19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

اصبحنا نخاف على الحشد الشعبي من الاستنزاف والغدر

اصبحنا نخاف على الحشد الشعبي من الاستنزاف والغدر

رغم اننا لا نشك بقدرة ابناء الحشد الشعبي الغيارى في تحقيق الانتصار على الدواعش مهما بلغت امكاناتهم البشرية والتسلحية , لكننا اصبحنا نتوجس ونخاف على ابناءنا في الحشد الشعبي من استنزاف دماءهم والغدر بهم .
 لقد حصل الاستنزاف لاكثر من مرة فبعد ان تحرير مناطق متعددة وتقدم تضحيات كبيرة من اجلها بدماء زكية , لكن بمجرد ان تتحرك قوات الحشد الشعبي لواجب قادم وتمسك الارض من الحكومة المحلية وابناء المنطقة يعاد احتلالها من جديد ويصبح سلاح الشرطة وابناء العشائر بيد داعش لتعود هذه المناطق مجددا لتقع تحت سيطرة عصابات الوحوش البشرية … سيناريو تكرر في جرف الصخر واللطيفية وبيجي والانبار فمثلا شارع ستين بالرمادي حرر اكثر من عشرات المرات والعوجة حررت ثلاث مرات وقوات الحشد حررت بيجي وتم تسليمها الى ابناءها في اليوم التالي سقطت بيد داعش وحررت مرة اخرى واليوم تلاحظون مصفى بيجي مهدد باقتحامه من الدواعش … في كل تحرير لهذه المناطق يخسر الحشد الشعبي خيرة ابناءه حتى اصبحت حرب استنزاف ولا يمكن منطقيا ان يستمر العمل بهذا المنوال كلعبة القط والفار ولا بد من معرفة الاسباب والملابسات واتخاذ الحلول اللازمة والاجراءات , فقد يكون السبب الرئيسي لاعادة احتلال المناطق المحررة هو وجود الحواضن التي تسهل للارهابين العودة  اليها كما ان الاختراق الامني في الحكومات المحلية واجهزة الشرطة وابناء بعض العشائر هو سبب وجيه اخر لتكرار هذه الحالة , وبالامس سمعتم ما قاله عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي (( إن’تنظيم داعش شن مؤخراً هجمة شرسة على منطقتي البو فراج والبوعيثة ، لكن قواتنا تمكنت من صد هجمات العدو’، مستدركاً أن ‘ما فوجئنا به هو خروج الخلايا النائمة في البو فراج حاملة السلاح، الأمر الذي أحدث إرباكاً شديداً وإصابات بين المواطنين)) وسمعتم ايضا تصريح’ قائد الفرقة الذهبية اللواء فاضل براوي انسحاب ابناء العشائر من الرمادي من دون مقاومة، لافتا الى انهم كانوا مدججين بالاسلحة والدبابات… انا لا استغرب من الامر لانني اعرف ان 13 عشيرة فقط (عشائر البو عيسى والمحامدة والحامضية والبوعيثة والبو ذياب والبو سودة والبو مرعي والبو ريشة والبو علي والبو نمر والبو محل والبو عساف والعبيد )هي ضد داعش ورحبت بالحشد الشعبي قياسا بعشائر اخرى كثيرة اما متورطة او مهادنة وبكلا الاحوال لا تحتضن قوات الحشد والجيش فهي تقطر حقدا ولها ولاءا للنظام السابق لأنهم يعتقدون ان الحشد الشعبي الذي جاء تطوعا ليحررهم هو غازي ومعتدي وغريب ( فارس مجوس – صفوي ) وليس الدواعش هم الغرباء .
ان عدم وجود ابناء هذه المناطق في مقدمة قوات الحشد الشعبي والجيش لتطهير الارض والعرض من دنس داعش يؤشر علامة استفهام كبيرة ويبرر لاسئلة متعددة منها هل ابناء هذه المناطق على اتفاق ووئام مع داعش ؟ واذا كان الجواب بكلا سيكون السؤال …هل هم بحالة الجبن والعجز يجعلهم يهادنون داعش ويسكتون عن جرائمه في مناطقهم ؟ وبكلا الحالتين ادناة صريحة لهم …ومن هنا نقول ما الفائدة من التضحية بحياة هؤلاء الشباب من ابناء الحشد الشعبي من أجل أناس يعتبرونهم طفيلين وغزاة و معتدين و غرباء و ليس الدواعش و المتعاونين معهم في المنطقة هم الغزاة و المحتلون وهل من الانصاف الحشد الشعبي يقدم الالاف من الشهداء الابرار ليسلموا الارض بعد ذلك لمن يطعنهم من الخلف ويشكك بوطنيتهم وولائهم ويتهمهم بالسرقة , اذن لا يمكن ان نزج بالحشد الشعبي للقتال نيابة عن الاخرين ومن الضروري ان يتولى زمام الامر اولا ابناء المناطق لتحرير ارضهم في الرمادي والموصل وهذا ما دعته له حتى المرجعية العليا في النجف الاشرف .
 يجب ان لا ننسى بالمرة ان قطرة دم واحدة لابناء الحشد تُشرف كل الخونة والعملاء من السياسين وابناء العشائر الذين يشكلون اذرعا سياسية لداعش .
ان قضية الحواضن لارهاب التي غابت او غفلت عن اذهان سياسينا فانها لم تغب عن قوات البشمركة الكردية فكانت عندما تحرر منطقة من داعش تمسك قبضتها الحديدية عليها وتعتبر سكانها الذين تعايشوا مع داعش خونة وقد ظهر اكثر من تصريح لمسعود برزاني لتبرير عدم رجوع السكان النازحين بعد تحرير هذه المدن مهددين من يسيء الى قوات البشمركة بكلام سيء وبالامس سمعنا البرزاني يقول لا تشترك قوات البشمركة في تحرير الموصل الا بشروط وقد يكون هذا الشرط احدها .
واخيرا يجب ان لا ياخذنا الغرور بان تحرير المناطق الغربية التي احتلها داعش هي من مسؤولية ابناء الوسط والجنوب اي حرب بالنيابة بينما يتفرغ الكثير من قادتهم السياسين وابناء عشائرهم هواية الطعن والسب على هؤلاء المجاهدين من ابناء الحشد الشعبي وتشويه سمعتهم بانهم فرس مجوس – صفوين جاءوا الى مناطقنا ليس ليحرروها من دنس داعش بل من اجل حرق دورنا وسرقتها .