22 نوفمبر، 2024 10:13 م
Search
Close this search box.

اسلام بلا مسلمين

اسلام بلا مسلمين

ان من يراقب الاحداث عن كثب، وينزل من قلاعه المذهبية ليراقب المسلمين  اليوم في شتى بقاعهم ، جميعا، ان لم نقل كل المجتمعات، لكن نتكلم عن المسلمين كونهم هم النسبة الغالبة التي تقطن وتسكن الوطن والبلاد العربية عموما، خصوصا الذين دارت عليهم رحى الفتن بأسماء وحجج  مختلفة فقتلت الالاف وانتهكت الاعراض، مجرد تسميات غرز تحت عبائتها خنجر الغدر والاقتتال بين الشعوب، وعلى كل حال فإن الاوضاع التي سبقت الربيع  العربي مثلا ورافقته وتلته اشعلت النار في اكثر من بلد عربي، وحتى من يسلم من تلك البلدان فانه يهيء نفسه لها، لانها ستنتقل اليه او يهدد بها، تنتقل الشرارة اليه فيأخذ كل تدابيره اللازمة. المهم في الامر ان الاحداث التي حصلت كان ظاهرها ديني واسلامي او مذهبي في اغلب مراحله وشعاراته، الا انه افرز لنا نتيجة عصيبة وعصية على الحل تحت هذا الواقع، وهذه النتيجة هي ان الاسلام اليوم اصبح بلامسلمين ، وماهذه الشعارات ماهي الا دعايات كاذبة بعيدة عن الحقيقة، فانك لو اعدت البصر كرتين نحو كل تصرفات وافعال المتحاربين من هذا الطرف او من ذاك لوجدت المآسي، افعال مشينة يندى لها الضمير، من ليبيا غربا الى العراق شرقا قتل وذبح وتشريد وتطريد وتهجير وحساب على الهوية والانتماء. حيث :

ان كل واحد منهم يسعى الى ازهاق اكبر عدد من الارواح وتهجير الباقين

كل طرف يحرق ويهدم كل مسجد واقع في المناطق التي يمر عليها سواء في ارض المعركة او في غيرها فلا حرمة لبيوت الله عندهم.

كل طرف يهلك الحرث والنسل فتهدم الدور وتعطل المؤسسات وتحرق المزارع وتباد الثروات الحيوانية والمائية ..!!!

فاين هذا من واقع الاسلام، وتعاليمه اين هذا من شرائع الله تعالى اين هذا من وصايا رسول الله، اين هذا يا اتباع الخلافة الاسلامية من نهج عمر الذي اعترض على الخليفة في شان خالد بن الوليد يوم اعتدى على مسلم.اين هذا من نهج علي عليه السلام ووصاياه ..؟

اين هذا من نهج علي عليه لسلام والقادة الصالحين اين هذا مما يكتب الان في الكتب من نظريات والاخلاق في الاسلام سواء على مستوى هذا الطرف او ذاك،

انفس متعصبة لما تنتمي اليه لا تراعي احكام الله جهلا او عمدا

 وبصراحة كل ماطرح ويطرح من تبريرات ماهي الا تبريرات عاجزة عن خنق الروح المتعصبة والنزعة الجاهلية التي تغلي في النفوس الغير منضبطة بضوابط القران والشرع الحنيف ولا ينسى احدنا ان الامم التي تستعل الجور والظلم في فرض ارادتها مصيرها الى هلاك  .

فلابد من عودة صادقة الى القران والى التوحيد المحمدي الاصيل وان لا نجعل نزعاتنا وتعصبنا تفقدنا الهدف السامي الذي نسعى اليه جميعا وهو الدعوة الى دولة عادلة تحمي كل المجتمعات تحت رايتها ، ولابد ان ننهى من يتصرف بتلك التثصرفات وان ننهى عنها وان نقطع دابر الظلم والحرمات حتى يكتب الله لنا توفيقه ونصره على اعداءه .

أحدث المقالات