19 ديسمبر، 2024 12:56 ص

اطراف المدينة تكسِر المدينة

اطراف المدينة تكسِر المدينة

هنالك عدد من الاحياء السكنية العشوائية ــ عادة ماتتسم بصبغة عشائرية ــ تقع في اطراف الموصل،كما هو الحال في بغداد وبقية المدن العراقية ،معظم سكانها قرويون يفتقرون الى التعليم،نزوحوا اليها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي،ايام الحرب العراقية الايرانية،بعد ان وزعت عليهم الحكومة انذاك اراض ليقيموا عليها بيوتهم،لتشكل هذه الاحياء طوقا يحاصر المدينة كحدوة الحصان،ودائما ماكانت هذه البيئة ارضا خصبة منها ينطلق جيش من اللصوص،عادة ما يظهرون قدراتهم ومهاراتهم في “الفرهود ” في اللحظة التي تضعف فيها سلطة الدولة،وفي 11/ 4 2003 ، اللحظة التي سقطت فيها المدينة، زحف ابناء هذه الاحياء نحوها وسلبوا مؤسسات الدولة وكل ماوقعت عليه اياديهم… والكارثة اليوم ، عندما نجد هؤلاء المغييبين عن الوعي،قد أصبحوا قاعدة مهمة لتنظيم داعش بعد أن تطوع العشرات منهم في صفوفه ! ! هذا ماتشير اليه الاخبار الواردة من هناك ..بلاشك بقدر مانحملهم مسؤولية موقفهم هذا،بنفس الوقت تتحمل الدولة العراقية بكل الحكومات التي مرت عليها المسؤولية الاكبر، وذلك عندما تجاهلت الاحياء الفقيرة ولم ترتقي بمستوى الخدمات فيها، بالشكل الذي يجعل سكانها يعيشون في ظرف انساني عادل يليق بكرامة الانسان ويحفظه من السقوط في حبائل المتصيدين بالماء العكر .