23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

اصنامهم تطأ ارض علي !!

اصنامهم تطأ ارض علي !!

يعتمد تطور اي شعب من شعوب المعمورة على عدة سلوكيات وصفات مهمة تبدأ عادة من سلوكها الطبيعي وادبياتها والتزامها بمبادئها وعقائدها الصحيحة العقلائية اضافة الى اعرافها الاجتماعية المنطقية والحقه والتي يتقبلها العقل قبل الفؤاد .

ان احترام المقدسات وعدم التطاول عليها هي احترام مسبق للنظام الاجتماعي والنظام والقانون وهو بمثابة ايصال رسالة الى الطرف المقابل بان ما تؤمن به وتعتز به هو محل احترام وتقدير فكما تحب ان تُحترم يجب ان تحترم وان لا تحاول استفزاز اي كان بصور ملتويه او طرح وتجسيد عملي لافكار شيطانية مسمومة او مفبركة وبمظاهر حداثوية وحجج مرفوضة ومكشوفة فأن ما تكتمه عن غيرك ليس بمحال كشفه قرببا او بعيدا فعلاقات الشعوب مع نفسها هي بالذات علاقتها الاخرين وان طرح افكارك منوط بقوانين وخطوط لا يمكن تجاوزها وتحت اي ظرف كان .

فالأدب والاخلاق فن من الفنون الجميلة التي تعكس مظهرا من مظاهر الحياة الاجتماعية ووسيلته في التعبير عن تلك القيم والكلمة المعبرة الموحية وان اي فكرة اذا ما اريد لها النجاح والاستمرار يجب ان تراعي حرمه وقدسية وخصوصية الاخرين .

ان التجاوز الفاضح والواضح على حرمة وقدسية مدينة النجف الاشرف مدينة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع) والذي وصفها سلام الله عليه يوم من الايام حينما قال ( ما أحسن منظرك وأطيب قعرك اللهم اجعل قبري فيها ) كما نقله كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي في الجزء ٤٢ الصفحة ٢١٧ لا يمكن قبوله بأي حال من الاحوال حيث رافق ما يسمى بمهرجان التسوق المصري الرابع وعلى ارض معرض النجف الاشرف الدولي وعرض مجسمات صنميه للفراعنه وكأنها محاطه بهاله من القدسية والعبودية .

ان دس السم بالعسل صار واضح وجليا ومفهوما لدى اصحاب العقول وليس من السهولة الضحك على الذقون بهذه الطرق الساذجة فمحاولة اللعب على الرموز الدينية والتجاوز على مقدساتنا بحجة المعارض والمهرجانات وايصال الخطط والافكار التي لا صله لها بالموضوع نفسه هي لعب بالنار لا سيما من بلد عرف بايمانه بالفكر السلفي والوهابي الارهابي الذي يكفر الاخرين ويدعو الى قتلهم وحليه اخذ مالهم وكل متعلقاتهم واقصد جمهورية مصر وخير دليل ما فعلوه من جريمة انسانية بحق الشهيد الشيخ ( حسن شحاته ) ومن معه من المؤمنين فالماضي القريب دليل على صحة تحليلنا لكل الافعال التي تريد التطاول على حرمة مقدساتنا التي نؤمن بها ايمان مطلق ومتجذر فكل مفهوم او فعل يتخطى حدود الاحترام لا يمكن الرضا به او الانصياع له او حتى سماعه فاليد نفس اليد والقاتل واحد والهدف مرسوم ومدعوم .

ان الحرب الاعلامية والالكترونية الناعمة وادواتها تستغل ادنى فعل او نقطة معينة لتقوم بترويجها والاستفادة منها وتلميعها وتضخيمها لايصالها للسذج والعقول الوسخة التي تنتظر مثل هكذا مواقف وحالات لتتصيد بالماء العكر فنحن من باب مهنيتنا وخبرتنا في فهم كل الوقائع وادراك الافعال وربما قبل وقوعها نقرأها قراءة صحيحة منطلقة من وعي اعلامي وصحفي وتحليلي متميز لا تخفى عنا خافية اعلامية او حتى سياسية والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين ورسالتنا لاصحاب الادارة والقرار ان يعيروا لما ذكرنا الاهتمام الفعلي والسريع وان يستشروا اصحاب الخبرة قبل ان يخوضوا في امور مثل هذه او يروجوا لها عن عمد او غير عمد او حتى عن عدم فهم او علم لكي لا نقع في ذات الخطأ ولسنا عبيد لاحد او بحاجة لاحد سوى رب الارباب ولا يمكن ان نجامل على حساب مقدساتنا او ديننا او مبادئنا او اخلاقنا التي تربينا عليها .