ايام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد وعوائل الطلبة تعيش حالة من الاستنفار والاستعدادات لأجراء التحضيرات وتهيئة مستلزمات الدراسة لأبنائهم ,ويلحظ حركة نشطة في سوق القرطاسية , الطلبة وذويهم يتجولون في المكتبات لتامين الحاجات الضرورية من دفاتر واقلام وغيرها من الحاجات , اضافة الى الملابس الموحدة الخاصة بكل مرحلة دراسية.
ليس الامر بالهين , فالأوضاع الاقتصادية في غاية الصعوبة لمئات الاف من الاسر لان اربابها يعانون من البطالة وانعدام فرص العمل وركود حركة الاسواق , والاكثر اذى نسبة كبيرة من الاهالي تعيش تحت خط الفقر ومثلها معوزة , بل انها لا تؤمن قوت يومها فكيف ستؤمن مستلزمات الدراسة , وحتى ممن هو في حال افضل نسبيا يجد عسرا في تلبيتها جراء ارتفاع الاسعار الفاحش وتدني قيمة الدينار الذي تدهورت قيمته بسبب السياسات الحكومية .
ايام زمان كانت الاسواق المركزية واسواق الاجهزة الدقيقة المتخصصة في هذا المجال بأسعارها المتهاودة تحد من جشع التجار وباعة المفرد بتوفيرها القرطاسية والمستلزمات الاخرى بأسعار تتناسب مع المداخيل, الى جانب ان وزارة التربية تكمل استعداداتها خلال العطلة الصيفية وتباشر في التوزيع مع بداية الدوام فيكتفي الطلبة منها وتؤثر في حركة الاسعار في السوق لمن لا يكتفي او لا يرغب بما يوزع ..
الواقع رغم ان الاوضاع الاقتصادية بعد التغيير افضل مما كانت عليه الا ان ما يقدم للطلبة لا يتناسب مع التحسن الذي طرأ , فموازنة وزارة التربية ليست بالمستوى المطلوب والتخصيصات اقل مما يخصص في بلدان الجوار للتعليم , والمنحة المالية التي وعد بها الطلبة متعثرة ومتلكئة , وفي ظل الموازنة الانفجارية كان يجب ان يستلمها الطلبة الان لسد جزء من احتياجاتهم , واعانة ذويهم في الانفاق على ابنائهم .
لقد اصبحت الدراسة مكلفة وتثق كاهل الاسر وهذا ما يجب ان تتوجه اليه الاجراءات الحكومية لغلق احد المنافذ التي تدفع الاهالي الى تشجع طلبتهم صوب التسرب لمساعدتهم في تحمل اعباء المعيشة وتوفير كلف الدراسة المتصاعدة .
يمكن لمنظمات المجتمع المدني ان تلعب دورا على نطاق اوسع في اعانة العوائل المعوزة من خلال القيام بحملات تبرعات لتوفير المستلزمات وتبني بعض الطلبة ماليا ودراسيا لأجل اكمال وانتظامهم في الدوام.