يبدو أن جل اهتمام نصر الله يصب في تكريس صورة الاسلام السياسي المتطرف .مستغربون؟ اليكم الحقائق التالية:
اول أمس توجه وفد من رجال الدين تحت راية رابطة العالم الإسلامي ولأول مرة برئاسة محمد العيسى السعودي إلى معسكر الإبادة اوشفيتس حيث قضى أكثر من مليون يهودي حتفهم في ابشع الجرائم ضد الإنسانية . أدى الوفد في اليوم العالمي المحرقة صلاة الفاتحة على أرواح ٦ ملايين من الضحايا اليهود. هذا المشهد سيظل محفورا في الذاكرة اليهودية والعالمية على حد سواء حيال تفشي معاداة السامية والكراهية.
و ألقى الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني
كلمة وصف بطش النازية لليهود بسبب ديانتهم أمرا مرفوضا في الاسلام جملة وتفصيلا. هذا الحدث التاريخي الذي يتجلى فيه وجه الاسلام المتسامح تم تغطيته في الاعلام والشبكات الاجتماعية على نطاق واسع ولقي استحسانا وثناء منقطع النظير. وبدلا من أن يهلل حزب الله لمثل هذا الحدث الذي يعكس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف سارع إلى توجيه أعوانه لإشعال نار الفتنة وتوجيه التهم بالخيانة للأمين العام اللبناني. اي ذنب اقترفه هذا الإمام ؟ كشف للعالم أن الإسلام يرفض الاستهتار بحياة الإنسان ! وفي هذه الأثناء انطلق رعيل نصرالله بتلفيق تهم غاية الخطورة نشرها موقعا الغد والنشرة”: تقدم المحامي غسان المولى بإخبار أمام النيابة العامة الإستئنافية في جبل لبنان بوكالته عن الإعلاميين: نبيه عواضة، خليل نصرالله، شوقي عواضة، حسين الديراني وشحاده جمال الدين شميس، ضد المعمّم محمد علي الحسيني “بجرائم التعامل مع العدو الإسرائيلي وتحقير الشعائر الدينية والمس بحرمة الشهداء وإختلاق جرائم والتحريض على إثارة النعرات المذهبية والحض على النزاع بين الطوائف ودس الدسائس والفتن.”
يبدو أن تسييس القضاء في لبنان من قبل حزب الله بات أمرا مسلما به بعد أن استطاع حزب الله المناورة بشأن قاتل رفيق الحريري ولتذهب العدالة الى جهنم. اين أهل الذمة والضمير ؟ هل يسبق السيف العذل ؟
قد يتساءل القارئ لماذا اكتب عن هذا الموضوع بالذات؟ الحقيقة أن النخوة العراقية تأبى أن تطأطأ رأسها امام الظلم والعدوان .في مثل هذا الشهر قبل ٥١ عاما نصب البعث مشانق في ساحة التحرير لاستعراض جثث المعدومين الذين لفقت لهم تهم الجاسوسية لصالح إسرائيل . كان ٩منهم يهود من اقراننا وأصدقائنا. كان ذلك اليوم القشة التي كسرت صبر المكون اليهودي في العراق إذ أدركنا وقتها أن حال العراق يتدهور وآن الرحيل .
حيال ما يقوم به حزب الله في لبنان،اخشى أن المنحى الذي يقوده هو المنحى الذي آل بالعراق إلى ما هو عليه اليوم وللاسف.