نحن في القرن الواحد والعشرين وما زال العراقي وبنجاح يخضع للابتزاز..في عيشه وأدارة حياته وفي صوته الذي يباع ويشترى..السبب ليس في السياسي الفاشل وأنما في وضعية الانسان العراقي الذي تعرض للاضطهاد والتعسف على مدى الفترات المظلمة من تأريخ العراق .. فالسياسي الذي يخير الناخب بين الحياة والموت أو بين أن يكون أو لا يكون, تلك مساءلة كبرى..فأنه يقيد حرية الناخب ويسيطر على أرادته ويجعله عبدا..أذن لا زلنا نخوض في مرحلة العبودية والتسلط..فما الفرق بين دكتاتور كان يحصل على المائة ألا خط أو خطين, وبين سلطة تجبر الناخب, مع تقديم هدية سخيفة , بوضع صح على قائمة أو حزب بعينه..فتلك دكتاتورية أخرى لوضع صوت الانسان العراقي في غيابة الجب..
دولة القانون..وهي الحاكم بأمر السلطان..والسلطان يشتري الاصوات لشراء القصور والعقارات في دول الجوار..خمسون ألف دينار صوت العراقي..فبئس ما تشترون.. أذن أين القانون ونحن في دولة القانون.. ولايتان وأنت في تراجع..لا خدمات لبشر أنتخبوك..ووعود حكومتك الكاذبة بشأن الكهرباء والماء..فسادك المالي والاداري والسياسي وحمايتك للساقطين وأراذل القوم ممن نهبوا وسلبوا حقوق الشعب في صفقات لك أضلاع فيها.. سعيك وراء أنشاء دكتاتورية وسيطرتك على كل شئ في هذا البلد, وخلق الازمات مع الشركاء أدى الى تفاقم الاوضاع المأساوية..الفشل التام في أدارتك للعراق ..فنحن قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.. فكيف تريد من الناخب أن يعيد المأساة ثالثة.. بأمكانك يا رئيس دولة القانون أن تشتري كل شئ ألا صوت العراقي الوطني الذي رأى هذا الجبل الشامخ يهوى بأم عينيه..
المجلس الاسلامي الاعلى..هو جزء شريك في العملية السياسية بالعراق..ولديه نواب ووزراء في حكومة نوري المالكي..عشر سنوات مرت ولم يحرك ساكنا سوى الوعود والخرافات التي تمنح الناخب البسيط في الجنوب والفرات الاوسط أن يهيم في خيالات عمار الحكيم ليصطدم بجدار الواقع الصلب .. الجميع يعرف أن محافظة المثنى بقراها وقصباتها ومركزها فقيرة في الخدمات المقدمة الى بشرها ولكنها غنية في مواردها الطبيعية..عمار الحكيم في مؤتمره الخيالي صور المثنى جنة ما بعدها جنة, وناطحات تبلغ السماء ,ومعامل تنتج الشهد من رمال صحرائها وطرق سريعة ترتبط بالعالم بجرة قلم,وأن بشرها سيقولون وداعا للدشاديش وأهلا ببدلات السموكن وربطة العنق .. ما هكذا يا عمار تضحك على ذقون الناس الابرياء ..أين كنتم من المثنى والناصرية والبصرة طيلة عشر سنين وأنتم تلغفون حقوق شعوب هذه المحافظات..هل بقيت لديكم ضمائر وأنتم ترون شعوب هذه المحافظات بفقرها وحالها البائس والعاهات التي تطال أجيالها..
القائمة العراقية..متسولون متصابئون..خدعوا الشعب في ولائهم..أنقسموا فصاروا شيعا..وأصبحوا ذيولا خانعين للاقوى لعلهم ينالون الفتات..لا برامج ولا أهداف سوى أستماتتهم للحصول على الكراسي..لا يهمهم الناخب بقدر ما تهمهم الغاية التي وصلوا أليها..خسروا أنفسهم وخسروا شعبهم عندما سعوا الى سراب نوري المالكي الذي سينقض عليهم الواحد تلو الاخر..والتظاهرات أثبتت صدقية الناخبين في كشف حقيقة العراقية..
التيار الصدري وكتلة الاحرار.. الاهداف الموضوعة كانت رائعة وأستقطبت جمهورا واسعا , ألا أن تطبيقاتها العملية فاشلة.. وتراكض نوابها وراء الثراء الفاحش وأغتنام الفرص وأنشاء طبقة من المقاولين..أغلب وزرائها ونوابها نسوا أنفسهم فأنساهم الله حق ناخبيهم لولا متابعة الصدر لهم لكانوا زادوا على دولة القانون سيطرة وأنتهاكا لحرمات الانسان العراقي..عليكم بالتغيير من الداخل وأصدقوا القول مع الناس حتى تفوزوا فوزا عظيما..
الغالبية من الشعب المسكين يعيش دوامة في أن ينتخب أو لا ينتخب..فالمأساة واحدة في كلا الحالتين.. فالمرجعية تقول عليك بالحذر وأن تقتنع بالمرشح قبل التصويت عليه.. والعقل يقول أياك أن تضع الاشارة على أحدهم ..فهذه أربع سنين..ولات حين مناص..
وما خفي كان أعظم