23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

في ظل تدهور الاوضاع الراهنة في العراق ووجود مظاهرات في عموم البلاد .نجد هناك عدة مظاهر على الساحة العراقية منها سلسلة الاعتداءات اليومية على المتظاهرين بكافة انواع القنابل كالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وغير ذلك من الجرائم المتعددة .لو تمعنا في اسباب حدوث هذه الجرائم اللاإنسانية و التي تقتل حقوق الانسان العراقي .لوجدنا ان خروج هذه التظاهرات هي للمطالبة بحق الشعب العراقي في وجود حياة كريمة له كأي شعب حر محب للحياة والعيش الكريم. ومن الجدير بالذكر ان شعار التظاهرات العراقية من الاول من تشرين الاول هو التظاهر السلمية .وهذا اكبر دليل على سلمية و طيبة الشعب العراقي المعروف بصفاته الغنية عن التعريف رغم مر الزمن .ولكن بالمقابل لو نجد الدماء المسيلة يومياً وطيلة هذه المدة لوجدنا ان ارواح الشهداء في حالة تزايد مع عدم وجود اي اهتمام من الحكومة العراقية بل نلاحظ العكس من غلق ابواب التعبير بين المتظاهرين من خلال التصدي لهم سواء كان بالرمي المبرح او الخطف او غلق ابواب التواصل مع المواطنين و يعزو هذا لأسباب مجهولة من حيث التصريحات الامنية بعدم رمي المتظاهرين و التشديد على التعامل معهم بطرق سلمية .و فعلاً لوحظ هذا الشيء من قبل القوات الامنية ولكن لو نظرنا الى الواقع الفعلي نجده في بعض الاحيان عكس ذلك .فترى الرمي المتتالي من جهات مجهولة لربما تكون منخرطة ضمن مليشيات خارجة عن القانون او جهات اخرى .فربما قد تكون اجندات خارجية استغلت الفرصة للكتم الافواه بشكل مباشر .ونجد هنا تصميم من قبل الشعب العراقي على المضي قدماً لتحقيق الاصلاحات السياسية بأشم الشعب ولأجله بعد ان عمت المحاصصة والفساد في كل انسجة الدولة العراقية فخرجت الاصوات تنشد للعراق وسط رفع العلم العراقي في كافة مدن العراق و بث الاناشيد الوطنية اضافة الى التضامن و الاضراب المدني لاسيما في المدارس و الجامعات العراقية التي تثأر لكل قطرة دم من شهداء العراق و تسعى لجعل العراق في ابهى صورة لاسيما بعد 16 سنة من انتشار الفوضى و الاخلال بهيبة العراق و انتهاك سيادته بين الامم .و في ظل هذه المطالبات نجد عدم وجود اذان صاغية لمطالب المتظاهرين و التي تطالب برحيل الطبقة السياسية و الخلاص من تعدد الاحزاب التي لا تعمل الا لأجل مصالحها .و الابتعاد عن سلسلة الوعود الكاذبة المعتمدة منذ 2003 وحتى الان .و هنا نجد النداء يجري صعيد اممي بعد تدخل منظمة الامم المتحدة في الشأن العراقي و الاجتماع الذي جرى مع المرجع الاعلى السيد علي السيستاني حيث دعا الى تعديل الدستور بما يضمن المصلحة العامة للعراق و ضمان توزيع ثروات البلاد بدون تدخل خارجي .وهذه المطالب التي جاء بها المتظاهرون في ساحة التحرير و كل المحافظات للمطالبة بحقوقهم الشرعية و الدستورية .و لكن لو امعنا النظر في هذه المطالب و لاسيما اجراء انتخابات مبكرة و تعديل الدستور نجد ان الشارع العراقي و الساسة العراقيين قد تباينوا في الآراء في هذه المطالب . حيث نجد اغلب الآراء تتجه نحو اجراء انتخابات رئاسية بدل البرلمانية لكون التجربة البرلمانية قد فشلت فشلاً ذريعاً طوال مدة 16 سنة الماضية .ولكن لو ننظر الى الرأي العام نجد ان الآراء اتجهت الى البقاء على الحكم البرلماني لكونه يمثل استمراراً لعملية الديمقراطية التي تشكلت بها الحكومة ما بعد 2003 و لكي لا يرجع العراق الى الفراغ الدستوري او ما يسمى بالمربع الاول كما يدعي البعض فقد تتخلف الآراء و لكن اليوم الشعب العراقي قد لا يجد في هذه الآراء اي خطوة فعالة لصالحهم .فإجراء الانتخابات قد يعاود نفس الاحزاب او بصورة اخرى قد يعود بنفس الطبقة السياسية .فهنا ونحن اليوم نشدد على اتخاذ مبدأ الامثل و الاكفأ في توزيع الادوار سواء كانت على مستوى جميع السلطات و جعل مصلحة العراق هي العليا بعيدا عن المصالح الخاصة والمكاسب الخاصة اضافة الى اتخاذ مبدأ (الرجل المناسب في المكان المناسب) وهذا المبدأ غير معمول به حالياً في العراق و هذا ما يراه جميع غفير من الشعب العراقي .من الجدير بالذكر الجميع يعلم بمستوى التدخل الايراني في السياسة العراقية و كان هذا يشكل ضغطاً على اصحاب القرار في الحكومة العراقية و الكل يعلم بمبادرات امريكا لا انهاء الازمة في العراق من خلال ارسال رسائل الى ايران بالكف عن التدخل و التوقف عن ما يجري في العراق وفي الوقت نفسه تقوم امريكا بمحاولة تهدئة النفوس عبر محاولة اجراء انتخابات مبكرة بالتعاون مع هيئة الامم المتحدة لحل الازمة العراقية ولكن للأسف نجد رفض لهذه المبادرة من قبل البعض لكونها لا تخدم مصالحهم بالدرجة الاولى و تضارب العلاقات مع الدول التابعة لها وهذا الشيء بحد ذاته يسمى بحرب الصراعات اذ تجد نشر الآراء المتضاربة لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي و ختاما نسعى لجعل العراق بعود لنا بالخير والسعادة للجميع.