22 نوفمبر، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

اطفال ونساء في قفص الاتهام !

اطفال ونساء في قفص الاتهام !

مصير مجهول يكتنف مئات العوائل التي نجت من جحيم القتال ومن بينهم بعضا من عوائل تنظيم داعش الأرهابي وعلى وجه الخصوص الاطفال والنساء ممن نجو من محرقة مدينة الموصل القديمة..

فما اقترفه ذويهم بحق الابرياء من اهاليها من قتل وتعذيب و اضطهاد وسبي واستيلاء على الاملاك بغير وجه حق وطمس لمعالم المدينة وحضارتها,وفرض نمط معين من الحياة والسلوك على اهلها والذي اعاد بالمدينة العامرة القهقري الى الجهل والانعزال عن العالم المتمدن وكذلك اقامتهم للحدود بالشبهات واخر المطاف واسوأه استخدامهم الابرياء دروعا بشرية وقتلهم لكل من يخرج عن طوعهم او يحاول الانفكاك من قبضتهم وبطريقة بشعة وقنص كل هدف متحرك يسعى للفرار من جحيم القتال,, كل ذلك قد ولد ردة فعل عكسية عنيفة لكل شيء يمت بالصلة لهم,, وتأصيل في نفوس من عانى من جورهم وفقد عزيزا بظلمهم حب الثأر والانتقام لكل من يرتبط بهم نسبا وصهرا وكل من سار على نهجهم ومن آواهم وناصرهم وسهل لهم وقد بان اثر ذلك جليا والحرب لم تضع بعد اوزارها ابتداءا مع عوائلهم التي نجت من جحيم الحرب المستعرة هناك !!

اما الكيفية التي يتم فيها تشخيص ان تلك العائلة الفارة او الناجية من جحيم القتال هي عائلة لمقاتل داعشي فذلك امر يكتنفه الكثير من الريبة و الغموض!!

واغلب دالاتهم غير موثقة ومحسومة قضائيا بل هي تخمينات لبعض الاهالي المتضررين من ارهابهم و تعتمد على الوشاية والنكاية..

فعندما تم دك المدينة القديمة بشتى انواع الاسلحة وحتى المحرمة منها دوليا مما قضي على الكثير من سكانها واغلبهم مازال تحت الانقاض ومن تبقى أضطر للخروج وقد انهك جوعا وربما مثخن بالجراح واغلبهم من النساء والاطفال

فمن هنا تبدأ معاناتهم !!

فيتم تفسير بقائهم وعدم نزوحهم بانهم من عوائل ذلك التنظيم,, وما يدريكم انهم ربما كانوا رهائن لهم ودروعا بشرية احتموا بهم!!

وربما قد يكون من بينهم فعلا عوائل لداعش لكن وكما يقال ففي مثل هكذا فوضى واضطراب يختلط الحابل بالنابل و يباع الاخضر بسعر اليابس..

اذن العراق اليوم وبالذات في مناطقه التي ضربها الارهاب كما هو حاصل في مدينة الموصل المنكوبة وما سيعقبها من معارك مرتقبة ستندلع في تلعفر و قضاء الحويجة امام امر في غاية الحساسية والخطورة!!

ويتمثل تحديا للمجتمع المحلي والدولي وللقوات الامنية والقضائية في كيفية فرزهم والتعرف عليهم وسوق من تثبت عليه التهم للقضاء واعادة الاعتبار والحقوق للابرياء منهم ,, وكيفيةالتعامل معهم من قبل المجتمع اما بدمجهم او اعادة تأهيلهم،، وما هو الواجب الذي تتحمله المنظمات الانسانية والجهات الحكومية والرسمية تجاههم؟؟

ولو يتم تحكيم شرع الله فينا وفيهم لما وصل التردي الى هذا الحد حيث يقول تعالى (ولا تزر وازرة وزر اخرى)..

فكما هو معروف فالرجل الشرقي مستبد في آرائه في الامور الدنيوية البسيطة فهل يعقل بعد ان يتلبسه الفكر الارهابي ان يعير اهتماما لمن خالفه في معتقده الدموي!!

وكلنا قد سمع بوقائع مروعة لشباب متطرف منهم كيف اعتدى وقتل اقرب واعز الناس اليه (ابويه) لمجرد اعتراضهم على تصرفهم وعدم موافقتهم لنهجهم !!فهل يعقل لمن إبتعد عنهم نسبا ان يرحموهم بدأ باخوانهم واخواتهم وعمومتهم وزوجاتهم فوقع اكثر أولئك القربى اسرى تحت قبضتهم فاما الاستكانة والمداهنة او التنكيل والتصفية خاصة عندما غابت السلطة واضمحل القانون!!

اما اطفالهم وكبار السن منهم وخاصة النساء فموضوع آخر يحتاج ان نقف عنده طويلا:

فنحن امام مسألة انسانية في غاية التعقيد فما ذنب طفل رضيع يؤخذ بجريرة والده المجرم ورغما بان مجرمي داعش لم يرحموا طفلا رضيعا ولا شيخا كبيرا!! لكن هل علينا ان نستنسخ تجربة ذلك التنظيم الارهابي ونتعامل مع ما افرزه من مآسي بالمثل أم يجب ان نختط منهجا يقضي على الارهاب ويجفف منابعه ومن اي جهة صادر !!

فهل من العدل والانصاف تصفية اطفالهم ونسائهم وعجائزهم دون دليل قاطع على اشتراكهم في الجرائم والادهى من ذلك ان جلهم بدون وثائق ثبوتية فكيف توثق تهمة على من هو مجهول الاقامة والهوية!!

وليس بالضرورة ان يتم تصفيتهم بقتلهم انتقاما وثأرا بل كما يحدث اليوم بعزلهم في مخيمات اشبه بالمعتقلات تفتقر لكل مقوم للحياة بلا ماء ولا كهرباء ولا ادنى رعاية كريمة !!

واحجام اغلب المنظمات الاغاثية عن الوصول لهم فهم حسب تفسير المتشنجين لا يستحقون الرحمة ولا تقديم اي مساعدة لهم جزاءا وفاقا وربما قد يفسر اي تعاطف معهم هو تأييدا لذلك الفكر المتطرف مما قد يفقد تلك المنظمات الكثير من اموال المانحين والمتعاطفين والمحسنين!!!

هذا بعضا من افرازات داعش الارهابي في المجتمع العراقي و بعضا من نتاج الحرب على الارهاب وهنالك المزيد سنتطرق اليه بالتفصيل في قابل الايام..

ولن ينكفيئ الارهاب ويقضى عليه بمعزل عن تعاليم الدين والقيم والانسانية وضرورة تحلي الجميع وفي هذه المرحلة الحرجة بالحلم والصبر والتخلي عن الثأر اوالانتقام الذي ربما يطال الابرياء لمجرد الشكوك والظنون

(فان الظن لا يغني من الحق شيئا) ………..

أحدث المقالات