19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

اصلاح المؤسسة العسكرية (1) 

اصلاح المؤسسة العسكرية (1) 

اقل ما تُوصّف به مؤسستنا العسكرية انها لم تكن مؤسسة عسكرية يوما ً بل مأساة عسكرية شملت كل الصنوف والسبب البسيط ان صنبور الاموال المتدفق نحو الوزارة كان يعاني تشققات كبيرة ادت الى حصول فيضانات من العملة خاض بها كبار الضباط بدل اغلاقها ما ادى الى جشع اعماهم وهانت امامه حياة جنودهم وتراب وطنهم. جشع غَذّاه غياب القدوة السياسية الحسنة وتوفر السيئة.
ولكي يتم الاصلاح لا بد من توجيهه نحو بؤر الفساد او بؤر الضعف وهي :
الاعلام الحربي / صرحت خلية الاعلام الحربي في واحد من بياناتها ” تم حرق (4) جلكانات وقود لداعش سعة الواحد منها (20) لترا ً” .على الاعلام الحربي ان يكون اكثر احترافية وياتينا بأفضل من هكذا تصريح والا فسنكون بحاجة لعقود قادمة حتى تنضب كل صهاريج وخزانات الوقود عند داعش.
صنف الاعاشة / وهو احد اكبر واهم صنوف الجيش واكثرها فساد ايضا ً لانه صنف متخلف اداريا ً بامتياز لازال يعمل بنظام الجيوش منذ الستينات والخمسينات وربما منذ ايام الحرب العالمية الثانية.فنظام الارزاق الجافة يعمل خارج الزمن ويعتمد تزويد الجيش بالبطاطا والباذنجان ليقوم الجنود بقليه او يرسل لهم الرز والمرق بقدور ضخمة وهم بالخطوط الامامية. وكان المفروض ان يتعاقدوا مع شركات رصينة لادارة مطاعم وقاعات الطعام في المقرات الثابتة وبالنسبة للطعام الجاف كان ممكن الطلب من الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع الامريكية ان تصنع ارزاق جافة بذوق عراقي وبشروط اسلامية لكن المانع الوحيد ان تطوير هذا الصنف يعني تقليص الانفاق مما سيعني غلق بوابة بالفساد مشرعة.
القوات المحمولة جوا ً والقوات الخاصة / بعد احتلال الموصل ظهر لدى الجيش نقص فادح بالقوات المحمولة جوا والمظليين بل لم يكن يتوفر لدينا العدد الكافي من الطائرات المتخصصة بالدعم اللوجستي وبالتالي لم يكن لدى قواتنا اي نوع من المبادرة والمرونة. بل ان الاخزى والانكى ان المواد والمياه التي كانت تلقى كانت تتعرض للتلف لانها تصطدم بالارض بقوة كبيرة .فهكذا مواد اما ان تلقى من ارتفاعات كبيرة اعتمادا ً على المظلات وبما ان هكذا نوع من التمرين والمهارة لم تكن متوفرة بجيشنا حيث لم يحظر ببال مخططينا ان يستعينوا بالخبرة الامريكية , لذا تم اللجوء الى الخيار الثاني وهو القاءها من ارتفاع منخفض لكن عندها يتوجب اضافة الى استخدام المظلات رزم هذه المواد على وسادة خشبية خاصة لتخفيف الصدمة وهي  مهارة مفتقدة لم يتم التمرين عليها ايضا ً.غياب هكذا تطوير يعكس الجمود لدى قادة الصنوف العسكرية كما يعني ايجاد جيش مرن الامر الذي يتطلب مرونة حتى بادارياته وهو ما  سيعني محاصرة الفساد المالي الذي يستفيد من الروتين الاداري الذي يعشعش بالصنوف المتهالكة بالية العهد يضاف له ان هكذا تطوير سيعني بذل الاموال على تطوير الجيش لا على الفساد واوجهه.
امر اخر ذي صلة انخفاض اعداد الفرق العسكرية الخاصة ذات التدريب العالي الى فرقة واحدة وهي الفرقة الذهبية او الفرقة القذرة كما كان يسميها البعض وهي فرقة اثبتت نجاحها بمواقف عدة منها انهيار سبايكر حيث ثبتوا حين هرب جنود سبايكر المجندين مقابل اصوات انتخابية ومنعت الفرقة قائد سبايكر الفريجي من التحليق والهرب.
ملف التسليح / هذا الملف يعاني من الفساد كسابقاته ولعله اكثرها فسادا ً وهو مرتبط  بالجمود وعدم الرغبة بالتطور وتغيير المعسكر الشرقي واستبدال خردته بافضل منها من مصادر اخرى, ففي مجال النقل العسكري لا زالت مؤسستنا العسكرية تصر على طائرات مي واجيالها وبالاخص المتهالكة منها التي مصدرها دول شرقية اخرى تصنع بمستوى اقل حتى من الصناعة الروسية وحادثة سقوط الطائرة التي تحمل اللاجئين فوق جبل سنجار وعلى متنها النائبة فيان دخيل لدليل على ذلك.
في حين كان بامكانهم طلب شراء طائرات شينوك او طائرات سوبر ستاليون – CH53 ولا ارى ان امريكا ستمانع بيعها للعراق بعد ان باعته طائرات F-16 المقاتلة خاصة وانها طائرات دعم لوجستي.لكن امتناع الشركات الامريكية عن اعطاء الكومشنات جعل هكذا خيارات مستبعدة.