11 أبريل، 2024 6:49 م
Search
Close this search box.

اعترافات رجل استثنائي وامبراطور الغضب

Facebook
Twitter
LinkedIn

اعترافات رجل استثنائي
انا رجل غير
عادي
انا رجل كلاسيكي
يرفض القرن الواحد والعشرين
يرفض العولمة والهيمنة والاستعمار
انا رجل من عصر ذهبي
ليس له مكان سوى المتاحف
انا رجل يحتج في اليوم مئات المرات
يصارع التكنولوجيا بالكلمات
يكتب كل مساء ترنيمة الوداع
يغني كل صباح انشودة الضياع
انا رجل يستنجد بالخيال
يحتاج للمسة انثوية صافية
غير ملوثة بتعقيدات الحياة
ويمارس الشعوذة في عالم الاموات
انا رجل لست كأي رجل مفتول العضلات
او تجربة لعملية الاستنساخ
انا رجل يكره العبودية في اي مكان
ويصارع الثيران في حلبة مليئة بالفئران
انا رجل قادم من عصر بلا الوان
مليء بالألغاز والذكريات
يحاول النسيان يتذكر الحرمان
يحلم بالثوران
يقاتل لكائن اسمه ( الانسان )
انا رجل اعترف مئات المرات
بحبه لملكة فؤاده
التي لا يهمها سوى المكياج والسيارات
لملكة حارب من اجلها
كل الفرسان كل الشجعان كل العشاق
كل الجبناء كل الشعراء
انا رجل استثنائي
مختلف عن كل الرجال
ليست لديه عيوب وميزات
مصنوع من الرخام بل من الرماد
انا رجل يكافح من اجل البقاء
لكي يستحق الحياة مع النساء
انا رجل
دخل القرن الواحد والعشرين
حاملا هزيمته على الاكتاف
وانهار مع الايام
وتفكك الى اجزاء
وكل جزء تبعثر لقطرات
وكل قطرة تحولت الى زهرة
وكل زهرة
ماتت تعبيرا عن تعاطفها مع ( الانسان )
انا رجل استثنائي
يحب الترحال ويعشق الصحراء
في كل رحلة لديه صديقة
وفي كل صحراء لديه رفيقة
وها هو الان يتجول في البلدان
يبحث عن صديقة او رفيقة
عساه لم يعرفها قبل الان
انا رجل حطم الرقم القياسي
لكثرة تعاطيه
العشق والغرام مع النساء
لكثرة ادمانه على جميع الاصناف
من بيضاء وسوداء وشقراء
انا رجل بعد منتصف كل ليلة
يتذكر متى ولد
ويحتقر نفسه لانه ولد
وبعدها ينام بهدوء
ويحلم بالنسيان
انا رجل ايقن ان الحب جنون
بعدما احب امرأة
تلبس في كل يوم فستانا
وفي كل يوم حذاءا
انا رجل تناثرت كلماته
وهو على اعتاب القرن العشرين
وتناثرت الحانه قبل ان يولد
انا رجل انتهت صلاحيته
وهو ما زال على قيد الحياة
ورمي في سلة العشاق
واحرق بعود ثقاب
قبل ان يخاطب عشيقاته
البيضاء والسمراء والشقراء
انا رجل لحسن الحظ
غير مذكور في الصفحات السوداء
ولم يذكر حتى في الصفحات البيضاء
انا رجل يصطاد الاوهام
في عالم مكتظ بالأحلام
في عالم طبول الحرب تقرع على الابواب
في ثوان نعرف كم مليون سينام
وكم مليون سيفاق
انا رجل صمد امام الاعصار
وانهار امام الزلزال
واستيقظ قبل فوات الاوان
لعله يعيد التجربة مع الايام
بكل صبر وايمان
ولكنه هذه المرة
صمد امام الزلزال
وانهار امام الاعصار
انا رجل يحب كل الاناث
ويتغزل في كل امرأة
يصادفها
حتى وان كانت صماء او عمياء او خرساء
انا رجل مهدد بالانقراض
يهرب من عصر لآخر بأستمرار
لا يتوقف مثل الماء
يبحث عن عصر استثنائي
به قوانين كلاسيكية
تحميه من الانقراض
انا رجل لا يحتاج سوى لورقة وقلم
ليتذكر عصره الذهبي
ويتغزل بعشيقاته الثلاث
ويكتب تأريخ رجل غير عادي
عاش في عصر كلاسيكي
انا رجل تعلم القمار
وجازف بالملايين على طاولة الاقوياء
ومارس الالعاب
بكل خفية من وراء الستار
وترعرع على مائدة الروليت
التي كانت النقطة الوحيدة السوداء
في تأريخ النبلاء
انا رجل يراهن بحياته
على الحصان الاسود المهزوم
في كل الحلبات
انا رجل عشق الفن التشكيلي
ونقش بريشته على الاوراق هزائمه
ليرسم كل يوم عشرات اللوحات
وكل لوحة تشبه الاخرى في الالوان
انا رجل تعشقني كل النساء
وانا وراء القضبان
في كل قضيب اسطورة تحكي الحنين والاحزان
انا رجل تطارده
اجساد الفاتنات وتعتقله بتهمة العصيان
انا رجل مستهدف من الجميلات
في كل يوم تطارده
كتيبة من السيقان والشفاه
وتعتقله بتهمة عدم الانصياع
انا رجل غير عادي محكوم
 عليه بالموت او بالعيش في سجن النساء
انا رجل استثنائي
يرحل من مدينة الى مدينة
ومن قرية الى قرية
لعله يصادف امرأة استثنائية
انا رجل يهوى الابداع بكل الاشكال
وينتظر الفرصة في نهاية
كل عام ليقول ما يجب ان يقال
انا رجل يتناول الادب بشراهة
ويفترس الشعر كالمرأة الحبلى
لحين موعد الولادة
انا رجل مبرمج يسير عكس التيار
صعب عليه ان يتفادى الاخطار
لأنه دوما على صواب
انا رجل انتظر لسنوات وفي النهاية
يقف في مفترق طرق ويرجع للبداية
ليرى امامه مفترق طرق اخر
انا رجل قدره ان يحزن
للفقير والتعيس واليائس والغني
الى اخر يوم
قبل ان يتقاعد عن التفكير
انا رجل في جميع
الاحوال قطعة من القماش
تكتب عليه مئات القصائد
في مطلع كل قصيدة
توجد انهار من الدموع
تنتظر مصيرها لتدفن مع القماش
انا رجل مركون على الرف
لحين تعديل القوانين
غارق في الغبار من اجل تهمة اسمها
( الصمت والصراخ )
انا رجل يعاني مرضا مزمنا
ليس له قانون اسمه ( الضياع )
انا رجل يتربع على عرش يحرسه
ثلاثة من الاوغاد
( الصمت والحب والحياة )
ممنوع عليه
ان يضع التاج على الطاولة
والصولجان على الهاوية
لان الحراس نائمون
وعيونهم تحرس
الملك والعرش والتاج والصولجان
انا رجل مغرم بالهستيريا
وعبد للشيزوفرينيا
وطفل بين احضان تمثال الحرية
انا رجل ينتظر معجزة
من الاقلام والاوراق البيضاء
ليدون اعترافات رجل استثنائي
 
 
2
اعترافات امبراطور الغضب

احب ان اكون
مارشال
او بريغادير
او كولونيل
او ليفتنانت
او ليوتنانت
ولكن دعوني
ان اواصل الابحار
في انغام هذه الموسيقى
التي تحتل كياني
التي تحاول اغتيالي
وانا على منبر الغضب
اريد
ان استيقظ من هذه
اللعنة الازلية
التي تقيدني
بالحبر والدم ورماد سيجارتي
اريد ان
اطير على امواج
المحيط البنفسجي
بدون
شروط وصكوك
تحرمني من الموت
على الكرسي
القادم من عصر الطغاة
اريد ان اعيش
لحظة الوداع
دون رقابة ميكيافيلية
او اساطير ماركسية
او قصص لينينية
او حكايا جاوجيسكية
اريد الرحيل
من هذا الوادي
الذي يستحوذ على
الجثث المتهشمة
دعوني
اقول ما اريد
دعوني
استقيل
من بلاط الملك والامير والرئيس
لا استطيع ممارسة السلطة الان
استحالة ان اكون
لؤلؤة في عنق الخادمة
تعبت
في الماضي واللاماضي
في الحاضر واللاحاضر
في المستقبل واللامستقبل
تعبت
في
الشوارع
والحصون التراثية
والجماجم العصرية
والنياشين الثورية
اريد ان
ابقى ذلك الوشم العنيد
على رقبة الامبراطور
اريد ان
ابقى ذلك الوسام المكبل
بدموع حبيبتي
المطرز بهلاهل امي
المزركش بحكايا جدتي
فقط دعوني
ان اتكلم مرة واحدة
في هذا العصر
الذي صنعته بقلمي
دعوني اعود
من تلك القرية الضائعة
لم يبق الصمت صديقي
ولم يبق الصراخ رفيقي
فانا
الحزين الابدي
والعاشق الثوري
والشاعر الفيكتوري
والامبراطور العاشق
دعوني اعود
عاريا
او دعوني
البس ( البكيني)
او دعوني
احاول الصيد في المحيط البنفسجي
لعلي
افترس ذاكرتي
والتهم بقايا عظام الملائكة
واقتلع جذور
توابيت الحثالة
فقط لا تقولو لي
انتظر موعد الثورة
حسب
القوانين
والشرائع
والدستور
فقط دعوني
ان اشرب قطرة
من مياه
واحة
(سيدتي الجميلة )
فقط لا تقولوا لي
انك ( اوديب )
في صورة انسان
فقط دعوني
ولن اتكلم
ولن اقول
ولن اكون صانع ( اسلحة العشاق(  وموحد بقايا  الحروف الفرعونية واللاتينية والعربية  نعم  حتى الحروف العربية  وسأنسى العروبة  وسأترك عربة الخرفان ورائي  وسأترك  مأساة امي  وتاريخ عائلتي  وخطايا طفلتي  ودموع زوجتي  وصراخ القبور  ونكسة الاصنام  وصمت العرب من اقصى الشمال  الى اقصى الجنوب  من الشرق والى الغرب  اعدكم بالصمت والصراخ  فلقد أصدروا حكما  بطردي من الارض  وقتلي  واعدامي  واعتقالي  واحضاري  مرة اخرى  الى محكمة البراغيث  عاصمة المحيط البنفسجي تعبت  من كثرة  سماع دبيب النمل  على جدران غرفتي  وصهيل الخيل  على صفحات  تاريخ هزائمي مع النساء  ومشاهدة الافلام الاباحية  والصور المختزلة  في صومعة  ذاكرة الحرب  نعم  اعدكم بالصمت والصراخ  اينما ذهبت  ولكن دعوني  ان احيا اللحظة  على طريقة  (جان دمو( او على طريقة ( ارنيستو تشي جيفارا ( او على طريقة ( فيدل كاسترو (  وقد اكون  النقطة الشاردة  التي ترغب الرحيل  الى  وطن الصعاليك  ولكنني  لن اكون  ذلك الوهم النائم  ولا  ذلك الوشم العنيد  بل سأكون  الصرخة  التي صنعت  اسطورة  (اعترافات امبراطور الغضب )

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب