22 ديسمبر، 2024 7:00 م

اسرائيل لا تستهدف المؤسسات الصحية أبدا ؟ً

اسرائيل لا تستهدف المؤسسات الصحية أبدا ؟ً

نورمان فنكلستين
ترجمة: قصي الصافي
حرب لبنان 1982.
في حزيران عام 1982، شنت إسرائيل هجوماً على لبنان فقتلت ما بين 15 إلى 20 ألف لبناني وفلسطيني، معظمهم من المدنيين. وقد بدأت الحرب بقرار
إسرائيل انهاء الهدنة [مع منظمة التحرير الفلسطينية] …. تعرض مستشفى للأطفال الفلسطينيين خارج مخيم صبرا [لللاجئين] للقصف بقنبلة واحدة. و قد تم انتشال ستين جثة من جراء القصف. المصدر: روبرت فيسك،pitty Nation

حرب لبنان 2006.

نقلاً عن كتاب (غزة: تحقيق في استشهادها) { كتاب من تأليف الكاتب نفسه… المترجم}

استهدفت إسرائيل سيارات الإسعاف اللبنانية التي كانت تحمل علامات واضحة بالصواريخ خلال حرب عام 2006، على الرغم من أنه، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، “لا يوجد أي دليل بأن حزب الله كان يستخدم سيارات الإسعاف لغرض عسكري”. المصدر: هيومن رايتس ووتش، لماذا ماتوا.

عملية الرصاص المصبوب 2008-2009

نقلاً عن غزة: تحقيق في استشهادها

خلال ما يسمى بعملية الرصاص المصبوب، أدت الهجمات الإسرائيلية المباشرة أو غير المباشرة إلى إتلاف أو تدمير 29 سيارة إسعاف و ما يقدر بنصف المراكز الصحية في غزة والبالغ عددها 122 مؤسسة، بما في ذلك 15 مستشفى. المصادر: جان ماكغيرك، “الوضع الصحي والإنساني في غزة لا يزال هشاً”، مجلة لانسيت (4 شباط/فبراير 2009)؛ منظمة العفو الدولية وآخرون،” خذلان غزة”.

وثّقت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان/ إسرائيل” الهجمات الإسرائيلية على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، فضلا عن حالات ” لا تعد ولا تحصى” تعمد فيها اسرائيل لسد طريق “فرق الإنقاذ الميدانية التي حاولت إخلاء المحاصرين والمصابين”. المصدر: أطباء من أجل حقوق الإنسان/ إسرائيل، “تدني أخلاقي ”.

وخلص تقرير تفصيلي معد من قبل فريق مستقل من الخبراء الطبيين بتكليف من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل، وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية إلى أن إسرائيل عرقلت عملية نقل جرحى غزة بواسطة سيارات الإسعاف”، عبر استهدافها واستهداف طواقمها. وخلص التقرير إلى أن “ الهدف الأساسي للهجوم على قطاع غزة على ما يبدو هو بث الرعب دون رحمة لأحد”. المصادر: سيباستيان فان آس وآخرون، التقرير النهائي: بعثة تقصي حقائق مستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة خلال الفترة 27/12/2008-18/01/2009 (بروكسل: 2009).

وقد أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تتسم عادة بالتكتم، توبيخًا علنيًا لإسرائيل بعد الحادث الصادم حيث أرجع الجنود الإسرائيليون فريق إنقاذ تابع للصليب الأحمر، تم إرساله لمساعدة المدنيين المصابين، وتركوهم يموتون. المصدر: “غزة: اللجنة الدولية للصليب الأحمر تطالب بالوصول العاجل إلى الجرحى في ظل فشل الجيش الإسرائيلي في مساعدة الجرحى الفلسطينيين”، بيان صحفي (8 يناير/كانون الثاني 2009).

أعلن مركز الميزان لحقوق الإنسان أن العرقلة الإسرائيلية الممنهجة لوصول الخدمات الطبية أثناء الغزو تسببت في مقتل ما لا يقل عن 258 من سكان غزة. المصدر: مركز الميزان لحقوق الإنسان، تحمل العبء الأكبر مرة أخرى: انتهاكات حقوق الطفل خلال عملية الرصاص المصبوب (2009).

هل كان مقاتلو حماس يطلقون النار من المستشفيات ويلجأون إليها؟ ” زعمت إسرائيل أن الكثير من المعلومات الواردة من مصادر استخباراتية وتقارير من قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على الأرض، تؤكد أن حماس قامت في الواقع بالاستخدام العسكري المكثف للمستشفيات والمرافق الطبية الأخرى”. لكن وفقا لمنظمة العفو الدولية، لم يقدم المسؤولون الإسرائيليون ” ولا حتى دليل واحد يثبت ذلك”. منظمة العفو الدولية نفسها “لم تجد أي دليل خلال تحقيقاتها الميدانية على أن مثل هذه الممارسات، حتى لو حدثت بالفعل، فانها قد تكون نادرة جداً “؛ ولم تجد منظمة (أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل) “أي دليل يدعم ادعاء إسرائيل الرسمي بأن المستشفيات استخدمت لإخفاء أفراد سياسيين أو عسكريين”؛ تقرير غولدستون “لم يجد أي دليل يدعم الادعاءات القائلة بأن مرافق المستشفيات تم استخدامها من قبل سلطات غزة أو من قبل الجماعات الفلسطينية المسلحة لأغراض عسكرية. المصادر: مركز المعلومات الاستخباراتية والإرهاب، حماس والتهديد الإرهابي؛ منظمة العفو الدولية، عملية “الرصاص المصبوب”.

عملية الجرف الصامد 2014.

نقلاً عن كتاب غزة: تحقيق في استشهادها

دمرت إسرائيل أو ألحقت أضرارًا بـ 17 مستشفى و56 مركزًا للرعاية الصحية الأولية أثناء عملية الجرف الصامد. المصدر: مركز الميزان لحقوق الإنسان وآخرون، (لا مزيد من الإفلات من العقاب: القطاع الصحي في غزة يتعرض للهجوم) (2015).

إن الصليب الأحمر “يدين بشدة هذه السلسلة المثيرة للقلق للغاية من الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني وسيارات الإسعاف والمستشفيات”. المصدر: (تقرير النتائج التفصيلية.)

حققت منظمة العفو الدولية في التصريحات الإسرائيلية التي تبرر استهدافها لثلاثة من هذه المستشفيات. ولم تجد بأي حال من الأحوال دليلاً قاطعاً على مزاعم إسرائيل. وفي إحدى الحالات، ذكرت منظمة العفو الدولية أن الأدلة التي قدمتها إسرائيل كانت مزيفة بشكل واضح.

“هاجمت إسرائيل مراراً مستشفى الوفاء، ثم حولته إلى أنقاض، وهو المرفق الوحيد الذي اعيد تأهيله في غزة… وعرض الجيش الإسرائيلي صورة جوية زاعما أن حماس أطلقت صاروخا من المنطقة المجاورة مباشرة للمستشفى. ومع ذلك، وجدت منظمة العفو الدولية أن “الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي على تويتر لا تتطابق مع صور الأقمار الصناعية لمستشفى الوفاء، ويبدو أنها تصور موقعًا مختلفًا”.

خلال عملية الجرف الصامد، تم استهداف سيارات الإسعاف مرة أخرى:

تعرضت أو دمرت 45 سيارة إسعاف بالكامل نتيجة للهجمات الإسرائيلية المباشرة أو الأضرار الجانبية أثناء عملية الجرف الصامد.

[…]

وثقت [منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية] على نطاق واسع الهجمات المتعمدة وغير المبررة التي شنتها إسرائيل على سيارات الإسعاف الفلسطينية أثناء عملية الجرف الصامد. المصادر: منظمة العفو الدولية، “أدلة على استهداف القوات الإسرائيلية والمرافق الطبية في غزة” (7 أغسطس/آب 2014)؛ بعثة طبية لتقصي الحقائق؛ الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان تقرير( المحاصرون والمعاقبون)

وقد وثق تقرير للأمم المتحدة كتبه قاضٍ أمريكي من ولاية نيويورك سلسلة من الهجمات على سيارات الإسعاف خلال عملية الجرف الصامد. عن كتاب (غزة: تحقيق في استشهادها)

“أصيب سطح أحد المنازل بقذائف هاون شديدة الانفجار، مما أدى إلى مقتل ثمانية أفراد من الأسرة، بينهم سبعة أطفال كانوا يلعبون تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وتسعة أعوام، إضافة إلى جدهم البالغ من العمر سبعين عامًا. وزعمت إسرائيل أن الهجوم جاء ردا على “صاروخ مضاد للدبابات” و”انفجار قذيفة هاون” أطلق من الحي أدى حسب زعمهم إلى إصابة جندي. ثم أطلق الجيش الإسرائيلي “جولة أخرى من القذائف” بعد عشر دقائق “بمجرد وصول ثلاث سيارات إسعاف ومسعفين إلى مكان الحادث”، والتي أصابت أيضاً “العديد من الأشخاص الذين تجمعوا حول منزل [العائلة] لمساعدة الناجين. ” ونقل التقرير عن صحفي شاهد عيان “أصيب بالذهول من الاستهداف الواضح لسيارات الإسعاف والصحفيين الذين هرعوا لتقديم المساعدة للمصابين وتغطية الحادث”. كما أشارت إلى أن روايات شهود العيان “مدعمة بتسجيلي فيديو”، أظهر أحدهما “مصورًا يحتضر وهو يواصل التصوير، وسيارات الإسعاف تتعرض للقصف بصاروخ”. وخلص التقرير إلى أنه “نتيجة لجولة القصف الثانية، قُتل 23 شخصاً، بينهم 3 صحفيين، ومسعف، و2 من رجال الإطفاء. بالإضافة إلى إصابة 178 آخرين، من بينهم 33 طفلاً و14 امرأة وصحفي ومسعف. وبحسب ما ورد توفي أربعة نتيجة للإصابات التي أصيبوا بها في هذا الهجوم. ورغم أن إسرائيل زعمت في وقت لاحق “أنها لم تكن لديها مراقبة فورية” للهجوم المميت، إلا أن التقرير لم يصدق هذه الحجة: “تجد اللجنة صعوبة في تصديق أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه علم بوجود سيارات إسعاف في المنطقة عقب الضربة الأولى، خاصة عندما وصلت فرق الإنقاذ وسيارة الإطفاء وثلاث سيارات إسعاف إلى مكان الحادث مع إطلاق صفارات الإنذار بصوت مدّوي.

الشجاعية – “تعرضت سيارة إسعاف طبية عسكرية لقصف مباشر مرتين أثناء محاولتها تقديم الإسعافات الأولية للضحايا”.

القرارة – “تعرض محمد حسن العبادلة، سائق سيارة إسعاف، لإطلاق نار أثناء إخلاء أحد المصابين…. عندما وصلت سيارة إسعاف العبادلة إلى الموقع، أمر جيش الدفاع الإسرائيلي الطاقم بالخروج من السيارة ومواصلة السير على الأقدام. نزل محمد حسن العبادلة وأحد المتطوعين من سيارة الإسعاف واقتربوا من المريض ومعهم مصباح يدوي، حسب التعليمات. وما إن ساروا مسافة اثني عشر متراً حتى اطلق عليهم الرصاص، فأصيب محمد حسن العبادلة في صدره وفخذه. كما تعرض فريقا إسعاف وصلا بعد ذلك بقليل لإنقاذ زميلهما الجريح لإطلاق النار أيضاً، على الرغم من حصولما على موافقة الجيش الاسرائيلي على دخول المنطقه عبر الصليب الاحمر. وأخيراً سُمح لفريق ثالث بنقل العبادلة إلى مستشفى ناصر في خان يونس، حيث توفي بعد وقت قصير من وصوله. علماً ان تنسيق تحركات سيارات الإسعاف يتم دائماً مع الجيش الإسرائيلي من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

بيت حانون – ” أصاب صاروخ اسرائيلي الجزء الخلفي من سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال عملية إنقاذ في بيت حانون، قُتل على اثرها متطوع في سيارة الإسعاف… وأصيب اثنان من المنقذين الآخرين داخل سيارة الإسعاف. وعندما تم إرسال فريق إسعاف آخر استجابة للحادث، أصاب صاروخ آخر الجزء الخلفي من تلك السيارة أيضاً، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها. مع أن سيارة الإسعاف كانت قد أطلقت صفارة الإنذار والضوء الأحمر الوامض، وكان الشارع فارغاً وقت الغارة.
ولم تعثر لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة في أي من الحوادث الخمس “أي معلومات، أو أي ادعاءات تشير إلى أن سيارات الإسعاف تلك كانت قد استخدمت لغرض آخر غير وظيفتها الإنسانية”. و أردفت اللجنة إن “التقارير عن الهجمات المتكررة على سيارات الإسعاف التي جاءت لإنقاذ الموظفين المصابين… تشير إلى أن سيارات الإسعاف والعاملين ربما تم استهدافهم عن قصد”؛ “يبدو أن العديد من الهجمات المبلغ عنها على سيارات الإسعاف، إن لم يكن معظمها، قد حدثت دون وجود أي تهديد واضح أو نشاط عسكري في المنطقة”؛ وأن “سيارات الإسعاف كانت تحمل شاراتها، وكان العاملون في المجال الصحي يرتدون الزي الرسمي، و قد تم إخطار الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر بتحركاتهم”. المصدر: تقرير الأمم المتحدة.