بين فترة واخرى يطلع علينا واحد من سياسي الصدفة ليعترف باخطاء احزابهم التي ارتكبوها طيلة سنوات تسلمهم السلطات منذ الاحتلال الى اليوم ويقول ( بفم مليان ) انهم فاشلون ..ويمكن لاي مواطن ان يستمع الى مثل تلك الاحاديث المعسولة والناعمة التي لم تعد تنطلي على ابسط عراقي ، ليدرك اصرار هذه الطبقة السياسية الفاسدة على انتهاج سياسة التضليل وخداع المواطنين .واذا كان الاعتراف بالخطأ فضيلة كبيرة فان هذا الاعتراف للسياسيين الفاشلين الفاسدين لايحمل اية فضيلة ، فالذي يعترف حقاً بخطأه يتراجع عنه او يصححه . ان استمرار عمليات النهب والمحاصصة وتقاسم مغانم السلطة وقتل المتظاهرين والاحتفاظ بميليشياتهم خارج سياقات القانون والتجاهر بالولاء لغير العراق وغيرها من الممارسات التي رفضها الشعب وعبر عن سخطه على جميع الاحزاب الاسلاموية ، لاتعني غير امرين لا ثالث لهما اما ان احزاب السلطة ما زالت تعيش احلامها الوردية التي ذهبت فتتوهم بانها ما زالت تمتلك رصيداً بين المواطنين يؤهلها لاحتلال مقاعد في مجلس النواب بالانتخابات التي من المفترض اجرائها في تشرين الاول المقبل مع احتمالية تأجيلها ، او انها متمسكة بمبدأ ( ما ننطيها ) الذي اعلنه نوري المالكي واستقتل ليفوز بولاية ثالثة وكأنه فعلا هو منقذ العراق متجاهلا ما افرزته سياساته التعسفية من كوارث اشدها خطراً كانت سيطرة عصابة داعش الارهابية على حوالي ست محافظات وتهديدها بغداد لولا حفظ الله !! وهذا الاحتمال هو الاقرب الى عقلية الاحزاب الاسلاموية التي ما انفكت تنسج لنفسها حكايات بطولية عن دورها في تقويض النظام السابق في حين انها تعلم قبل غيرها ان كل مواطن يعي ان ادارة بوش الابن وحلفائها هي من احتلت العراق وانهت حكم البعث وان المحتل الاميركي هو ولي نعمتها الذي سلمها السلطة على طبق من ذهب .. وان اصطناع دور البطولة تمثيلية هزلية مضحكة !! كنا نتمنى ان نصدق اعترافاتكم لو تخليتم عن القليل من فسادكم الذي صارت رائحته تزكم الانوف وتوقفتم عن تمسككم بحصصكم من المناصب الوزارية غير انكم يوماً بعد اخر تؤكدون انكم مجاميع لاهم لها غير اكل المال الحرام واعاقة اية فرصة لنهضة العراق وحرمان المواطن من ابسط حقوقه في العيش الكريم .. وهاهي ثورة تشرين برموزها وشهدائها تقول اعترافكم بالفشل غير مقبول وليس فيه فضيلة ايها المخادعون الفاشلون .. وان لاطريق غير الثورة الشعبية السلمية التي يمكنها ان تطهر ارض العراق منكم ومن خسة افعالكم .. قد يكون الطريق طويلا لكنه السبيل الوحيد وان النصر حليف الشعوب هذا ما اثبتته تجارب العالم ولابد للظلم من نهاية وعندها لاينفعكم الندم فقد تماديتم وفاق طغيانكم كل شيء .