18 ديسمبر، 2024 9:13 م

اعلامنا …وخزة لابد منها

اعلامنا …وخزة لابد منها

الاهتمام بالاعلام بات يشكل اولوية واضحة من اولويات الدول المتقدمة والثقافات الايجابية الواعية , فمن خلاله يتم الوصول الى غايات ورؤى واهداف نحن نراها سامية وجديرة بان يتعرف عليها الاخرون باختلاف انتماءاتهم ومحمولاتهم الايديولوجية , وبنفس الوقت يشكل الاعلام عنصر تهديد وهدم اذا ما تم توظيفه بشكل غير صحيح فيحاول عندها ادراج المنحرف من الامور على انه من اشكال الاستقامة وهذا ما يحصل في معظم الدول ذات الطابع الشمولي وذات الهيمنة الحزبية الواحدة ومنها العراق قبل عام 2003 ولاحظنا كيف كانت تلك الفترة وما تركته من تزييف للحقائق وهدم للشخصية العراقية وتوهين لنسق الوعي العام ما زلنا لحد هذه اللحظة نعاني منه حيث كان للاعلام انذاك اليد الطولى في سيناريوا هدم الحقائق واضعاف المؤسسة الاجتماعية وجعلها تسير في فلك النظام انذاك , ما يهمنا في هذه السطور ان الاعلام في العراق بعد سقوط النظام البعثي اصبح يعيش حالة من البحبوحة العددية فنجد ثمة ثمة كثافة واضحة في عدد المؤسسات الاعلامية وهذا بحد ذاته يشكل عامل ارتياح ولكن هل يعي اعلامنا ما عليه من دور حيال الوطن ؟ الا يعلم هذا الاعلام والقائمين عليه ان الانشغال بالتسقيط السياسي بين الاحزاب والكتل قد اخذ من حصة الوطن والترويج له ضمن جهد هذه المؤسسات الاعلامية وبالتالي لا يصل عن طريق اعلامنا الى الخارج والى العالم الا شكل الصراع الدائر في العراق بينما هناك نشاطات تستحق الاهتمام والرعاية وتستحق ان يعرفها العالم من نشاطات ثقافية وعلمية ونشاطات واضحة في مجال السياحة الدينية وتكاد تكون الاولى في العالم بعد السياحة الدينية في مكة المكرمة ايام موسم الحج , اليس من الضرورة ان يعي اعلامنا هذا الدور تجاه الوطن ويتمدد بقدر الهموم والازمات والاماني والاحلام التي يحتاجها الوطن , فهو يحتاج الى توظيف الطاقات الاعلامية باختلاف تخصصها والتركيز على الترويج للوطن مع تبيان موارد النقد الصحيح لا الطعن المغرض .