من مقولاتي المشهورة (بيني وبين نفسي فقط) “لو لم اكن هنديا لتمنيت ان اكون عراقيا” ولكنني آثرت تغيير المقولة وتغيير الامنية نحو تمني ان اكون مواطنا كوريا (جنوبي لا شمالي) وذلك لتعجبي من سرعة تطور الصناعات الكورية وبالاخص منتجات شركة سامسونج وهواتفها وتلفزيوناتها وساعاتها الذكية, وان كنت واثقا انها لا يمكن ان تصل في يوم من الايام الى مستوى شهرة راشي الموصل او دبس الحلة (بالمناسبة الراشي والدبس من الاثار الغابرة التي تذكرنا ان العراق هو وطن العراقيين)..
وما دعاني الى امتداح سامسونج هو انني وذات يوم “عبعوبي” عاصف ممطر، زلقت رجلي عندما دست على صخرة مبللة بماء المطر وقد كان وزن هذه الصخرة حوالي المائة والخمسين كيلوغراما ومن حولها منهولات متكسرة وعمال واليات..!! ما يهم في الحكاية انني قد زلقت امام محل بيع اجهزة الكترونية فدلفت داخلا لاجد نفسي امام تلفزيون بتقنية ثلاثية الابعاد, ثري دي، وامام شغفي بتجربة التلفاز المجسم للصور هذا مددت يدي الى النظارة الخاصة به وارتديتها وطلبت من البائع تشغيل الجهاز فظهر امامي بشحمه ولحمه.. السيد رئيس الوزراء..
ولان التجسيم يخدع فترى الشخص بتفاصيله وتفاصيل قاطه ايضا فقد تخيلت انني واقف امام رئيس الوزراء من غير طلب ولا عريضة ولا “كتابهم” و “كتابهم” (لم يعد ل “كتابنا” اهمية لذا فقد حذف من النص).. ماذا ساخاطب ابا اسراء؟ ماذا ساطلب؟ بيت يؤويني بدل الايجار القاتل لراتبي؟ ام اطلب اجراء عملية ابن اخي ذي اﻻربع سنوات التي مازلنا نتأمل ان يجريها في الهند، ام تراني سأطلب تعيين اخي اﻻخر صاحب الماجستير في اﻻدب العربي؟ هل اخرج من نطاق ذاتي لاطلب مطالب شعبية (من غير ان اترشح للانتخابات)، مثلا اطالب بتوفير سكن للفقراء او اجراء عمليات جراحية لابناء اخوان الفقراء او تعيين اخوان الفقراء من حملة الماجستير في اﻻدب العربي؟ وقبل ان يتحرك لساني لاحظت اشياء جعلتني اتوقف امامها للتأمل فقد لاحظت اولا ان بشرة رئيس الوزراء تلمع ونظاراته تلمع ومحبسه يلمع..!! حقا انه رجل لامع..!! كما انني قد لاحظت انه يبحث عن اشياء من حوله فهو الوحيد ،فيما اظن، الذي يظهر على التلفاز ويتحدث عن اوراق لا يجدها امامه ويلتفت يمنة ويسرة ليكتم الناس ضحكاتهم وهم يتابعون المسؤول الاول في دولة بحجم العراق ولا يجد من يعطيه اوراقا يتحدث عنها, كما انني لاحظت انه متوتر مقطب الجبين عندما يتحدث عن شركائه او عن مخالفيه (لم يعد هناك فرق فشركاؤه كلهم الان مخالفوه) او عن شبكات المجاري او عن البنية التحتية او عن ساحات الاعتصام او حتى عن انجازاته هو الشخصية, وبينما انا مستغرق في تأملاتي وافكر فيما اريد طرحه على دولة رئيس الوزراء اذا بصوت صاحب المحل يقطع سلسلة افكاري بقوله “عمي مو عيب رجال بعمرك هذا وصار ساعة تباوع كارتون “سبايدرمان” دخلي اخبار.. شوف الدنيا شبيها”…!!