تهدف استيراتيجية التحرر الوطني الى جعل الإحتلال مكلفاً، وتوظيف البيئة السياسية بكل مقوماتها لتحقيق هذا الهدف المتمثل بزوال الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني ضمن دولة حرة ذات سيادة كاملة تقام في الارض المحتلة وضمن حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ حق العودة وفق القرارات الدولية وخاصة القرار 194، وأن تكون دولة فلسطين عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة أسوة بكل شعوب ودول العالم.
وبرأي أن تلك الاستيراتيجية تبنى على ثلاثة عوامل رئيسة، وتبدأ أولاً بالمقاومة الشعبية السلمية، وهذه المقاومة ضد الاستيطان الاستعماري ومقاومة تقويض امكانية قيام الدولة الفلسطينية والحيلولة دون المد الاستيطاني الاستعماري في البناء والمستوطنين وهذه مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي معنا وعليه فرض نظام الحماية وتجريم الاحتلال كون الاستيطان يعتبر في ميثاق الأمم المتحدة جريمة حرب وانتهاكات ضد الانسانية، وهناك القرار الدولي 2334 والذي ينص صراحة على وقف كل النشاطات الاستيطانية وتجريم الاحتلال وقادته ومستوطنيه، وبالتالي فوجود الاستيطان غير شرعي وغير قانوني.
ثانيا الحراك السياسي والذي يجب أن يأخذ مساره الداخلي عبر تحقيق الوحدة الفلسطينية وتطبيق الاسس الديمقراطية في الحياة الفلسطينية وانهاء الانقسام وتوحيد جغرافيا الدولة الفلسطينية التي تعمل “اسرائيل” السلطة القائمة بالإحتلال، على ادامة الفصل الجغرافي والاداري والاقتصادي والسياسي من أجل قطع الطريق على إمكانية قيام دولة فلسطينية، وكما أن هناك حراك سياسي اقليمي ودولي يهدف لحشد المزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكسب الرأي العام الدولي وفضح الاحتلال وسياساته الاجرامية والعنصرية والاحلالية، وهذا الحراك السياسي الدولي يحتاج الى قوة الجاليات الفلسطينية في كل العالم وتوحيدها وتعزيز العلاقة بين السفارات الفلسطينية بهذه الجاليات كمرجعية لكافة العلاقات والمعاملات والنشاط الوطني وحشد كل الطاقات اللازمة لرفع مستوى الحضور الفلسطيني بين شعوب العالم كافة.
وثالثا الاعلام، وهنا علينا أن ننتبه أن الإعلام التقليدي بحاجة للاعلام الحديث و الأكثر تأثيرا وسرعة في تحقيق البند الأول والثاني، ولذلك يجب الاهتمام بإدارة معركة الاعلام بكل نجاح ومهارات وتوظيف الامكانيات الاعلامية اللوجستية والبشرية وتطويرها من أجل كسب معركتنا المستمرة ضد وجود الاحتلال والاستعمار الاستيطاني وللتأثير في الرأي العام الدولي.
إن تعزيز صمود الجماهير ثابت أصيل لنجاح أي استيراتيجية أو برامج، وبالتالي حين يفقد الناس الأمل فهذا لا يعني أن هدفنا المشروع قد تراجع بل يجب أن نعزز الأمل ونستعيده وباستمرار عبر توظيف المقاومة الشعبية السلمية بالصورة التي ترفع من معنويات الناس وقدراتهم وفي نفس الوقت يتحمل المجتمع الدولي جزء هام من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي وانغلاق الأفق السياسي واستمرار العدوان الاجرامي الاحتلالي ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، ومن هنا يمكننا توظيف كل أدوات النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.