22 ديسمبر، 2024 3:18 م

سحرتني تلك الانثى البيضاء ذات الشعر الاسود, تكلمنا كثيرا يوم امس, لا اعلم هنالك اثرا في قلبي كغصن توت صغير بدأ ينمو, تعجبني طريقتها في الكلام, تنقلها من حال الى حال, كأنها الفصول الاربعة, اجدها جديرة بان تمتلك قلبي, ذلك الحصن المنيع, اخاف .. نعم, فالحب معركة كبيرة تحتاج لاستعدادات عظيمة, لكن ارى ان الامر ليس طوع يدي, الامر بدأ يفلت زمامه مني, وها هو القلب عاد يدق من جديد, صاخبا باسمها بحروفها, لا اراها نزوة وتزول مع الايام, بل هي انثى استثنائية متفردة بكل شيء,

لكن هنالك تساؤلات تؤرقني جدا, وتلاحقني حتى وانا معها, نعم قد اجد اجابات في قادم الايام.

تساؤل عن مدى اهتزاز قلبها نحوي؟ هل تفكر بي مثلما افكر بها, هل ازهر قلبها بالحب, هل تدرك مدى تعلقي بها؟ هل تنام وهي تنظر لصورتي, هل تعيد قراءة رسائلي,

والسؤال الاهم: هل يجب ان اصارحها الان.. ام انتظر موسم الحب, انتظر ان يكشف التوت عن ثمراته, وانا وسط هذا الجو من الضياع تعود بي ذاكرتي لعام 1996 واتذكر نصيحة صديقي “حيدر”: “العاشق عليه ان يصبر على حبيبته حتى تكون مؤهلة للحب”.

ليلة الامس اعادت لي روح افتقدها منذ قرون طويلة, احس بنفسي ذلك الشاب الصغير, الحقيقة الان ادركت معنى مقولة “روحه خضره” اي ان اشجار الحب لم تذبل وتموت, بل عادت تنمو من جديد, وتخرج منها اوراقا خضراء, وتنتظر الربيع لتزهر.

ما بال مزاجنا اذا تعكر يغير فينا التقدير لكل شيء؟ هكذا انا من دونها افتقد كل الحياة, هل يعقل انني وقعت في فخ الحب, ام هي مجرد رغبة كحال من سبقها, وتنتهي مع الوصل, لا اعلم يقينا اي شيء الا امر واحدا انني معها مختلف, واجده اختلاف جميل يخرجني من اسر قيود الواقع, انها روح العصافير هي من تسكن الان عندي, نعم اريد ان احلق في الافق.

حدثتني ليلة الامس عن كارتون عدنان ولينا! وكيف صمد حبهما امام اعتى دكتاتورية, وتفسر لي مشاهد التقاء عيونهما فتقول: “كان بينهما لغة خاصة لا يفهمها الكابتن نامق ولا الدكتور رامي, وكانا متيقنين انهما لن يفترقا”, لقد كانت تتكلم ببساطة طفولية محببة, فمع بساطتها الا انها تصنع في القلب احساسا عميقا, يثبت ولا يزول.