23 ديسمبر، 2024 1:58 ص

اسرائيل والضوء الامريكي لضرب سوريا الايرانية

اسرائيل والضوء الامريكي لضرب سوريا الايرانية

الزائر لسوريا قبل عام 2011 يلاحظ بسهولة جدا التواجد الايراني في هذا البلد ، خاصة بعد وقوف حافظ الاسد الى جانب ايران ضد حرب صدام على. الجمهورية الاسلامية ، ولم يكن من الغرابة بمكان ان تقف هذه الجمهورية الى جانب وريثه بشار الاسد في حربه مع المعارضة ، ومن بعدها الارهاب ، غير ان الغريب هو ان تدخل الجمهورية بكل قوى اقتصادها المتداعي وبهذه الطريقة في الحرب الدائرة ودون تحفظ ، ولتكون بالقرب من اسرائيل وعلى تخومها الشمالية، والجمهورية تعلم ان الارهاب هو من صنيعة الويلايات المتحدة في كل ارجاء الشرق بدأمن أفغانستان مرورا باليمن وصولا الى العراق وسوريا عبورا للابيض الى ليبيا وكينيا واخرها بوكو حرام قي نيجيريا . ولقد كانت ايران تعلم ان تصدير الثورة لم يكن بجواز امريكي وان الويلايات المتحدة تراقبها وهي تقترب من ممنوعاتها (العراق بعد عام 2003 وسوريا بعد 2011 ،) وقبلها لبنان الفرنسي ، عن طريق حزب الله، وان الويلايات المتحدة تسمح للدول التدخل في ممنوعاتها بالقطارة ، ولا يجوز ان يكون هذا التدخل مضرا بمصالحها ، فكيف بها اليوم والجمهورية تقاتل في الجولان المتحلة وتحاول بناء قواعدها العسكرية بالتزامن مع التهديدات الاسلامية لاسرائيل وبالقرب مع حدود هذه الولاية الامريكية ، كل هذه العوامل مضافا اليها تشكيل الهلال الشيعي ،دفعت باسرائيل ان تدخل هي الاخرى على الخط الحربي لتعلن اليوم التعبئة ، وتحشد عسكرها على الحدود الشمالية مسبوقة بالضربات الاستباقية لكل قواعد ايران في سوريا ، وباعلان الرئيس ترامب انسحابه من الاتفاق النووي مع الجمهورية ، فأن ، اسرائيل استعدت على ما تشير كل الدلائل لعملية عسكرية محتملة جدا لابعاد الخطر الايراني عن حدودها الاصلية او المحتلة في الجولان ، وعلى ما يبدو فان الضوء الاخضر الامريكي ، قد صار واقعا ، لتحجيم الدور الايراني ، وان ايران تعلم قبل غيرها ان حزامها الاقتصادي متهرئ منخور ، ولعل هبوط عملتها بنسبة 60% ، لم يعد امرا خافيا على اعدائها ، وان مسألة الاستمرار بالصرف على الصناعات الحربية سوف يؤدي الى مزيد في افقار المواطن الايراني الذي بدأ يتململ بالاشتراك مع قادة ايرانيين هم من المحسوبين على النظام انما يعكس صورة قاتمة لايران الثورة ،التي كما هو واضح تمر بذات الظروف التي مر بها نظام صدام الذي تصدى للويلايات المتحدة باساليب عاطفية وبعنجهية المسلم المتمسك بالسيف بعيدا عن العقل .
ان ايران خلقت لنفسها كما كان صدام اعداء كان يمكن تحييدهم وهي بدخولها سوريا ، كما دخل صدام الكويت اعطى للغرب حجج وليس حجة واحدة لان يعمل هذا الغرب على معادات الشرق على انه منتج للازمات دفع بهذا الغرب ،رغم موقفه الاخير من مسألة خروج الويلايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني ، دفع بهذا الغرب لاخذ المزيد من الخطوات للتدخل في شؤون الحروب القائمة في الشرق الاوسط الامر الذي سوف بعرقل كل الجهود الداخلية لحلها ، وان ايران اخرجت اسرائيل من عزلتها لتتناغم سياساتها مع بعض الاطراف العربية المعادية لها بالتالي فان الموقف قد يتدعى مسألة المواجهة على الاراضي السورية ، ويعيد احلام نتنياهو لضرب المفاعلات الايرانية ، وهي في عمق الجبال الايرانية……