في استقراءاتٍ اوليّة لتطورات الأحداث المصاحبة لتمرد قوات فاغنر , وما جرى من اتصالاتٍ اسفرت عن متغيراتٍ سياسية بين روسيا البيضاء وفاغنر , مع تقدّم قوات شيشانيّة الى داخل روسيا ” محمولةً على عجلات ومركبات للجيش الروسي ” , كلّ ذلك او في مجمله يومئ الى وجود او استحداث تسوية سياسية بين موسكو و ” يفغيني بريغوجيني ” قائد مجموعة فاغنر القتالية .. ما يعزز هذه الأستقراء لهذه التسوية المفترضة – القائمة , هو سرعة اعلان ” بريغوجين ” عن انسحاب او سحب قواته من مدينة ” روستوف ” الستراتيجية الواقعة جنوب روسيا , والتي هي معقل مقر قيادة عمليات الجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية .
تعزيزاتٌ اضافية وعجلى بدأت تتوالى على خارطة الأحداث وهذه التسوية , عبر الإعلان عن مغادرة ” بريغوجين ” للأراضي الروسية متوجهاً الى روسيا البيضاء , بعد الوساطة التي قام بها الرئيس البيلاروسي ” لوكاشينكو ” معه وبموافقة مسبقة من الرئيس بوتين , وقد تجسّدَ ذلك بشكلٍ مجسّمٍ اكثر عبر اعلان موسكو عن اسقاط الدعوة لمقاضاة مقاتلي فاغنر ! لدورهم القتالي في المعارك مع الأوكران ..
يبدو انّ قائد مجموعة فاغنر قد حسبها جيداً في هذه المرة , ووجد أن لا مفر من القصاص والقتل اذا لم يوافق على هذه التسوية .
خطة الكرملين والمخابرات الروسية كانت وما برحت ذكية , وتشكّل صفعةً عنيفة لنظام زيلينسكي , وضربة على رأس الرئيس بايدن , ورؤوس قادة دول الناتو ..
في الحقيقة , ومن قبل توالي سرعة الأحداث والتطورات الأخيرة التي يجري الكشف عنها اوّل بأول , فكانَ ما دفعَ للجوء الى هذا الأستقراء المسبق , هو خبر عدول قائد مجموعة فاغنر عن توجّه قواته الى موسكو عبر الطريق السريع M4 الذي يبعد مسافة الف كيلومتر عن تمركز قواته , وذلك مقابل < خفض التصعيد > الذي ورد في الأخبار , حيث الإعلان عن هذا ” الخفض او التخفيض ” هو النقطة النوعية الغامضة – الثقيلة الوزن , التي جرّت للبحث والتنقيب عمّا حصل وسيحصل وراءها .
The War Is Over