بعد تحرير مدينة الرمادي ودمار نسبة كبيرة من بنيتها التحتية وخدماتها ومنازلها طرحت فكرة اعادة الاعمار للمحافظة وبقية المناطق بالسرعة الممكنة كي يعود الاهالي اليها وانهاء معاناتهم.
اعادة الاعمار وتأهيل المدن والاحياء اكبر من قدرة الحكومة وطاقتها خصوصاً في ظل الازمة الاقتصادية وانهيار اسعار النفط. هذه المناطق ايضاً امكاناتها الذاتية شحيحة ولابد من مسعى اتحادي ودولي لاجل ذلك.
وفعلا اعلنت الامم المتحدة استعدادها للمساهمة ويجري الان البحث في افضل السبل لذلك من خلال تأسيس صندوق دولي يعتمد على دول مانحة لاعمار ما دمرته الحرب ضد داعش والخراب الذي احدثه الارهابيون في كل مكان.
سعة الخراب والدمار تتطلب تكوين رؤية للاعمار وخططاً معللة واولويات تبدأ بما له علاقة بحياة الناس اليومية من خدمات واستئناف للحياة الطبيعية وتسهل العودة على من ترك داره وتضررت.
ومن اهم الموارد التي تؤخذ بنظر الاعتبار هو الاستغلال الامثل للموارد التي ستتوفر واشراك الاهالي في الرقابة والتطوع للعمل وتشجيع المبادرات للترميم باقل النفقات لكي تشمل اوسع عدد من الناس وتخفف عنهم الاضرار.
وهذه فرصة لاعادة تخطيط بعض الاحياء والمدن لان بعضها قد تمت تسويته من قبل الارهابيين بالارض او انه لم يعد صالحاً للانتفاع به بصورة مناسبة.
ومن خلال التجربة الماضية مع مساعدات الدول المانحة اذا ترك الامر لها لوحدها ستكون نفقاتها الادارية كبيرة تلتهم جزءاً كبيراً منها مما يقلل من تعظيم فائدتها، كما انها لا تخلو من فساد، شأنها في ذلك شأن العراق اذ تستعد حيتان الفساد لأخذ نصيبها من الكعكة ولا تهمها ما للناس من مصائب بل ان البعض يرى في ذلك فرصة لا تعوض للنهب والعيش على السحت الحرام.
مرة اخرى نقول ان اشراك اهالي المناطق المتضررة في العمل والرقابة الطوعية والقيام بكل شيء تحت انظارهم يقلص التلاعب الى اقصى درجة ممكنة الى جانب انهم ادرى باولويات حاجاتهم وسرعة تلبيتها. من المفيد ايضاً الاعتماد على مؤسسات وشركات القطاع الاتحادي والمحلي، ففي ذلك تنشيط لهذه الجهات وضمان تشغيل العاملين فيها والحرص على التنفيذ المناسب للاعمال التي ستوكل لها. وايضاً ستلعب مسألة تعبئة الموارد المحلية بانواعها اذا ما احسنت استثمارها دورها في الاداء والانجاز وتقديم الخدمات، بما في ذلك استثارة الروح الوطنية المحلية والتهيئة للمشاركة في البناء والاعمار للارتقاء بمستوى العمل والحماسة في ادائه واجتراح الطرق الملائمة لتنفيذ وتطبيق الخطط للبناء الامثل واعادة الامور الى ما كانت عليه وافضل