22 ديسمبر، 2024 11:33 ص

اطمئنوا.. عزة الدوري خارج العراق 

اطمئنوا.. عزة الدوري خارج العراق 

بعد عشر سنوات على سقوط النظام السابقوعشرات المحاولات لاعتقال الرجل الثاني في ذلك النظام عزة الدوري وهي المحاولات التي كان مستشار الامن الوطني السابق موفق الربيعي بطل تصريحاتها فقد جاء الخبر اليقين بشان مصير الدوري وعلى لسان رئيس الوزراء بالذات. ففي حوار لرئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مع صحيفة “الحياة” اللندنية وفي اطار سؤالين شديدي الاشكالية احدهما عن نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري والاخر عن زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي بدت اجابات العبادي عن الرجلين محايدة وكأنه يتحدث عن الموازنة او الاستثمار او لجنة سقوط الموصل او العلاقة مع دول الجوار او تسليح العشائر او منع الاطلاقات النارية اذا فزنا ببطولة اسيا لكرة القدم. قال ببساطة ان عزة الدوري موجود خارج العراق. وسبب قناعة الدكتور العبادي التي بدت راسخة هذه ان الدوري لوكان موجودا لكان القي القبض عليه.
 يبدو ان السيد رئيس الوزراء مطمئن (طبعا لا اعرف لماذا؟) الى قصة القبض على كل واحد “مطلوب النا” شريطة ان يكون موجودا في الداخل. لقد تكرر الإطمئنان ولو بطريقة اخرى حين سئل عن البغدادي حيث كانت الاجابة هي الاخرى قاطعة ومفادها ان البغدادي “نجا باعجوبة” من قصف بالطائرات في القائم وانه يقضي معظم وقته في الرقة (يعني لو كان بالداخل كان قبضنا عليه .. من دبش). لا اريد مشاكسة العبادي فانا احترم الرجل واقدر خطواته ونواياه معا. لكن السيد رئيس الوزراء يرى ان هناك وقتا يقضيه البغدادي في العراق. وكلنا يتذكر خطبة الجمعة من احد جوامع الموصل التي القاها وهو يتسور ساعة روليكس لاينقص سعرها عن خمسة الاف دولار اميركي. وهذا يعني ايضا وعلى ضوء اجابة دولة الرئيس انه لو ان الدوري موجود داخل العراق لالقي القبض عليه فان السؤال الذي يطرح نفسه .. لماذا لم يتم القاء القبض على البغدادي في الاوقات ولو القصيرة التي يقضيها في العراق؟.
المفارقة اللافتة ان رجلا مثل البغدادي يتنقل بين الرقة السورية والمنطقة الغربية من العراق بعد ان هدم الحدود وازال الاسوار فما الذي يمنع رجلا مثل الدوري ينهج نهج البغدادي في التنقل المريح لاسيما انه على قناعة قد تكون مطلقة بانه حتى لو القي القبض عليه واودع سجن بادوش القريب عليه او سجن ابو غريب او الحوت او العدالة او حتى نقرة السلمان لخرج بسهولة بعملية يعلم بها حتى بائع العمبة امام مداخل هذه السجون. القصة يا سيادة رئيس الوزراء هي ليس في نجاة البغدادي باعجوبة او وجود الدوري في الخارج لخشيته من الاعتقال بالداخل بل القصة تكمن في ان لدينا اشكالية في التعامل مع انفسنا قبل المطلوبين الكبار من امثال الدوري والبغدادي. ومتى ما تم حل هذه الاشكالية بحيث تعرف الاستخبارات او المخابرات على وجه الدقة واليقين مكان وجود البغدادي او الدوري او سواهما من المطلوبين وكيف يتم التعامل مع هذه المعلومة وغيرها بحيث تتكامل عند باقي المؤسسات في الدولة عند ذاك لا يبقى الدوري في الخارج ولا ينجو البغدادي باعجوبة. الاعجوبة هي متى ما وصلنا الى دولة فيها بناء مؤسساتي بحيث تبلغ المعلومة هدفها بكل يسر مهما كانت خطيرة. والاهم ان لا يعلم بها .. ابو العمبة.