كلما تقدم الزمن بدأت أفهم أشياء غريبة تحدث في هذا العالم بصورة عامة والعراق بصورة خاصة. في كل عصر تكون هناك كذبة معينة يعتقد البعض أنها ستنقل المجتمع من حالة بائسة الى حالة راقية تتصف بالرقي والتحضر وبمرور الزمن نجد أن تلك الحالة المستحدثة ماهي إلا حِمْلٌ ثقيل يجر المواطن بصورة خاصة والبلد بصورة عامة الى ويلات وإنهيارات ملحوظة ولكن يكون ألآوان قد فات. في الزمن الذي تلاشى بعد الهجوم ألأمريكي على العراق كانت هناك حالة مرعبة مزعجة نُطلق عليها – تجربة الجيش الشعبي- هذا الجيش الذي طبل له ألأعلام في كل قنواته المكتوبة والمسموعة والمرئية. راح ألأعلام يلمع صورة الجيش الشعبي وكيف سيكون له دور فعال في الحفاظ على ألأمن الداخلي للبلد وربما ألأشتراك مع الجيش النظامي للدفاع عن العراق من أقصاه الى أقصاه. كان الجيش الشعبي يشكل رعباً حقيقياً للأنسان العراقي طوال سنوات حكم النظام البائد ومن عاش في ذلك الزمن يفهم ما أرمي إليه. حسناً إذا كنت في حاجة الى جيش إطلب المواليد للدخول الى الجيش وبذلك يكون لدينا جيش محترف وليس جيشاً مترهلاً يكون عبئاً ثقيلاً في كل مكان. لاأريد الدخول في تفاصيل مزعجة عن الجيش الشعبي ولكن بكلمة واحدة أقول أن كذبة الجيش الشعبي تشبة كذبة البرلمان في الزمن الحاضر. بالمناسبة أنا لاأقصد الحشد الشعبي في هذا الزمن لأن هذا المفهوم له مدلولات أخرى ولولا الحشد لدخلت قوات داعش الى بغداد . البرلمان لم يحقق أي شيء للعراق بل على العكس دمر ميزانية العراق بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى. وجود البرلمان ماهو إلا ذريعة رسمية قانوية لسرقة أموال الشعب. البقية الباقية مفهومة للجميع . لانريد أن نكرر نفس الكلام الذي نسمعه كل يوم عن سوء وجود البرلمان في العراق. لو لم يكن البرلمان في العراق لكنا قد وفرنا ملايين الدولارات شهريا. أتمنى إزالة البرلمان في أقصى سرعة كي نحافظ على بقية أموال الشعب.