لابدّ من الإقرار المسبق او ضمنيّاً , أنّ أيّ مشروعٍ او مرحلةٍ ما , وأيّ جهدٍ اوساطة مفترضة لمحاولة التوصّل لإيقاف هذه الحرب < التي كأنها غير قابلة للتوقف ضمن المدى القريب – المنظور > وفق رؤى نتنياهو وقياداته المتطرفة , وبتزكيةٍ مفتوحة ومدعومة من ادارة بايدن الآيلة للتدحرج بإتجاه السقوط , فكلّ هذه المحاولات وبعناوين وتسميات مختلفة , فمُحال أن يُكتب لها حتى الدنوّ من النجاح ” غير المطلق ” دونما حساباتٍ مسبقة بما يتواءم ويتلائم مع الرؤى الستراتيجية للطرف المقابل او حركة حماس والتنظيمات العسكرية المرتبطة بها ( بل وحتى بتجاوزٍ ما للمكتب السياسي لحماس ” اسماعيل هنيّة ورفاقه ” المقيمين في الدوحة – قطر , لحدّ الآن .! , والذي يتمحور جوهرها الأساس بإنسحاب اسرائيلي مطلق من قطاع غزة مرفقاً بإعلانٍ وتعهد صهيوني بإنتهاء حالة الحرب بالكامل , وهذا غير قابلٍ لا للهضم ولا للمضغ على الصعيد الإسرائيلي في الأفق , الأفق الأرضي اولاً .!
قبل ال 24 ساعة الماضية ونيف , اوعز مكتب نتنياهو للقناة 13 الإسرائيلية بالإعلان او التصريح بأنّ العمليات العسكرية سوف تتوقف في غزة خلال او بعد 10 أيامٍ قادمة < وكان او كأنَّ ذلك بعض إلإيحاء السيكولوجي – الدعائي > للتظاهر بإتجاه ” بلا اتجاه ” للإقتراب الأفتراضي لإنهاء الحرب , وعلى الرغم من هذا الطرح المتخبّط في الإخراج والإنتاج معاً – قبلَ وبعد إعداد السيناريو – ” وفق تفاصيل نتناولها في الأسطر ادناه ” فقد سارعت قيادات الجيش وجنرالاته للطلب من حكومة نتنياهو الى تمديد أمد الإنتقال الى المرحلة الثالثة هذه الى ما بعد شهرٍ او نهاية هذا الشهر , ريثما وحيثما تنتهي الإجراءات الهجومية والدفاعية في ” رفح ” والتي كأنها بمساحة الصين .!
خطّة الأركان الإسرائيلية بما تسميه بالمرحلة الثالثة في انسحاب معظم قَطَعات الجيش ” من صنفي المشاة والمشاة الآلي او الميكانيكي ” فتستند الى السيطرة العسكرية شبه العامة للدروع الأسرائيلية على عموم وتقاطعات القطّاع ( لكنها وبتحسّب استباقيٍ بحت لثغور ومنافذ وانفاقٍ تكتيكية غير مكتشفة لحماس في الإنقضاض المباغت على جيشهم ) , فإنها تبتغي الإبقاء على قواتهم في محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية لرفح , بالإضافة الى ادامة وجود واستحضارات عملية لقواتٍ
مضافة على ” ممرّ نتساريم ” الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها , وهنا لا نودّ استخدام أيّ من الأمثال العربية – التراثية الساخرة وربما ” المُقهقِة ” للتهكّم الموضوعي بهذه المرحلة الثالثة لآل صهيون , والتي كأنها في بدايات مرحلتها الأولى بعد هجوم 7 أكتوبر من العام المنصرم .
الرؤى الميدانية للقيادة الأسرائيلية ” السياسية والعسكرية ” على خارطة الحرب , دونما اعتباراتٍ موضوعيةٍ لخارطة الجيوبوليتيك الحربية الأخرى المتعلّقة ” بوحدة الساحات .! ” مع احتمالاتٍ قائمة لرفع وتصعيد حرارتها القتالية التسليحية – او الصاروخية , فإنّما يعكس ” من زاويةٍ ما او سواها ” تأثيرات السيكولوجيا الداخلية والسياسية التي تضرب بأطنابها على مديات تحمّل إتّساعٍ مفترض لمُخ او دماغ نتنياهو ” في الشأن الداخلي الأسرائيلي المعارض اولاً ! , والقابل للإنفجار وِفقَ هذه السيكولوجيا المشتعلة , والتي ابتعدت عن مساندتها وتزويدها بالوقود السياسي والتسليحي بعض دول الغرب المتحالفة مع السيّد العجوز جو بايدن .!