23 ديسمبر، 2024 10:44 ص

اسلحة الصحفية افراح شوقي

اسلحة الصحفية افراح شوقي

كلما نسمع انتصارات قواتنا المسلحة على قوى الارهاب داعش وتحريرها لمدننا المغتصبة، ننتشي املا للخلاص من فكر متطرف غاشم، للوصول الى دولة مدنية ديمقراطية تحترم الرأي والرأي الاخر وتضمن حقوق ابناء شعبنا الذي عانا طويلا من انظمة استبدادية تقمع وتكمم الافواه. نرى اننا نعود الى ازمنة الظلام والقهر وقوى الغاب.
هذا ما جرى ليلة يوم الاثنين 26/12/2016 باختطاف الصحفية ورئيسة رابطة المرأة في وزارة الثقافة، من قبل جماعات مسلحة بعد مداهمة منزلها وضرب اولادها، وتأتي عملية الاختطاف بعد تهديدات عديدة للصحفية افراح، بسبب قلمها الحر ومقالاتها الجريئة في نقد السلطة والجماعات المسلحة ومحاربة الفساد والمفسدين، وان هذا الاستهداف هو لتكميم صوتها وكسر قلمها الذي ارعب القوى الظلامية، وهو تهديد لكل اصحاب الاقلام الحرة.
ما اغاض الخاطفين ليس شخص افراح شوقي، بل الكم الهائل من الاسلحة التي تحملها اينما وجدت، في البيت والدائرة والشارع وفي كل زاوية من زوايا الوطن والتي تهدد امنهم ومصالحهم للخطر، الاسلحة التي تحاول نشرها كاسلحة بناء شامل للانسان، وهي الابتسامة والحب والطيبة والعطف والامل بوطن حر والحلم بعدالة اجتماعية وسعادة شعب.
وسلاحها الاخر، قلمها المحشو بكلمات الحق التي تطلقها باتجاه المحاصصة والطائفية والفساد، قلمها الذي لا ينفك من التصويب على اهداف حاصرت الفقراء والمعوزين والمرأة والطفل واليتامى والمهجرين والنازحين، وعبواتها التي تفجرها ضد البطالة والفقر وانتهاك حقوق ابناء شعبها ونقص الخدمات، عندما يصدح صوتها في ساحة الاحتجاج ساحة التحرير، وهي ترفع راية العراق لا غير.
تلك هي اسلحتها فهل عرفتم لماذا اختطفت افراح شوقي.
ويعتبر اختطاف الصحفية افراح شوقي، من قبل الملثمين خفافيش الليل اعداء الدولة المدنية، اعتداءً سافرا على حرية التعبير في البلاد وتكميم الافواه، وهي حرية كفلها الدستور العراقي، والقوانين والعهود الدولية.
الحرية لافراح ولابتسامتها