22 ديسمبر، 2024 2:52 م

اشغلوا ايران من داخلها فذلكم هو الحل

اشغلوا ايران من داخلها فذلكم هو الحل

ما تقوم به ايران  اليوم في اكثر من مدينة مسلمة عربية من انتهاكات وتغيير ديموغرافي لهو امر خطير وما يجري في مدينة الفلوجة العراقية فهو يشكل  اكبر تهديد واسفزاز واختبار لدول المنطقة.
  ولقد تجمعت كل المليشيات الايرانية وتناست كل الاحزاب والتكتلات  الشيعية العراقية خلافاتها , وتوارى عن الانظار مقتدى الصدر  واندلست ثورته الاصلاحية  وذاب مؤيدوه بل انخرطوا مع الجميع واصطفوا  تحت راية الارهابي قاسم سليماني في قتال ورايات طائفية مقيته مغلفة بلبوس لا ينطلي على احد وحجة واهية لمحاربة الارهاب .
 ومقر غرفة العمليات ليس كما يظن البعض بانها على تخوم الفلوجة او في بغداد بل في قم وفي غرفة الخامنئي وعلى وجه التحديد.
فلقد اثبتت ايران انها ليست نمر من ورق كما روج لنا  البعض وكما ضحكت علينا امريكا لعقود عندما صنفتها كاحدى دول محور الشر وانها دولة ملالي  وسرعان ما ستنهار مع معاقبتها  بالحصار.
  لكنها اثبتت العكس فلديها من الجرأة والحنكة في السياسة ما يفتقدها الكثير, فهي تعلم جيدا ما لها وما عليها وبتفاهمات مسبقة وتطابقها مع الاهداف الصهيونية والامريكية  ومرونتها في التعاطي مع الملفات الساخنة  استطاعت اختراق كل المحافل الدولية وبسط نفوذها على العديد من الدول العربية بل وصل مبشريها وثورتها المشؤومة الى قارات العالم .
وقد  زرعت خلايها واتباعها  بتكتيك ومهارة وبصمت وهم  يعملون كعقارب الساعة ولديهم من الخطط والقيادات البديلة ما يقطع الطريق لمحاصرتهم وقد اخذوا كل التحوطات لانجاح مشروعهم التوسعي .
 وليس هزيمة او تثبيطا  من العزيمة والهمم بل هو  من الحكمة استعراض نقاط القوة والضعف عند عدوك لدراستها وتحليلها كذلك لمشاغلته وتقليص مساحة نفوذه وتقليل ضرره.
ولم يعد سرا اهتمام امريكا والعالم الغربي بايران واصطفافهم معها ودعمهم اللا محدود بل حتى مكافئتها بالسماح لها في تطوير برنامجها النووي فلقد استطاعت اقناع تلك الدول بانها المنقذ الوحيد لأمن مدللتهم اسرائيل, وهي كفيلة بعد دعمها بتحويل وجهة التحدي والصراع من تل ابيب الى العواصم العربية وانهاكها وتجزئتها  وابتلاعها الواحدة تلوى الاخرى .
لقد استطاعت ايران النفوذ الى العراق وسوريا واليمن باقنعة مختلفة وبالتحكم عن بعد بحجة مقارعة الارهاب وداعش التي هي صنيعتها فهذا هو الدهاء والمكر بعينه.!
فبات  على الدول العربية وجامعتهم التي يغط أمينها في نوم عميق بات عليهم اليوم الخروج عن صمتهم والكف عن لعب  دور المتفرج وليكونوا اكثر   جدية وصرامة وجرأة في التعامل مع ايران  والتحرك الرسمي  لردعها وكذلك التفكير جديا  باشغالها من داخلها وعلى سبيل المثال التحرك لنصرة الشعب الاحوازي العربي المسلم  ونصرة ودعم الملايين الرازحين تحت ظلمها وارهابها بالضبط كما   كما هي تفعل بارسال قاسم  سليماني وجنوده والعشرات من جنرالاتها في العراق وسوريا  فلماذا هي اعطت الحق لنفسها ونصبت نفسها حامي الحمى لشيعة العالم؟؟ ومن اعطاها ذلك الحق و التفويض ؟؟
للاسف في خضم هذه الانتهاكات يكاد الموقف العربي غائب تماما عن الساحة فلو حذت باقي الدول وساندت المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع جارة السوء لاعادت ايران  حساباتها ولبلع مسؤولها السنتهم الطويلة.
 كذلك فقد حان الوقت بالتحرك الفوري بمحاصرة مليشياتها وقياداتهم الارهابية المطلوبين اكثرهم دوليا وتقديمهم  للمحاكم الدولية كمجرمي حرب والادلة الدامغة على اجرامهم  تملاء المعمورة ولا يكفي ان نضع الارهابي حسن نصر الله وحزبه الشيطاني على قائمة الارهاب  ونتغاضى عن الحشد الشعبي (الشيعي)  وعشرات المليشيات التي تعيث في الارض فسادا .
ان موضوع تشكيل المليشيات وبهذا الكم الهائل في العراق  فهو ايضا خطة محسوبة الاهداف والنتائج فلا تريد ايران ان تكرر نفس اخطائها في لبنان واليمن بالاعتماد على تنظيم وراس واحد كحزب الله وقائده الارهابي حسن نصر الله والحوثييون وقائدهم عبد الملك الحوثي فبمجرد الوصول الى الرأس او السعي لتصنيفهم كمنظمة ارهابية ستشل حركتهم تماما فعمدت لتغيير نهجها في العراق واوعزت بتشكيل العشرات من المليشيات الارهابية ومئات القيادات  ليصعب ملاحقتهم وادانتهم ولتضيع معالم الجريمة وليذهب دم العراقي هدرا بين المليشيات بعد ان تضع الحرب اوزارها  لكن وكما يقال لكل شاطر غفلة  وغلطة ايران التي من الممكن النفوذ منها هي جمعها لكثير من تلك المليشيات تحت عنوان الحشد الشعبي الغير معترف به  دوليا رغم مساندة امريكا  له علنا  فمن الممكن التحرك وجمع الادلة على انتهاكاته وما اكثرها والعمل على تصنيفه كمنظمة ارهابية .
اليوم ايران قطعت شوطا بعيدا في مخططها التوسعي الاجرامي وكل ما تناولناه وطرحناه هو اجراءآت ترقيعية  لكن ان تفعل شيئا خيرا من ان تبقى متفرجا وتنتظر الخطر ليداهمك في عقر دارك …وان عجزنا عن تحقيق أي هدف في مرمى ايران فعلى الدنيا السلام ..فسنساق كالغنم الى مسلخ البشر وسننحر رقابنا بأيدينا لا بأمر القدر
 ورمضان كريم ..