محطات إذاعية أو مواقع إلكترونية، بحيث يسعى كل جناح أو فصيل داخل الدولة الواحدة إلى تمرير رسالته الرئيسية عبر تلك الوسيلة، واستقطاب المؤيدين له خلال فترات الأزمات أو الصراعات الحاكمة للمشهد .
يسير النهج الاعلامي الحالي لدينا بشكله الفوضوي تحت عنوان ( الاعلام الحر على نمط ( التجارة الحرة التي تزيد من الجياع على الكرة الارضية وتنفخ بالجشعين وبكافة الطرق الغير شرعية ) فهكذا الاعلام الحر ايضا بوجهة نظر الغرب : توسيع الاعلام الحر لتحطيم القيم الاجتماعية في المنطقه التي تهيمن عليها ‘فتم نقل العمل بهذا النهج منذ احتلال العراق ايضا .
شرعنة استيراد الاعلام
( ألافكار المستوردة ) كان مصطلحاً يتم تحت عنوانه محاربة الفكر الشيوعي واليساري في الكثير من البلدان الإسلامية والعربية ؛ بإعتبار أن هذا الفكر أتى من خلف الستار الحديدي للدولة السوفيتية الشيوعية ومن أهداف هذا الفكر محاربة الاسلام وقيمه الروحية والفكرية ؛ ودارت الأيام وسقطت الشيوعية ؛ وبدأت أمريكا وأتباعها في الغرب وكذلك في الشرق بالبحث عن عدو جديد لابقاء فكر وعقل الناس مشدود ومتوتر خوفاَ من العدو البديل ؛ فكان لابد لمحاربة هذا العدو الذي حدده العم سام وأتباعه أن يبدأ محاربته عن طريق الاعلام (الدعاية المنظمة) قام الغرب بالتخطيط لها وقبلها الاتباع في الشرق و بدا إستيراد الإعلام مسموحاً ‘ بعكس (الافكار) ماكانت تستورد ‘ وإنما كان يستوعبها المضطهدون إعتقاداً منهم أنه طريق الخلاص من ظلم المستبدين ؛ وسمي العدو الجديد ب( الأصولية الدينية) لكي لايفسر بأنهم يقصدون ( الاسلام مباشرة : ديناً ؛ وفكراً ؛ وحضارة) مع أنه لاشك في أنهم يقصدون ذلك وبإصرار ..
وضمن هذه الخطة ؛استجاب أصحاب الشأن في بلداننا بالسماح لفتح عشرات الفضائيات على طول وعرض بلدانهم ؛ لبث الإعلام المستورد ليسهل مسح مايمكن مسحه من ذاكرة الناس الان وإعداد الأجيال القادمة فى البلدان الاسلامية لتكون خالية من الشعور بالانتماء للجذور من خلال الاستهانة بالتراث على إعتباره( بؤرة التشجيع للتطرف والعدوانية …!) وهذه التوجه هو الطريق الصحيح حسب إدعائهم نحو بناء مجتمع حديث .
ونرى الآن في بلداننا فضائيات متواجدة لدينا ومؤسسة ومخطط لها حسب التوجه الغربي ؛ بالإضافة إلى فضائيات أٌخرى تنطلق من الغرب وتبث ( ألوانا زاهية ) وعلى مدى أربع وعشرين ساعة لتخدير الناس من خلال مايبثونه من البرامج التي يتم اعدادها بأحدث تقنيات تخدع العقل والعاطفة (خصوصاً البرامج الموجه للشباب) مستغلين تطورات وسائل الاتصال وإلاعلام وإيصال المعلومات بشكل مغاير للأهداف الرزينة التي تخدم الفكر والعقل والعاطفة باتجاه تربوي صحيح ؛ مثلاً ترى الشباب يبحث عن طريق الوصول إلى مسابقات (سوبر ستار…!) أكثر من بحثه عن مستقبله المادي والمعنوي منطلقاً من جذوره الأدبية والأخلاقية.
وأكثر البرامج التي تبث على هذه القنوات تروج لثقافات مغايرة لأصالة الإنسان الشرقي في تمسكه بالقيم الدينية والاجتماعية ؛ ويتم التخطيط والإعداد لهذه البرامج بشكل يكون تأثيرها على المسار التأريخي و الاجتماعي والثقافي على مفاصل مهمة من مجتمعاتنا وفي المقدمة الشباب وعلى الأسس الأخلاقية بشكل عام ؛ طبعاً هذا أخطر على مجتمعاتنا من خطورة ماكان تعمله البعثات التبشيرية والمخابراتية لتخريب شعوبنا في السابق والآن ..ويتخلل هذه البرامج إعلانات تشجع على تكوين مجتمع إستهلاكي كسول يعتمد على الاستيراد ولا يفكر بالبناء والتصدير والتطوير طالما هناك ممول للراحة وإشغال ذهنه باراحته حتى لو كان بغباء محقق .
مع ذلك ومع كل الأسف يصف بعض أصحاب الأقلام هذه الظاهرة بالقول (أن هذه الموجه من الفضائيات لدينا دليل على التطور من حيث إستخدام التقنية في وسائل الاتصال والاعلام وإيصال المعلومات بشكل عام وفق طرق وأساليب تنمي القدرات العقلية والثقافية لكل آفراد المجتمع حسب خصوصياته …!)
ومن سيئات نهج الاعلام المستورد و برامجه حسب التخطيطات الغريبة عن بيئتنا وتقدم بشكل متقن بهدف الخداع ؛ جاء في كتاب ( أسلحة التضليل الشامل ) تأليف الثنائي :شبيلدون رامبتون وجون ستوبر (توجد شركات للعلاقات العامة عملها بيع الوهم للناس …وبعض من هذه الشركات تربطها عقود بأجهزة المخابرات الآمريكية تخول لها حق توزيع الأخبار المغلوطة عن الأحداث وتصوير وبث أفلام تلفازية دعائيه تصوغها بصورة تخدم أهدافها )؛و من هنا جاءت ظاهرة ترديد ما يقوله الغرب عنا حتى في أسلوب صياغة الأخبار في كثير من هذه الفضائيات ؛ على سبيل المثال ولاالحصر ؛ أن جميع هذه الفضائيات ( إلا فيما ندر من القنوات الرزينة ) كانوا يبثون الأخبار عن العراق قبل الاحتلال إعتماداً على الصياغات الأمريكية لهذه الأخبار كقول ( إضطهاد الشيعة والأكراد من قبل الحكومة …) أو ( ضرورة العمل لاحترام التعددية في العراق بضمان حرية السنة والشيعة والأكراد ) حيث تجريد الكرد من الانتماء الدينى واضح أو كأن العراق مكون من ثلاث قوميات… أو نقل الخبر ( قيام المسلحين الاسلاميين في اليمن… أو موريتانيا ..أو الجزائر ..).كأن هذه البلدان ليست دولاً إسلامية اصلاً وهناك الاسلام يعمل لتخريب إلاستقرار…..وكما وضحت أحد الدراسات الرصينة حول هذا الجانب ( التخريب عن طريق الاعلام المستورد ) أن هناك عشرات من الكتاب والاسماء والمصطلحات والاوصاف العبرية والغربية تسللت إلى إعلامنا بشكل منظم عن طريق إستعارتها من الاعلام الصهويني مباشرةً ننقلها نقلاً حرفياً عن إلاعلام الغربي –الحاضن الرئيسي للاعلام الصهويني – ولاشك أن خلط المعاني وتشويه المصطلح يؤدي إلى جانب نشره بين الناس إلى خلط سياسي وتزوير تأريخي وبالمجمل يؤدي إلى غزو ثقافات شعوبنا وتشوية أهدافنا ولغاتنا وديننا …! وهذا هو المطلوب من خطة تشجيع إعلام مستورد…المهم (دار الزين) للأهل آمنة ……
مختصر مفيد :
إن ألازمة الإنسانية الآن، و في كل زمان هي أنها تتقدم في وسائل قدرتها، أسرع مما تتقدم في وسائل حكمتها / توفيق الحكيم
( مقال مترجم من اللغة الكردية)

أحدث المقالات