19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

اس تف تاء كردستان هل هو بصاق إلى الأمام أم بصاق إلى الأعلى؟!

اس تف تاء كردستان هل هو بصاق إلى الأمام أم بصاق إلى الأعلى؟!

تزخر القنوات والمواقع الخبرية ومواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بالأخبار عن استفتاء إقليم كردستان في شمال العراق، الإقليم ذا الغالبية الكردية والذي يحادد إيران وتركيا ويقترب من سوريا، وذلك لقرب موعد الاستفتاء المزمع إقامته يوم 25 أيلول (سبتمبر) من هذا العام.
بعيداً عن الجدل القانوني بشأن الموضوع وبعيداً عن مواقف الآخرين الأمنية والسياسية وغيرها وبعيداً عن التأجيج المناطقي، وبعيداً عن موقف مسعود البرزاني وموقف حيدر العبادي وموقف فؤاد معصوم وموقف السنة، وبعيداً عن الواقع على الأرض الآن بعد استيلاء القيادة الكردية على مساحة اكبر بمرتين تقريباً من مساحة كردستان قبل 2014، بعيداً عن كل ذلك سنتحدث عن جانبٍ واحدٍ فقط في الموضوع وهو النتائج المتوقعة من الإصرار على الاستفتاء.

أقل الاحتمالات أثراً هو أن يتراجع مسعود البرزاني ومن يؤيده-لأن هناك من الأكراد من لا يؤيد الاستفتاء- عن الاستفتاء، ولعل مما يرجح ذلك تأجيل موعد استفتاء غير المدنيين الذي كان مقرراً قبل 25 أيلول وظهور بعض التصريحات من بعض الساسة الكرد والضغوطات الأمريكية ولا سيما البيان الأخير والتي قد تغير المعادلة، ولكن على الأرجح هذا الاحتمال بدأ يضعف مع قرب موعد الاستفتاء ومع الاصرار الواضح من قبل مسعود البرزاني.

يلي ذلك احتمال التأجيل إلى موعد آخر ضمن مبادرة رئيس الجمهورية-والتي جاءت متأخرة- فؤاد معصوم أو بدونها، وهذا الاحتمال هو الأقوى خصوصاً مع ملاحظة الضغوطات التركية والإيرانية والدولية بصورة عامة والبدائل التي تم طرحها وإن عبر مسعود البرزاني عن عدم رضاه عما قُدم له من بدائل لحد الآن ولكن يبدو إنه لا يرفض أصل مبدأ التأجيل.

والاحتمال الثالث التأجيل مع اللجوء للدستور لتقرير مصير الاقليم سواء بالاستمرار كإقليم أو الانفصال أو الكونفدرالية وهو ما أشار له رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في تصريحاته.

أما رابعاً فإلغاء فكرة الاستفتاء والترتيب لإقليم كردي سني يضم إضافة لكردستان غالبية المناطق السنية، ومن مؤشرات ذلك الصمت الغالب على موقف سياسيي السنة، واستخدام الأكراد لورقة النازحين السنة في كردستان، وبعض الضغوطات الخليجية التي ربما ترجح صعوبة إقامة إقليم سني بشكل منفصل، وتضمن ذلك حلاً لمشكلة كركوك العويصة، ولكن هناك صعوبات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة أمام ذلك ولا يوجد طرح قوي وجدي لهذا الاحتمال حالياً ولكن توجد بعض الإشارات بشأنه.

والاحتمال الخامس إقامة الاستفتاء في موعده ونتيجته هي رفض الاستقلال وهذا الاحتمال ضعيف رغم وجود معارضين من ضمن الأكراد للاستفتاء كما قلنا.

أما السادس فإقامته في موعد ونتيجته قبول الاستقلال ولكن دون ترتب أثر عملي على ذلك ولعل هذا الاحتمال هو الأرجح.

والاحتمال السابع حدوث اضطراب أمني أو تدخل عسكري –عراقي أو بتعاون عراقي إقليمي- قبل موعده الاستفتاء أو في موعده أو بعده وإزاحة مسعود البرزاني من منصبه وتنصيب نيجرفان برزاني محله، وتحدث بعض التسريبات عن وجود تداول تركي إيراني عراقي بشأن ذلك أو ربما تركي إيراني فقط حالياً، ورغم صعوبته لاعتبارات كثيرة إلا إنه توجد بعض المؤشرات بخصوصه.

وفقاً لهذه الاحتمالات السبع فإن الاستفتاء هو بصاق إلى الأعلى وليس بصاق إلى الأمام، هو هروب من واقع سياسي خاص بزعامة كردية استغلت الوضع المضطرب أمنياً وسياسياً، هو سعي من مسعود البرزاني لإطالة أمد بقاءه في السلطة عبر دغدغة مشاعر الأكراد، وفي الغالب ستكون نتائجه سلبية على الأكراد أنفسهم، أي هو كالبصاق إلى الأعلى لا ينتج منه إلى رجوع البصاق على صاحبه