فاذا لم نقم بأية بادرة بعد حوالي أربعة بلايين سنة، ستبدأ شمسنا بالتحول الى اللون البرتقالي ومن ثم الأحمر المحير، ثم تتضخم بشكل هائل لتصبح نجما ضخما…ثم تبدأ بقذف حممها النارية باتجاهنا، حارقة جميع كواكب المجموعة الشمسية ومحولة اياها لسحب غازية ضخمة، ولكن لو افترضنا أن جهود الجنس البشري حينئذ ستسمح باستخدام متطور خلاق للتقنيات الهندسية، فقد نتمكن من اطالة حياة نظامنا الشمسي من خمسة الى حوالي خمسة عشر بليون عام، وما هذا الا مجرد حدث عابر في مجرتنا، فهناك العديد من الشموس الاخرى.
نعود دوما لتقدير ابداعات العقل البشري التي هي جزء من اعجاز الكون اللانهائي، وخاصة اذا علمنا أن طاقة انفجار نووي بخمسة أطنان من البلوتونيوم المشع مثلا، ستشاعد برفع درجة الحرارة في مركز الانفجار لملايين عدة من الدرجات المئوية، حيث انفجار كلغ واحد من البلوتونيوم يعادل حراريا انفجار 3000 طن من الديناميت، رافعة الضغط الجوي الى
مليون، وهذه الظروف مماثلة تقريبا لما يحدث على سطح الشمس، اذا يمكن نظريا تحقيق هذه الفكرة المذهلة…أما الفكرة الثانية فهي اقل خطورة، ويمكن ان تحدث بعد بضعة آلاف من السنين، وصاحبها هو عالم الفضاء الروسي” افانيسوف”، وقد قدمها في مؤتمر لأتمتة الفضاء عقد بواشنطن، وتتلخص في امكانية نقل ملايين الأطنان من الطحالب الخضراء ( المعدلة وراثيا لتحمل حرارات واشعاعات الكوكب الأحمر) لسطح كوكب المريخ، حيث ستقوم هذه العضويات الدقيقة “المثابرة” بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من جو المريخ الخانق وتحوله لاكسجين، اذا بعد بضعة آلاف من السنوات سيصبح جو المريخ ملوثا (نظريا) بالاكسجين لدرحة قد تسمح بعيش البشر فوقه!
حينئذ كيف سيتمكنون من نقل قنابلهم الهيدروجينية للانفجار بالقرب من سطح الشمس، ثم كيف سيوفرون الماء اللازم لنمو طحالب المريخ؟!