23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

اعتزال العمل السياسي

اعتزال العمل السياسي

هذا المقال هو إعلان رسمي لاعتزال العمل في المجال السياسي إلى إشعار آخر والأسباب التي دعتني الى ذلك هي؛
1. أن العراق اليوم ليس فيه فرصة للعمل الوطني الحر ففي السياسة كما في المجالات الأخرى لافائدة في أن تكون ضد كل التيار في البلاد..

2.حاولنا جاهدين أن ننأى بأنفسنا عن فساد وعمالة وسوء إدارة ونفاق من أهل القرار لكننا لم ننجح بذلك وكنا دوما نتلقى تبعات أعمالهم..

3.هناك فوضى كبيرة في البلاد اليوم.. فوضى في كل شيء.. في المجتمع وفي مؤسسات الدولة كلها وعدم تقبل الآخر ومعاداته.. والعمل لاثمرة له في الفوضى..

4.نحن قلنا أكثر من مرة أن هذا النظام لايمكن إصلاحه من داخله أبدا ولذلك نحتاج الى التغيير لكن مع ذلك ليس هناك إرادة دولية لذلك وبالتالي أمامنا خياران إما..
أن نشارك الفاسدين والعملاء فسادهم وعمالتهم

أو نعتزل العمل سياسيا في ظل هذا النظام

لأن الخيار الثالث هو القتل والتشويه والاعتقال وتهديد العائلة والأصدقاء وهذا مالايمكن قبوله
فلا يبقى أمامنا غير الاعتزال السياسي حاليا..

5.قد يعتقد بعض الحالمين أن الدخول للانتخابات فرصة للتغيير وهذا وهم عظيم لأن النظام الآن مختطف والعملية الانتخابية اليوم لاعلاقة لها بالديمقراطية والنزاهة والعدالة أبدا بل هي وسيلة لإظهار قوة الجهل والسلاح المنفلت والمال الحرام والإعلام المدلس والعمالة المؤصلة فحالنا تماما كمن يريد أن يفوز في الانتخابات ولكن في إيران أو تركيا أو السعودية أو أمريكا وهذا لا يقبله عاقل..

6.لعله من المفيد أن نعزل أنفسنا عن سوء الظن والهرج والمرج والفوضى والحمق في التحليل فلا يمكن للآخرين بعد الآن اتهامنا بالوصولية والبراغماتية حتى لو كانت من الطرف المعادي للوطن لأنني أسعى أولا وأخيرا إلى أن أكون وطنيا خالصا بلا شبهات ورحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه..

ولكن هل اعتزال العمل السياسي الآن هو نهاية المطاف؟

كلا.. فلدينا مجالات كثيرة يمكن العمل عليها بل لعلها قد تكون أكثر تأثيرا في تغيير الواقع السياسي لأنها أكثر التصاقا بالناس وخاصة الطبقات الاجتماعية التي تمثل الغالبية الصامتة..
نعم فالدول الأخرى تتقدم وتنجز وتتطور حينما يتسنم المخلصون وأهل الكفاءة والنزاهة القرار وهذا شأن مهم غفل عنه الكثيرون..
وأيضا للنشاط الاجتماعي وتوعيته والعمل على الإعلاء من شأن العقل والأخلاق والعمل كلها ستؤدي بطريقة ما الى التغيير..
كما أن متابعة قضايا الفقر والبطالة والعنف الأسري وكل مايخص العائلة هو في الحقيقة اللبنة الأولى للتغيير وهي الأساس فيما يصيب المجتمع من خير أو شر أو تقدم أو تخلف..
على أنني لم أتخل يوما عن النشاطات خارج المجال السياسي وفعلا أنجزنا الكثير مما يعرفه الأصدقاء ومما لايعرفه غير الخاصة فلا يشترط أن نعلن عن انجاز مما يفقد قيمته وفي بعض الأحيان العمل في السر ومن خلف الكواليس يثمر نتائج كبيرة..

إن الأهم لدينا هو خدمة هذا الوطن الجريح وهذا الشعب المظلوم بعيدا عن التنافس السياسي المسموم والفاسد والمنافق وحين يتغير هذا الواقع المظلم والنتن حينها قد نقرر العودة ولكل حادث حديث..