22 ديسمبر، 2024 10:04 م

اعتذارات متأخرة جدآ (2)

اعتذارات متأخرة جدآ (2)

غرفة مزاحم
حيز صغير مركون في القعر أصغر من ان يمكن اعتباره بمقاسات غرفة عادية بحدها الأدنى فضلاً عن إمكانية مجاراتها لمهام وآمال واهتمامات انسان بمواصفات مزاحم مال الله ولا بحجم تطلعاته.
ففي تلك الفسحة التي لم تتعد اكثر من٢متر في ٣متر وهي عبارة عن ملحق لمطبخ قضى الدكتور مزاحم فيها أكثر من عقد من عمره قضاه بسرعة البرق كما يراه في سيرة حياة تلالات نبلا وازدانت كرما فاض على معظم من التقاهم وتلك بعض من افضال الشيوعيين التي تربى عليها فوهبها لأبناء شعبه بلا منة ولاتمييز. فهذا المتصوف الزاهد احالني في سخائه ودماثة خلقه لبقية من مشاعية هادي العلوي. وفي جنبات تلك الأمتار الشحيحة يشع مزاحم فواحا وهو يفترش سريرا يتقاسمه مع نسخ الجريدة نصفا بنصف تفصله بضعة سنتمرات نسميها ممر(مجازا) عن طاولة صغيرة تحضن كتبا ومجلات وجدول توقيتات لمهام عمله والتزاماته ففيها مادة الصفحة الطبية لطريق الشعب تجاورها مادة لمجلة الشرارة النجفية باعتباره عضوا في هيئة تحريرها ولم تلهه تلك المهام عن عمله الحزبي في هيئته والتي كان فيها بمثابة قطب الرحى تهيئة واسهاما واخراجا. ومن عرفه أدرك حجم مكابداته مع المؤسسة الحكومية المتهالكة التي تنسب لها وأعاد لها الحياة باعتراف مرؤوسيه بخاصة وان عمله يتعلق بصحة الناس(من خلال ترؤسه لشعبة الرقابة الصحية). وتبقى العيادة الشيوعية همآ أكبر لدى الدكتور مزاحم في مسعاه لمحاصرة العطب الصحي الذي حاصر العراقيين على شكل أمراض فتاكة متحركا ضمن الخيط الرفيع الفاصل مابين الإرهاب ومابين اللافتة التي يتابطها كل أسبوع (هو ورفاقه النبلاء) في مناطق وساحات لم ينج فيها من الذبح حتى الذين أمنوا، لافتة ((العيادة الشيوعية)) لم تترك فراغا في ساحات وضواحي بغداد إلا وازدان بها مصحوبة بعزم هذا الجسور الذي تقحم أكثر المكانات خطرا، وقبل ذلك أسس لجنة وفاء المناضلين والتي زار خلالها مئات رفاق الأمس من المرضى وأعاد صلة العديد منهم ، واعرف تماماً أن هناك عدد من المواطنين طلبوا الصلة بالحزب من خلال أنبهارهم بما يقدمه رفيقنا الدكتور، فمزاحم هذا يعادل في نشاطه عمل اكثر من منظمة في مواقع يشح فيها التنظيم حتى. فتراه يشخص العلل ويصف العلاج ويصرف الدواء برحابة صدر تغطي على كل ضيق ذات اليد غير مبال بتحذيرات رفاقه وحرصهم ايام كان الإرهاب يضرب اطنابه في كل مسامات الوطن العراقي والبغدادي تحديدا.
ونشاطه الإعلامي متعدد بين الصحافة والمحاضرات والبرامج الصحية في عدد من الفضائيات ، ناهيك عن أقتحامه مجال التنافس الإنتخابي البرلماني.
عزيزي ابا هند لازلت اتلذذ طعم الرفقة لسنواتنا الأربعة التي تقاسمنا حلوها ومرها معا وكنت فيها بتنافس مع حبل الوريد في قربي منك اسمع وأرى كل ما كان يقال مدحا او ذما دون أن يهتز لك طرف فقد خبرنا وعن قرب أعداء النجاح وسلوكهم الذي لم تسلم من سلاطة ألسنتهم وسوء طويتهم حتى في منفاك. حقآ كنت احسدك على نجاحك المتقن في توزيع نفسك على الأربع والعشرين ساعة لتنهض بكل تلك المهام وبنفس السلاسة التي وفرت بها الأدوية لتسد حاجة مرضاك وقليل هم الذين يعرفون من أين سيوفر مزاحم هذه الأدوية لعيادته الزاهرة ولا من أين سيحصل على المتبرعين بمئات لا بل الاف الدولارات التي ترمم بها جزءا من اوضاع من هم بأشد الحاجة لها. والشيوعية العراقية تحديدا ربتنا على نفس فرادة الخالد فهد ان المنصب تكليف خطير قد يودي بصاحبه للاعدام لا ان يتحول تشريفا ينالونه بالحظوة والارتياحات حتى لا أقول بالتزويرويتباهى به مرضى واميون ممن لم تصقلهم المدينة أو المدنية كما لم يكُ بين الشيوعيين مهاجرين وانصار فالكل يثردون بنفس القدر دون ما تمييز بين باب اول وباب ثان وذلك ما ريانا عليه ناصر عبود وابو زيتون وهاشم حاتم وهندال وعلى ابوزينب وغيرهم المئات في محافظات نا العزيزة ممن افنو أعمارهم ينثرون الفضيلة على كل مساحة العر اق فذهبوا شهداء احرار. ماعليك يا مزاحم فنفوس المئات من الذين عالجتهم تحيط بك وانت تحتفل وحيدا بذكرى مرور ١٩ عام على عيادتك بالوقت الذي كان فيه واجبا بحده الأدنى على الجريدة الاشارة والاشادة بجهود رفيق ترك فراغا لم يشغله احد بعد لحد الآن بدلا من التنصل وإعطاء ((الأذن الطرشة)) فذلك اضعف الإيمان . شديد الأسف.