23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

اشجانٌ لا نشعُرُها .!

اشجانٌ لا نشعُرُها .!

بعيداً عن السياسة والساسة وافتقاد الكياسة , وبعيداً ايضا عن الأمن المفقود ” دونما حدود ” , كما وابتعاداً عن كافة ظواهر البلاء والجفاء والغباء اللائي غدت كواقعٍ يومي كالقوت اليومي ,
نطرحُ هنا مسألةً قد لايغدو مناسباً التعرّض لها في هذا الوقت , ومن المحال معالجتها بأيٍّ من الحلول او العقاقير , إنما على اجيال المجتمع مناقشتها على المدى البعيد .
  من الملاحظ , وعبر ترسّباتِ وتراكمات السنين , أنّ الغالبية العظمى منْ السادة الذين يتولّون مهمة تلاوة ” القرآن الكريم ” سواءً في المساجد او وسائل الإعلام وما الى ذلك , فأنّ القاسم المشترك الذي يجمع بينهم هو صوت ونبرة الحزن والكآبة وما تسببه الى ” انقباض في النفس ” عند الكثير من الناس وخصوصا في جيل الشباب , بينما أنّ ” القرآن الكريم ” يشرح ما في الصدور, وأنّ تلاوته ينبغي أن تشجع وتحفّز على التأمل والتفاعل على ما يرد فيها من آياتٍ ومفرداتٍ كريمة . بينما نلمس في جمهورية مصر العربية أنّ طابع الإنشراح النفسي وطريقة التلاوة هما اللذان تتّسم به التلاوة المصرية في العموم , وقد إستمعنا سابقاً طريقة الأداء لدى اشهر ” قرّاء او مقرئي ” القرآن الكريم المصريين امثال < عبد الباسط عبد الصمد و المنشاوي وابو العينين الشعيشع وغيرهم > وكم كان لها من تأثير ايجابي وسيكولوجي ” عند المتلقي ” اثناء الإصغاء اليها , بالرغمِ أنّ ما نشير اليه لا يمثل احكاماً قطعيّة , ونحترم الآراء المتقاطعة في ذلك
   , والى ذلك ايضا , وفي صورةٍ اخرى من الصور ال NEGATIVE  – السلبية لعدم مهنية الأداء لبعض المهام المتعلقة بالشأن الديني , فأنّ كافة خطباء الجمعة في المساجد وفي كافة انحاء العراق , فيمتازون ويتقاسمون الإنفعال والصراخ في القاء ” خُطَبهم ” , كما أنّ جميعهم لا يفقهون شيئاً من < فنّ الإلقاء > وربما لم يسمعوا به ايضا .! , بالرغم من أنّ ما يطرحوه في خطب الجمعة لا يحمل ايّ جديد وهو ليس سوى أمورٍ مكررة على مدى السنين الطوال , ولعلّ الأدهى من كلّ ذلك فأنّ هؤلاء السادة الخطباء لم يحسبوا ولم يتحسّبوا بل ولم تخالجهم فكرة أنّ الجالسين في المساجد من المصلين إنما يضطرون للإستماع اليهم على مضض او عدم الأستماع والذهاب في شرودٍ فكريٍ تلقائي حتى تنتهي مراسم خطبة الجمعة التقليدية , ومن المؤكد هنا أننا لا نتحدّث بأسلوبٍ مطلق ولا بالنيابة عن الجميع , ولا بدّ من استثناءاتٍ , وخصوصاً في بلدٍ امسى واضحى الإستثناءُ هو السائد .!