22 ديسمبر، 2024 6:46 م

اسرائيلو فوبيا العربية!!

اسرائيلو فوبيا العربية!!

قد يكون الكلام خارج النص لكنه لا يجافي المنطق.. منذ 20 سنة و ماكنة التفاوض العربي الاسرائيلي تواصل الدوران سرا و علنا، بينما شعارات الرمي بالبحر و الحذف من الخارطة وسيلة ابتزاز لعواطف المواطنين الطيبين على طريقة الغضب من مشاركة رسمية عربية بتشييع بيريز و كأنه لم يصافح رئيسا عربيا ولم يزر عاصمة في المنطقة.. الواقع يحتاج الى حكمة الراحل بورقيبة عندما طالب العرب عام 1965 بسياسة” خُذ و أطلب و لا غالب أو مغلوب” يوم لم تكن اسرائيل بوضعها الحالي.. يُعاتبون الرئيس محمود عباس على حضور التشييع و ينسون حبر لم يجف من اتفاقيات و مراسلات علنية و سرية..ارحموا شعوبكم بمواجهة صادقة لا شعارات تسويف أوصلتنا الى حافة الانهيار بسبب استثناء حكام المنطقة وجماعات الضغط العسكري أبنائها من ثقة ممنوحة لاسرائيل و غيرها.. لقد اندثرت استراتيجية تحميل الأخرين مسؤولية القراءات الخاطئة للتحولات الدولية و حان وقت الخروج من الطلاسم الى العبارات التي تناسب العقول لا المشاعر ..فلسطين في القلب لكن مواصلة ذبح أبنائها بمساومات سياسية جريمة عصر لا تختلف عن محاولة تخريب آخوة العراقيين بالطائفية وأقاليم فتنة مقبوضة الثمن .. في العراق يقام مجلس عزاء لبيريز بعد أن كانت شعارات القومية تصدح بها حتى حناجر المعزين.. و مع ذلك لم يستوعب كثيرون المتغيرات..

سيقولون أن هذا كلام يحمل في طياته دعوة للتطبيع أو يروج لفكرة اسرائيل الدولة القوية، وربما يذهب الخيال الى اتهامات لن نلتفت اليها ، فالمهم بالنسبة الينا كسر حاجز الخوف من مواجهة الحقائق بشجاعة و الحديث بجرأة عن قضية تُشغل ” برائتنا”الوطنية المتلازمة منذ أكثر من نصف قرن، بينما يستغلها متنفذون لمزيد من الاحباط باستراتيجية تثبيط العزيمة و فقدان الأمل مثلما هو متحقق لدى الأوسع من الشرائح الاجتماعية و السياسية التي غالبا ما تستخدم فلسطين للمجد الشخصي و المصلحي و لتسقيط المنافسين بحجر أبليس !!
الصحيح ايها السادة هو غياب أي مشروع عربي في فلسطين لذلك استغلوا الوضع المادي لبث الفرقة بين التيارات الفلسطينية حيث بات لكل عاصمة عربية ” واجهة” نضالها الفلسطيني حد التقاتل بينها تبعا للخلاف بين هذه العاصمة العربية أو تلك، واغتيال المناضل المخضرم أبو جهاد بظروف أقرب الى المستحيل على شواطيء تونس وعلى بعد أمتار من قصر قرطاج حيث كان يقيم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عام 1988″ الذي كان يسمع ” دبيب النمل” بخبرة أمنية متراكمة لكن جريمة الاغتيال مرت بصمت.. نقول أن هذا الحال و غيره
منذ سبعينيات القون الماضي لم يتوقف حتى لو أندثرت بعض محطاته، ما يعني أن فلسطين القضية أضحت مضاربة سياسية بطعم ” عدم الزهد المادي” لذلك تقطعت سبل الحل و تواصل ” اجترار” الخيبات و الخيانات.
نريد فلسطين مستقلة لكن كيف و أين.. نريدها بيتا عربيا آمنا لا طائفية فيه و لا عشائرية بعيدا عن مزايدات الحكام على طريقة حشد النفوس بشعارات قومية توحي بأن معركة التحرير على الأبواب بينما لا يمتلك ” المهاجم الافتراضي” طريقا اليها بحكم التوزيع الجغرافي للبلدان و المواقف المختلفة حد الموت على فكرة مسح اسرائيل من المنطقة.
ولكي نتوصل الى القراءة العقلانية علينا معرفة عدد الدول التي لديها تمثيل دبلوماسي سري و علني من الدول العربية مقابل اعتراف كل الدول الأوروبية و الصناعية باسرائيل ” دولة مستقلة” بينما يصفها بعض القادة العرب بـ ” الكيان الزائل”، فيما يتبادلون معه السفارات و الاتفاقيات .. الخطأ ليس بالكيان الاسرائيلي بل في المواقف العربية و الاسلامية التي لم تلتزم بـ 1 بالمئة من قرارات الممانعة و المقاومة لأن القضية ” مبيوعة” منذ سنوات عجاف بينما يُساق العربي الفلسطيني و شقيقه في باقي العواصم الاسلامية الى ” محرقة” الزعامات المتقاتلة على التمويل لا القضية المركزية.. و التي تحولت الى شركة اكتتاب لبيع عقود ” التحرير المؤجل” الى يوم القيامة..ومع ذلك يكذبون و يدلسون لذبح المؤمنين بالقضية بالوراثة، بينما العالم يواصل تحديث مواقفه باستغلال الخلاف العربي لذلك يطمئنونهم بالقدس عاصمة لدولة فلسطين” الافتراضية” بينما دول العالم تعدها عاصمة اسرائيل التاريخية .. ومع ذلك يبارك لهم حكام المنطقة هذا الوفاء الذي ثمنه قلق دائم و تهجير واستيطان فيه الكثير منه الاستثمارات العربية!! ولو أجرينا استطلاها لراي المصريين لوجدنا شعبية واسعة للراحل السادات لأنه تعامل مع الواقع تحت ضوء الشمس من باب ” الولد الذي لا يبكي لا تطعمه أمه”، حيث يتفنن قياديون في المنطقة ببناء الأحلام الوردية ” مبيوعة بالغفلة يا رجاله ” على قول آهلنا المصريين!!

[email protected]