23 ديسمبر، 2024 4:43 ص

اسمر يا جميل يا ابو وعى قليل الافارقه الامريكان نموذجا

اسمر يا جميل يا ابو وعى قليل الافارقه الامريكان نموذجا

لقد رصدها منذ مئات الكبير ابن حلدون, ظاهرة دونيه الانسان المقهورتجاه السيد, الخواجه او ذو الشعر الاشقر والزرق العينين, انه يتمثل به, يحاول تقليده فى مظهره, ملابسه , طعامه, سلوكه…الخ, انها ظاهره نفسيه اجتماعيه تصيب الفرد, الجماعه والشعوب وتعد من اكثر المشاكل الاجتماعيه المعقده والتى تسلب المرء عقله وارادته وتعوقه الى حد كبير ان يطور اهداف وطموحات, ناهيك التفكير فى الوسائل والملائمه لتحقيقها ومع الوقت ومع خيبات الامل التى ترافقه يتطور هذا الشعور بالدونيه, الاحقيه الى قناعه ذاتيه يقر بها ويستسلم لها وبالتالى يصعب عليه تكون علاقيه اوليه اجابيه مع الذات المعذبه. كانت حركة الحقوق المدنيه التى قادها الدكتور مارتين لوتر كنيك من الاهميه بمكان ان تضع قضيه الفصل العنصرى, وعدم المساواة امام الشعب الامريكي فى منتهى الوضه فى وسائل الاتصال الجماهيريه بعدما بعدما قاموا بحملات جماهيريه ناجحه ومؤثره تعاون معهم من الليبراليين الامريكان ضد الفضل العنصرى فىالحياة العامه, فى الباصات الحكوميه, فى المدارس والكليات فى المطاعم والانديه …الخ التى جوبهت بالارهاب والعنف الذى صدر من عناصر الامن الحكوميه والعنصريين البيض والتى افرزت ضحايا موتى وجرحى من المتظاهرين السود. منذ بداية الستينات اصبح الدكتورمارتين لوتر كينك شخصية قياديه لحركة سلميه تطالب بحقوق القسم الاحر ذو البشره الداكنه السوداء من الشعب الامريكى وكان ماهرا جدا فى التعامل مع وسائل الاتصال التى لم تبخل الصحافه والتلفزيون الليبراليه فى تقديمه للامريكا البيضاء بشكل ايجابى. ولا شك ان حرب فيتنام عدد القتلى الافارقه السود يفوق نسبه مشاركتهم فى الهيكل السكانى, مما فرض على مكنمارا وزير الدفاع انذاك ان يقوم بتعديل هذه المعادله العنصريه.كان اعتيال دكتور مارتين لوتر من قبل المنظمه العنصريه كوك بلان حدثا كبيرا يؤكد على عنصرية النظام ووسائل الارهاب التى يستخدمها دون رقابه ومحاكمه. مما لاشك فيه فان حركة الحقوق المدنيه قد نجحت فى تحقيق بعض النجاحات المهمه فى يوميات الفصل الغنصرى وارهاب الاجهزه الامنيه والعنصريه وتنوير الافارقه السود الى حقوقهم المشروعه, الا ان هذه النجاحات رغم اهميتها لم تغير من الترسبات النفسيه فى الذات المعذبه, فى بلورة شخصيه السود الامريكان ونطرتهم الى ذاتهم من حيث الشكل, اللون, ونوعية الشعر التى كانت الهموم الفرديه الدائمه للرجل والمرأة الافريقيه. تشير بعض الدراسات الى ان تكاليف المساحيق , البودره , الروج, العطور ووسائل واساليب تسريح الشعر المجعد وكل ماتنتجه شركات التجميل وحملات التسويق الناجحه ما يقدر بثلثى مواردهم, لقد اصبحوا هدفا وسوقا كبيرا واعده للصالونات التجميل والمساحيق. لقد اختلفت حركه الفهود السود من الشباب المتعلم الافريقى الواعى وخلافهم مع دكتور مارتين لوتر بان حركته لم تغير من سلوكية ونظرة الامريكى الافريقى الى نفسه ومحاولاته البائسه اليائسه من ان يكون كالامريكى الابيض. لقد رفع الفهود السود شعارالقوة السوداء, خاصة حينما رفع الرياضيون الثلاثه السود فى عملية التكريم الحاصلون على الجائزه الذهبيه قبضتهم وازرعهم المرفوعه مشيرين الى القوة السوداءو لقد اخذت النقاسات والحوارات بين مختلف الناشطين السودالتى تركزي على الاوضاع والحاله النفسيه لما يعانيه النساء والرجال تكوينهم الجسمانى. لقد اجتهد المناضلون, بعد معايشة ا المعاناة والازمات الشخصيه وادركوها ك كظاهرة اجتماعيه رفعوا شعار ” الاسود جميل” كان هذا الشعار اول الحلول الناجعه لمجابتها لمجابهة مركب النقص الفردى والشعبى, وبين ليلة وضحاها اكلق النساء والرجال حرية نمو الشعر المجعد على قدراته ويصبح وبسرعة رهيبه التسريحه السوبر مودرن والتى احذت بها الجميلات الامريكنيات البيض واخذوا لدى صالونات الحلاقه تخعيد الشعر الاشقر بشكل حلقات صغيره. هذا النجاح الكبير عبد الطريق لنجاحات اخرى. فى ايام الصيف وعلى سواحل البحر تجد الرجال والنساء بأقل قدر من الملابس يعرضوا اجسامهم الى اشعة الشمس فى امل ان يكتسبواسحنة غامقه, بعضا من السمره واللون الغامق, الا ان ذلك لايتلائم مع مكونات البشره والجلد, الذى مع تعرضه للشمس يصبح ذو لون وردى فاقع غير مستحب وخلافا للامل والرغبه فى اطلاله سمراء جميله تستوقف الناظرون. ان هذه الحقيقه قد استوقفت الافارقه الامريكان من الرجال والنساء وافرزت وعيا بما هم يمتلكون, اذا كان البيض يحاولنن ان يحصلوا على بشرة جميلة غامقه فلماذايحاولوا هم ان تكون لهم بشرة بيضاء فاتخه. كان رفع شعار ” جمالية الاسود- السود” الخطوه الاولى المركزيه للتوافق مع الذات بكل مكوناتها ولا يوجد سببا يدعوه للتخلص والخجل منها. ان السلم النوعى الذى حصلت علية المراه والرجل الامريكى الاسود اعاد له بعضا من التوازن ووفر له مساحات من الفضاءات والاوقات لينصرف لمجالات جديده تحمله تقة جديده وينصرف للتعرف على المجالات المتوفره التى يمكن ان تساعده فى الحصول على فرص للتعليم المهنى والعلمى وتساهم فىتغييير وضعه الاجتماعى والاقتصادى. كانت مسيرة طويله شاقه مازال السود الامريكان يناضلون ضد العنصريه والاحكام المسبقه واستخدام العنف غير المبرر ضدهم فى كثير من المجالات وخاصة فيما يتعلق بوظائف وعمل الشرطه وقوى الامن التى تتكرر بشكل متوالى. منذ بضعة سنين اصبح الحضور المميز لعدد كبير من الامريكان السود متجاوزا الاطار التقليدى فى الرياضه والموسيقى واخذ يبرز فى الفلم والسينما, فى الادارات الحكوميه والشركات الكبيره , وقادة فى الجيش ووزراء, محامين قضاة وفى الادعاء العام, ولا شك فأن الرئيس اباما واعادة انتخابه لرئاسة ثانيه يمثل طفرة نوعيه, وكذلك بالنسبه لكوندلا رايس والقاضيه الجديده فى المحكمه العليا. ان توسع الاطار الذى يعمل به الافارقه الامريكان السود جدير بالاهتمام لانه يقدم مجالا نوعيا للعمل وتطور ملحوظ فى نظريه الجمال وملائمة البشره السمراء فى التصوير والعرض ولذلك اخذت تطلبهم دور الازياء العالميه كموديلات وعارضى ازياء من الرجال والنساء , هذا بالاضافه الى الذين يجيدوا اللغات ويتمتعوا بثقافه واسعه اصبح ظهورهم مالوفا فى شاشات التلفزيونات العالميه فى مختلف البرامج التلفزيونيه. ان هذه المسيره النضاليه لم يكم لها ان تحصل على هذا التطور لو لم يتم الوفاق مع الذات بمكوناتها الجسميه الاعتراف والاعتداد بها.