23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

اعتقال مسعود خلاص له !

اعتقال مسعود خلاص له !

اتسمت الأزمات الداخلية في كل البلدان ذات التعددية غير المنسجمة، والتي شكلت كل غير متجانس بسبب الانفعالية في ادارة الأزمات الداخلية، كونها أزمات حساسة قد تضيع كل الجهود المبذولة بسبب موقف انفعالي واحد أو تصريح غير موفق، ولهذا فان الخطوات المتخذة في حلحلة الأزمات الداخلية يجب ان تكون محسوبة ودقيقة وغير ارتجالية، كوّن الفائز فيها هو من يظهر للعالم مظلوميته، كوّن القوى العالمية أصبحت فاعل رئيس في جميع الخلافات الداخلية، ولَم تعد السيادة بمفهومها التقليدي حاضرة كما كانت، العولمة أفرغتها من محتواها وازالة الحدود بشكل شبه كامل، وأصبح التدخل للحفاظ على الأنظمة الديمقراطية وحقوق الانسان أمراً وارداً وطبيعي .
البرزاني الانفصالي بعد ان تعامل بغرور مع بغداد، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار تغير موازين القوى، واستعادة بغداد مفقوداتها من القدرة على التعامل مع ازماتها بشكل يختلف كثيراً عن السابق، ليقع في المحضور ويخسر في ساعات ما كسبه في عقدين ونيف من المكتسبات التي لم يحلم بها الاقليم ورئاسته، ليصبح الأضعف في المعادلة الجديدة ويفقد القبان بعد ان كان بيضته، فهو ينتظر ان تعطي بغداد أمراً بأعتقاله، ليرفع شعار المظلومية الكوردية بوجه بغداد، ليؤجج الحمية القومية ويجعل منها سلاحاً ذو بعدين، أولهما إيقاف بغداد عند نقطة تفقد فيها مكاسب تستطيع الحصول فيها على المزيد بأسلوب هادئ، وثانيهما تسويق نفسه كقائد قومي مضطهد لأجل دفاعه عن حقوق قوميته، ليكسب التأييد الداخلي والخارجي، التأييد الخارجي الذي ينتظر اَي فرصة ليعلن مساندته للإقليم حفاظاً على مصالحه الاقتصادية التي تقدر بالمليارات .
اعادة سيناريو ٢٠١٤ بوجوه مختلفة، لهو من قبيل الغباء السياسي الذي ليس له مثيل، بعدما خسرنا ثلاث محافظات بسكانها وسيطرتنا عليها لأجل القبض على رافع العيساوي، لنصنع منه رمزاً لطائفته وعشيرته، بعدما كان بأستطاعتنا ان ندير الأزمة بشكل مختلف ونحافظ على أمن محافظاتنا وسكانها، الشد الطائفي والقومي من المحاذير التي يجب ان ننتبه لها بشكل كبير، وان نؤجل بعض الخطوات التي قد تكون مهمة في نظر الجماهير ولكنها انتحارية من وجهة نظر سياسية منطقية، الضغط السياسي والاقتصادي ورقة يجب لعبها بأحترافية، لتكون بغداد المانحة قبلة الجميع، ليُنبذ سبب الأزمة ومفتعلها، ليكون جاهزاً فيما بعد للاقتطاف أو يسقط من تلقاء نفسه .