في مقال سبق و أن نشر قبل موعد التصويت بأيام حمل عنوان ( الناخب العراقي و التغيير المستحيل ) اعتقدت فيه أن لا تغيير حقيقي في هذه الانتخابات لأن التغيير سيحصل على البيادق من الأتباع وهم النواب ولا يشمل هذا التغيير قادة الكيانات و التكتلات الكبيرة التي تتحكم بمقود سياسة الدولة وهي التي تتحمل كل الفشل في هذه العملية السياسية التي وضعتها الإدارة الأمريكية و الدول التي شاركتها باحتلال العراق و نتجت عنها قيام سلطة حاكمة و ليس مؤسسات دولة في بلد مثل العراق العضو المؤسس للجامعة العربية و من المؤسسين للأمم المتحدة التي خلفت عصبة الأمم المتحدة ولها مركزا مرموقا بين الأمم على مدى تاريخ الدولة العراقية منذ عام 1921 و لغاية احتلاله في 2003 .
و تأكد ما ذهبت أليه بعد أن بدء التصويت لهذه الانتخابات صبيحة يوم 30 / نيسان / 2014 وما شاهدته في هذا اليوم من تزوير فيها و حملات شراء الذمم الواسعة و توجه المواطن العراقي الى نفس الوجوه التي أوصلت العراق الى ما هو عليه بالرغم من أن ألكثير من الناخبين قد بدلوا اختياراتهم و لكنها لم تذهب بعيدا عن الكتل المتنفذة و بالأخص الطائفية منها التي ساهمت بنهب الثروات و الدليل على ذلك هو بذل الكثير من المال المنهوب بسخاء في الحملات الانتخابية و شراء كميات ضخمة من بطاقات الناخب و توزيع أموال مغريه الى الأشخاص الذين تم اختيارهم كمراقبين و مدراء لتلك الحملات لهذا المرشح أو ذلك بشكل غير مألوف و لم نشاهده أو نعهده بهذا الوضوح في الجولات الانتخابية السابقة.
و قد ساهم المال العام المنهوب في تنفيذ حملات انتخابية عالية الكلفة و استخدام إمكانيات الدولة و أدواتها بشكل كبير و مكشوف في البعض الآخر من الحملات و بشكل واسع في شراء ميول الكثير من المواطنين و شراء ذمم البعض مما أدى الى أرباك العملية الانتخابية و نتج عنها وليدا كسيحا لا تختلف صفاته و توجهاته عن سابقه المتسبب في المأساة العراقية الراهنة طبل لها الأعلام المدفوع الثمن و زمر و إعطائها هالة كبيرة و لصق بها محاسن وصفات و وعودا كاذبة و لا يمكن تحقيقها حتى لو بعد عقد من الزمن ..
أذن التغيير الذي كان مطلبا جماهيريا خلال الدورة النيابية الجديدة لم يتحقق بالرغم من تحقيق تغيير العديد من البيادق في صفوف الجنود و لكن لم يتغير أي من ماسكي اللعبة و بقى الملك و الوزير و خيولهم .. تحميهم حصونهم بلا تغيير .
رابط المقال السابق ( الناخب العراقي و التغيير المستحيل )