تناقلت وكالات الانباء والصحف ومواقع الانترنيت مقتطفات من المقابلة التي اجراها تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية للسيد فؤاد معصوم رئيس الجمهورية العراقية والتي تضمنت اعترافه الصريح والواضح عن حالة الجيش العراقي الحالي ومؤسساتنا الأمنية حيث قال.
(ان بلاده لا تمتلك القدرة العسكرية الكافية لهزيمة تنظيم داعش لان التنظيم يمتلك اسلحه اكثر تطورا من اسلحة الجيش العراقي , وان بلاده بحاجه الى مزيد من الدعم ,وداعش منظمه ارهابيه جديده وربما غير مسبوقة ومن الصعب تحقيق انتصار عليها من خلال قدراتنا الذاتية ,راجع السبب الى ضعف قدرات الجيش العراقي ,داعيا الى اعادة النظر في تركيبة الجيش العراقي وتشكيلاته والأجهزة الأمنية العراقية.
وتطرق قائلا :لابد ان تكون هناك عقيدة للجيش وهذه العقيدة الى الان لم تتحقق ,ولابد من اعادة النظر في هذه العقيدة.)
واذا ما كان الاعتراف سيد الأدلة فكيف به وهو يصدر من اعلى هرم في سلطة الدولة العراقيه.وليس من شخص عادي او في مركز ادنى في سلم المراتب الإدارية, فضلا عن شخصية هذا الرجل وما يحمله من ثقافة وعلم ودراسة اكاديميه ومهنية عالية ومن سنوات نضال ابحر فيها مع السلاح والكفاح ولم يفترق عنهما الا لماما, لذا كلامه كلام متمرس حصيف ذو خبرة واطلاع و لم يأتي من فراغ.
وكلام السيد الرئيس عن هيكلية الجيش وقدرته وتجهيزه وعقيدته يأتي بعد عقد ونيف من سنوات تشكيل هذا الجيش والمؤسسة العسكرية عموما والتي يربو تعدادها المليون والمائتان منتسب وصرف عليها مئات المليارات من الدولارات اي ما يعادل ثلث خزينة الدولة للسنوات المنصرمة من سقوط النظام الى الان كل هذه المبالغ الهائلة اقتطعت من قوت هذا الشعب المغلوب على امره و الذي نكب بساسة وقادة وضباط كبار لا يفقهون الف باء العسكرية وابعد ما يكونون عن الوطنية والحرفية والمهنية الا ان تبوئهم للمناصب والمراكز القيادية في هذه المؤسسة الأمنية جاء بفعل الوصولية والانتهازية اوعن طريق البيع والشراء في بازار المناصب دون ادراك او حس وطني او امني ممن يمتلكون القرار وبيدهم مقاليد هذا البلد وارواح مواطنيه ,وما مسلسل الهزائم المنكرة التي تعرض لها الجيش العراقي من 10 حزيران الى يومنا هذا والذي تأتى نتيجة للقصور القيادي والمهنية والاحتراف العسكري و التخاذل والجبن في ساحات المعركة او نتيجة للخيانة والاختراق من بين صفوف هذه المؤسسة التي بنيت من بداية تشكيلها على الهشاشه والضعف او على المحسوبية والانتساب المذهبي والعرقي او بدفع الرشى والانتماء الحزبي او السياسي دون اي مراعاة لكل القيم والاعراف والمبادئ العسكرية .
فكلام السيد الرئيس سيعيدنا الى نقطة البداية من تشكيل هذه المؤسسة الجديدة في مطلع كانون الثاني 2004 حين تأسست وزارة الدفاع العراقية الجديدة على انقاض وزارة متجذرة في قدمها ومتأصله في نفوس العراقيين ومشاعرهم ابتداء من تأسيس الدولة العراقية الحديثة في 1921.
خضعت هذه الوزارة في تأسيسها الجديد لنظام المحاصصة المقيت الذي جبل عليه نظام الدولة العراقية الحالي فهي الند لوزارة الداخلية حسب التقسيمة الطائفية البشعة فاذا كان وزير الداخلية شيعيا بالضرورة يقابله وزير دفاع سني والعكس بالعكس .وكاءن الوزير هنا يمثل طائفته ولا يمثل وطنا وشعبا بكل اطيافه ومكوناته التي تتسم بها الطبيعة المزركشة للمجتمع العراقي .علما ان وزارة الدفاع من الوزارات السيادية المهمة في هرم الدولة وهيكليتها فهي العمود الفقري الذي تستند عليه الدولة في حفظ امنها ونظامها الداخلي ناهيك عن سلامة الوطن والدفاع عن حدوده الخارجية لكونها المرجعية الرئيسية للجيش الوطني .وهي ممثله للعراقيين جميعا بمختلف انحداراتهم العرقية والأثنية والسياسية ويفترض ان يكون ولائها لشعبها ووطنها وليس منحازا او متخندق مع حزب او تيار وطائفه
الا ان نظام المحاصصة البغيض انعكس على الهيكلية الداخلية لأقسام ودوائر وهيئات الوزارة نفسها والذي انسحب هو الاخر على افراد ومنتسبي كل قسم او دائرة او شعبه مما ادى إلى خلق حالة من التشرذم والتفكك والانحلال والى و قوع الوزارة في مستنفع التكتلات والشلل والانقسامات الفئوية الضيقة .فألاف من المنتسبين ومن مختلف الرتب لا يجمعهم جامع ولا هدف موحد مختلفي الاتجاهات والاهواء والأمزجة فلا وطن ولا دوله ولا نظام تشعر انهم ينضون تحت سقفه لهذا يستشري التسيب والانفلات وانعدام الحرص والمسؤولية والحفاظ على المال العام. فالفساد الاداري والمالي من قمة الهرم إلى القاعدة ينخر في مفاصل و عروق الوزارة ومؤسساتها وعلى درأيه وعلم من القيادات العليا في الدولة نزولا إلى هيئة النزاهة والنزاهة البرلمانية والى الاعلام المرئي والمسموع .
تعاقبت هذه الظواهر والسلبيات على كل الحقب والمراحل التي مرت بها الوزارة ولم تقتصر على مرحله دون اخرى من تشكيل النظام الجديد إلى يومنا هذا .فهناك المليارات التي هدرت لشراء الأسلحة الفاسدة والمستهلكة والكثير من العقود والاتفاقيات الوهمية مع شركات واشخاص لشراء اسلحه ومعدات وطائرات عسكريه ظلت حبر على ورق دون ان تجد لها اصول او جذور يستدل على وجودها. فضلا عن ان الكثير من الأسلحة والأعتدة يسرب إلى الميليشيات والاحزاب من المنتسبين داخل المؤسسة العسكرية والقسم الكبير من هذه الأسلحة يباع في الاسواق ولدى المهربين والباعة . لهذا كان يتحجج الامريكان بعدم تسليحهم للجيش العراقي بالسلاح الحديث خشية من تهريبه إلى الميليشيات والمناوئين المسلحين وتؤكد معلومات استخباراتهم ان الارهابين يحصلون على اسلحتهم من داخل المؤسسة العسكرية ومن مصادرها لكن((الوضع الامني المعقد لا يسمح بالكشف عن مثل هذه المعلومات )) .
اعتمدت الهشاشة والالتواء والزيف في بناء هذا الصرح الجديد فلم تؤخذ التجربة والكفاءة والمهارة والخبرة في نظر الاعتبار. قدر الاهتمام والأخذ بالانحدار الطائفي والعنصري أو الانتماء الحزبي. حيث تغلغلت الأحزاب والميليشيات إلى صفوف الجيش الجديد باستخدام أساليب تظليليه ومخاتلة ودنيئة. كالتزكية الحزبية أو الرشوة أو الدفع بمئات الدولارات لشراء الترشيح والتزكيات من المتنفذين.
وكان من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في العراق إن سمحت لعناصر الميليشيات انتسابها للجيش, حيث كان من بينها عناصر وإفراد تمثل الاستخبارات والمخابرات الأجنبية التي انحدرت منها هذه الميلشيات لكونها زرعت داخل ثنايا هذه المؤسسة وكلائها مما يشكل خطورة كبيره واختراق امني فاضح في بناء هذه المؤسسة وهيكليتها وله اكبر الأثر على وجودها وحركتها التي تستوجب الكتمان والسرية .
علما ان إن قانون إدارة ألدوله للمرحلة الانتقالية أعطى الشرعية للميليشيات بالاندماج في مؤسسات ألدوله ودوائرها والذي بدوره أتاح لعناصر الميليشيات الولوج والاندساس داخل المؤسسة العسكرية والأمنية .لهذا أضحى جيشنا متعدد الولاءات والانتماءات للطائفة أو للحزب وبالتالي أصبح لهذه الميليشيات والإفراد غطاء تتحرك بموجبه لتفعل ما تشاء خارج سلطة ألدوله والقانون .وما يحدث من عبث في امن البلد وممتلكات الناس والقتل والتهجير والسرقة كلها من مساوئ واختلال وهشاشة وخواء تشكيل جيشنا الجديد .
.فضلا عن التحاق الكثير من عناصر الجيش الصدامي ومن ذوي النوايا المبطنة التي تريد الإيقاع بالعراق ونظامه الفتي. حيث اخترقت هذه العناصر المؤسسة العسكرية دون تمحيص وتدقيق واغلبهم من البعثين والصدامين مما يشكل حالة عدم استقرار وامن داخل المؤسسة وبين صفوفها وينعكس ذلك على مهامها ودورها في مكافحة الإرهاب والجريمة حيث تسرب كل المعلومات والخطط من داخل الجيش إلى التنظيمات والعصابات أخارجه على إرادة ألدوله من الصدامين والارهابين .وعلى ضوء ذلك يتخذوا الحيطة والحذر في تحركاتهم وتكتيكاتهم وبما يعطيهم القدرة على السرعة والحركة ,وتغير الأماكن, وحتى السلاح المستخدم بنوعيته وكميته وطرق معالجته.
وبما إن الجيش وفي بداية تأسيسه اعتمد على مفاهيم و مقاسات ومضامين لا تخرج عن إرادة وتوجيه وصياغة وتصور سلطة التحالف وتدخلاتها السافرة في شئنه وقراراته لذا افتقر إلى خصوصيته الوطنية في نظر ابناء شعبه مما ادى الى زعزعت الثقة بينه وبين مواطنيه وكان المواطن يفضل المداهمة والتحري لبيته من قبل الجندي الامريكي على ابن بلده توجسا لما تسفر عنه تلك المداهمة من تلاعب وتطاول على ممتلكاته.
والضابط يمثل رمز ومهابة وسمعة الجيش لهذا يعتمد في انتقائه على سيرته وحسن سلوكه وسمعته الجيدة وانحداره العائلي الرصين. على إن يكون من ذوي الكفاءة والقدرة البدنية والسلامة الصحية. وذو تحصيل دراسي يؤهله للمعرفة والفهم والتميز .لكن كيف تمت اختيارات جيشنا الجديد لضباطه . فكل من هب ودب منح رتبة عسكريه دون الرجوع إلى سير خدمته العسكرية واصله الدراسي ومرجعتيه العسكرية .وإمعانا في اهانة الرتبة العسكرية منحت رتب عالية لأناس لا يفقهون شيء من العسكرية وأولوياتها وحتى قسم لا يقرأ ويكتب والبعض من أصحاب السمعة السيئة والتاريخ الحافل بالسلوكيات الرديئة والخارجة عن العرف التقاليد. حيث صدرت قوائم بآلاف الرتب العسكرية من القيادة العليا وزجت في دوائر وأقسام المؤسسة العسكرية .
فضلا عن منح رتب لا حصر لها من الأحزاب نفسها في بداية سقوط النظام لمنتسبيها وبرتب كبيره دون مراعاة للحرفية والمهنية والتربية العسكرية والسلامه البدنية والصحية , كل ما هناك أنهم منتمين لهذا الحزب أو لتلك ألطائفه .فكيف يستطيع هذا الضابط إن يفرض وجوده وسيطرته على وحدته وعلى منتسبيه وان يطيعوه وينفذوا أوامره وهو كسيح فاقد لمؤهلات الضابط والرتبة العسكرية .
هذا السلوك والأسلوب السيئ يرجع بنا إلى جيش صدام عندما منحت الرتب والمناصب على أساس الحزب والدرجة الحزبية وصعدت فيه شخصيات مهترئة على أكتاف الشرفاء والمتميزين من منتسبي الجيش. مما أدى إلى تهالك المؤسسة وانحطاطها إلى الدرك السفلي والتاريخ يعيد نفسه اليوم في عراقنا الجديد وجيشنا العتيد .
وامعانا في هشاشة وضعف بناء هذه المؤسسة ورصانة وسمعة امرائها وقياديها سمحت بعض النفوس الدنيئة الموغلة بالفساد والرذيلة والمتعطشة للمال والخراب لهذا البلد وامنه ومن المتولين لبناء هذا الهيكل الامني بفتح بازار لبيع وشراء المناصب والمراكز الحساسة ووضعت اسعارا واثمانا لكل مركز ومنصب ومدى اهميته وموقعه ومردوداته النفعية لمن يتبوئه وبهذا التصرف المشين اعتلت وحداته الميدانية واقسامه الإدارية قيادات وامراء خاوية هزيلة ضحله ابعد ما تكون عن الحرفية والمهنية وكارزهم القيادة ومؤهلاتها والذي اضفى على هيكلية هذا البناء الرخو ركاكة وانحدارا نحو الاسوء حيث الوحدة بشخصية وقوة وعقلية وشجاعة امرها .
الجيش يبنى على الضبط والنظام الصارم واحترام المافوق والاعتناء بالقيافة والهندام والتمثل بأخلاق عاليه وسلوك وتربية مترفعة . فأين منها إفراد جيشنا الجديد . فلا احترام ولا ضبط ولا انضباط؛؛؛؛؛؛؛؛؛ أزياء عسكريه مختلفة و متنوعة. وغطاء راءس بكليته وبيريه وخوذه وأغطيه لم نعهدها سابقا في الجيش وصنوفه. واللياقة والهندام حسب الأهواء والأمزجة بلا رقيب اوحسيب؛؛؛ فاللحى بانواعها وخطوطها وسكسوكاتها؛؛؛ وشعر الراءس على راحته. .والتعامل مع المافوق بعبارات وألقاب لاحصر لها (حجي؛؛ استاذ؛ زاير؛؛ عمي ……) فضلا عن التسيب والاهمال والنوم اثناء الواجب وعلى الارصفه وفي سيارات الواجبات مما يجعلهم اهداف واهنه وضعيفة للمتربصين سوء بهم .
تضارب الاوامر وتعدد القيادات لان التنفيذ متشعب ومتعدد الاتجاهات والأهواء لأنه يعكس طبيعة انتماء وولاء القيادات الفرعية لأحزابها وطوائفها وعروقها ..
وهناك قصور واضح في شحة او انعدام بعض المرافق الخدمية والفنية التي ترفد هذه المؤسسة بالخبرات والمهارات والفنون القتالية واساليبها وطرقها كالكليات والمعاهد او مراكز التدريب و مدارس القتال والطبابة والهندسة العسكرية والى ما ذلك من الاحتياجات الضرورية التي تعطي هذه المؤسسة القدرة والمتانة والتفوق في اغلب الميادين والمهام الملقى على عاتقها والتي تمنحها الاقتدار والغلبة وبما يتناسب مع دورها الذي تضطلع به في التصدي بحزم وثبات على عدو قوي مدرب متمرس يحسن استخدام السلاح ويروضه حسب الكيفية والكميه التي تفتضيها ظروف المواجه والتي غالبا ما يختارها هو في المكان والزمان الذي يرتئيه ويتناسب مع قدراته وإمكانياته.
الجيش يعتمد في تنقلاته وحركته ومداهماته وتحرياته على قواعد وأسس استخباريه وامنيه تستطلع وتجمع المعلومات لتضعها امام القيادة العسكرية. وعلى أساسها يبني القائد تصوراته عن المعركة واستعداده القتالي واللوجستي لها .إلا إن جيشنا الجديد يمشي كالأعمى دون دليل ودراية فمؤسسته الأمنية والاستخبارية متخلفة وقاصره وتفتقد للحس الامني وجمع المعلومات وايصالها لذوي الشأن عندما يتطلب منها ذلك.
من هذا يتضح إن الجيش العراقي الجديد لم يبنى على أسس وقواعد سليمة من المهنية والحرفية ولم يصاحبه التأني والدراسة الموضوعية والعلمية لواقع وطبيعة المجتمع العراقي بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية حيث اغلب من انخرط به لم يكن مواليا لوطنه وشعبه بقدر ولائه لحزبه وطائفته وعرقه؛؛؛ أو كان محتاجا أو من خريجي السجون والسوابق أو ممن تلطخت أياديهم بدماء أبناء شعبنا فهذه العناصر الهزيلة المتردية لا تتمتع بجذور وأخلاق عسكريه لهذا تبقى أرضية هذا الجيش رخوة هشة بعيدة عن التماسك والصلابة مالم يشذب وينقى من هذه العناصر الوصولية الانتهازية الخاوية . .لكي يكون جيشا نظاميا صارما بضبطه وانضباطه ومتماسكا بهيكلية تشكيلاته والاعتماد والاعتداد به للدفاع عن حدود الوطن وحفظ امنه ونظامه الفدرالي الديمقراطي التعددي .
وعلى ان يكون قادرا على تلبية متطلبات امننا وحمايتنا من الارهابين والتكفيرين والصدامين ومن كل من يروم بالعراق وشعبه الخراب والدمار و الاهانة والاذلال والفتك بالأرواح البريئة المسالمة .
ومن وجهة نظر مستقلة مخلصة لوطنها وشعبها ومن تجربة مريرة عشتها في احضان هذه المؤسسة نسجت لي روئ وتصورات متواضعة حاولت امتزاجها مستئنسا بآراء الخبراء والاكاديميين العسكريين العراقيين ومن ذوي الخبرة والمهارة والاختصاص ,وددت ان اطرحها هنا لعلني اوفق بها وتأخذ لها حيزا بين كل الطروحات والافكار المزدحمة التي رفدت بها مؤسستنا العسكرية في حاضرها وآفاق مستقبلها.
1-ان يبتعد الجيش عن السياسة والتحزب وينآى بنفسه عن الافكار والمفاهيم والأيدولوجيات الحزبية التي لم تورث الا الخراب والدمار لبلدنا من خلال مسلسل الانقلابات التي اضطلعت بها القيادات السياسة المتعاقبة او التصرفات والانتهاكات والسلوكيات البعيدة عن الاعراف والقيم العسكرية من بعض القادة والامراء المحسوبين والمستقوين على انتماءاتهم الحزبية المتنفذة.
2-ان يبنى على اسس ومبادئ الجندية السليمة بمهنئتها وحرفيتها وان يلتزم بالقيم والمثل الوطنية الصادقة دون الانجرار وراء العواطف والمعتقدات الطائفية والعرقية .وان ينصب جهده وتوجهه بالدفاع عن حدود الوطن وسلامته وصون سيادته واستقلاله والحفاظ على امنه واستقراره الداخلي والذود عن ابناء شعبه من المفسدين والحاقدين .
3-ان يحترم ارادة الشعب العراقي في اختياره لنظام الحكم الذي ارتآه واعطى التضحيات الجسام من اجل الوصول اليه.
-4- الابتعاد عن كل الصراعات السياسية والحزبية والطائفية وعدم التدخل في سياسة الدولة ونهجها واسلوبها في قيادة العملية الساسيه وعليه احترام وتقدير مؤسساتها الدستورية وهياكلها الإدارية.
5-الاعتماد على اسلوب خدمة الاحتياط كما معمول به في الدول المتحضرة وتنظيم ضوابط واسس التطوع للقوات المسلحة لا على اساس الولاءات الطائفية والمذهبية والعرقية او المحسوبية وانما يراعى الانتقاء على ا لأساس النوعي وليس الكمي باختيار العناصر الكفوئه والمتعلمة والماهرة ومن ذوي السمعة الجيدة والسلوك الحسن مع مراعاة اللياقة البدنية والصحية.
6-التركيز على الهوية الوطنية في الجيش وخلق وتوعية منتسبيه على الشعور بالانتماء للوطن والشعب وجعلهما فوق كل اعتبار وليس للسلطة والحكام .وتغذية المنتسبين بالشعور بالمسؤولية من خلال الاقناع والتوعية والتوجيه وان يكون الشعور الفردي مكملا لشعور الوحدة والجيش الذي ينتمي اليه وهذا الشعور المشترك يساعد الجندي على الثبات والصمود والتصدي لمحاولات اجهاض العملية السياسية من اعداء الوطن والشعب .
7-تغذية الجنود والضباط بروح الألفة والانسجام والاحترام المتبادل المبني على الضبط الواعي المهذب والابتعاد عن الاسلوب التعسفي والقسري غير المسؤول الذي يثير الكراهية والحقد.
8-انشاء المدارس والمعاهد والكليات العسكرية المتخصصة لرفد الجيش بالطاقات المتعلمة والواعية بالقيم والمفاهيم العسكرية .
ا9-الاهتمام بالتدريب وتكثيفه على مستوى الفرد والوحدة والتشكيل لان التدريب ينمي القابلية البدنية ويساهم بخلق المهارة والكفاءة باستخدام السلاح ومعرفة فنون القتال المختلفه.ويشعر الافراد بالزمالة والأخوة ويقوي علائقهم وروابطهم ويخلق بينهم الشعور بالفخر والثقة حيث تذوب العزلة والانفرادية وتعزز الروح المعنوية الجماعية بين الافراد والتي تؤدي بدورها إلى التماسك والثبات وحب الوطن والاخلاص والولاء له.
10-وضع القائد المناسب في المكان المناسب دون النظر إلى خلفيته السياسية وانتمائه الطائفي والمناطقي . فالقائد مثل الجندي الاعلى هو الذي يرفع عنده روح الاقدام والتضحية ويعزز ثقته بنفسه ويدفعه إلى الصمود والتصدي.
11-رفع الروح المعنوية بين الافراد لغرض تماسك الوحدة وترابطها وتحسين ادائها. فالخوف والاستسلام والتهيب صفات ناجمه عن ضعف الشخصية وانخفاض الروح المعنوية عند المقاتل لذا يجب ادراك هذه المسالة وتلافيها من خلال التدريب والندوات والمحاضرات الثقافية التي تزرع الثقة لدى الافراد وتعزز روح المواطنة والشجاعة في نفوسهم.
12-تسليح الجيش بأسلحة حديثه فاعله متطورة وبما يوائم ومقتضيات المرحلة الحرجة التي يمر بها بلدنا حيث يقاتل الجندي ألان بجسده وليس بسلاحه الذي لا يضاهي سلاح خصمه
13-.اعادة تشكيلات الجيش بكل صنوفها البريه والجوية والبحرية وتجهيزها بأحدث الأجهزة والمعدات التي تحاكي التطور العلمي والتكنولوجي في عصرنا الحاضر.
14-على الدولة ان تضع ميزانيه محدده لوزارة الدفاع بالشكل الذي يؤدي إلى سد احتياجات الوزارة وما يتناسب مع متطلبات الدفاع والحفاظ على الامن الوطني على ان تخضع إلى رقابه ماليه صارمه دون ان تترك سائبه بلا تدقيق ومحاسبه.
15-تطهير المؤسسة العسكرية من الشوائب والعناصر الهزيلة التي تسللت اليها من المحسوبين على الميليشيات والاحزاب ومن افراد النظام السابق الملطخة اياديهم بدماء العراقيون تشذيبها من الوصولين والانتهازين المتزلفين الذين سامونا خسفا وهوانا ايام عزهم وتنمرهم في العهد المباد متلبسين بأخلاق وسلوكيات قائدهم الفذ .حيث سنحت لهم الفرصة بان يجدو لهم موطئ قدم يعيثون
من خلاله فسادا وتنكيلا بالشرفاء والوطنين الذين عادو إلى المؤسسة العسكرية بدافع الحب والاخلاص للوطن وتجديد هذه المؤسسة بحلة جديده تتماشى ومتطلبات نظامنا وعراقنا الجديد.
وفي الختام معذرة لإخوتي من الضباط والمنتسبين الوطنين المخلصين الشرفاء لهذه المؤسسة مما بدر مني من خلال تتبعهم لمقالاتي من صراحة ووضوح ربما جرح مشاعرهم وخدش حيائهم فكل الذي ارجوه ان لا يتبادر الى اذهانهم اني كنت متحاملا وعدائيا بالقدر الذي كنت به مخلصا ومحبا حد النخاع لوطني ولهذه المؤسسة التي عشت بها لأكثر من خمسة عشر عاما قبل ان تطالني يد التعسف والاضطهاد فتقصيني مرغما عنها.