يتذكر العراقيون في البدايات الاولى للحرب العراقية الايرانية ان اوساطا سياسية عراقية مقربة من ايران روجت في اذار من عام 1981 ان ايران تنوي قصف مرقد الامام علي عليه السلام في النجف الاشرف والقاء تبعات تلك الجريمة على النظام السياسي القائم في العراق انذاك.
هذا السيناريو يذكرنا هذا بما اعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي في الثاني والعشرين من نيسان 2014 عن نوايا سعودية لضرب مرقد الامام علي بطائرة يقوم بها ارهابيون في سعي من المالكي لاثارة شيعة العراق ضد السعودية والمكون الاخر .
نقول ان اعلان المالكي عن الطائرة المزعومة له علاقة بما كانت ايران تنوي القيام به لضرب مرقد الامام علي عليه السلام في بداية الثمانينات وسعيها لالقاء تبعات هذه الخطوة على النظام في العراق وبالتوطؤ مع السعودية ، وسعت ايران من خلال خطواتها هذه الى تقويض معالم الائمة في العراق،
وقد دخلت تلك المعلومات الخطيرة عن نوايا ايران استهداف ضريح الامام علي عليه السلام في بداية اعوام الثمانينات اهتمام الاوساط العراقية التي تهتم بهكذا قضايا غاية في الاهمية ، بان العراق لايستبعد قيام مثل تلك الخطوة من جانب ايران لاثارة شيعة العراق انذاك ضد النظام واتخذت احتياطات ضخمة لمواجهة احتمال كهذا، وبعد فترة تبين ان ايران هي من خططت فعلا لهكذا ضربة، لكنها خشيت ان ينفضح أمرها فقد يتم اسقاط الطائرة باية طريقة، وتفقد ايران سمعتها مع شيعة العراق انذاك كونها كانت تدعي الدفاع عنهم.
ونعود الى عام 1981 يوم طالب الزعيم الايراني اية الله الخميني انذاك بنقل رفات الامام علي عليه السلام من النجف الاشرف الى مدينة قم الايرانية التي يعدها الايرانيون من المدن المقدسة لهم، واثار الخبر الذي نشر انذاك في صحف بريطانية وخليجية على حد سواء اهتمام النظام السياسي القائم في العراق ودول المنطقة ، لما لهذه الخطوة من تأثيرات خطيرة، تحاول من خلالها ايران الاستحواذ على ائمة اهل البيت عليهم السلام وعدت محاولة الخميني نقل رفات الامام علي عليه السلام من النجف الاشرف الى قم استهانة بالعرب والمسلمين وبالمقدسات العراقية ، وأثارت تلك المحاولة استهجان الرأي العام العراقي والعربي والاسلامي، وبقيت هذه الاوساط تتناقل تطورات هذه الخطوة بكثير من الاهتمام لما لايران من محاولات تستهدف سلب العراقيين ائمتهم بادعائها ان تريد ان تكون قبلة المسلمين يوم طالبت حتى بفرض وصاية اسلامية على الكعبة الشريفة، بداية الثمانينات مدعية بان السعودية غير قادرة على حماية المقدسات الاسلامية، وثارت ثائرة العرب والمسلمين على النوايا الايرانية التي عدوها تعديا على دينهم وقيمهم ومقدساتهم وتجاوزا على حرمات الله وائمته، ولم تنكر ايران سعيها بهذا الاتجاه بل سعت للاعلان جهارا هن رغبتها بان تتولى طهران المشاركة في جهود تدعيها للحفاظ على الكعبة بحجة ان العرب غير قادرين على حمايتها.
واعلان المالكي عن انه تلقى معلومات عن نية السعودية استخدام احدى طائراتها للقيام بضرب مرقد الامام علي عليه السلام يتوائم مع نفس التفكير الايراني في الثمانينات بان يلقي تبعات ذلك على داعش والسعودية ويثير شيعة العراق ضد سنته وبالتالي يسهل عليه اعلان حالة الطواريء تحت تبريرات انه يريد مواجهة خطر بالغ الاهمية يستهدف احد اضرحة ائمة العراق الكبرى وبالتالي يتمكن المالكي من تبرير اعلان حالة الطواريء بعد ان عجز عن القيام بها من خلال البرلمان، لكن العراقيين يدركون مغزى هكذا اخبار لم تكن جديدة عليهم، اذ ان ايران سعت للقيام بهذه الخطوة عام 1981 لكنها خشيت تنفيذها للاسباب التي أشرنا اليها، اضافة الى اليقظة والحذر العاليين لدى القوات العراقية انذاك التي اخذت محاولات من هذا النوع على محمل الجد، ووفرت سبل الحماية الكافية للمراقد المقدسة وافشلت محاولات ايران للقيام بهذا المسعى..فما أشبه الليلة بالبارحة وتماثل الاهداف والتوجهات، لكن العراقيين راحوا يدركون اهداف تلك الترويجات، وخبروا اساليبها قبل اكثر من ثلاثين عاما ولم تعد تنطلي عليهم تكرار سيناريوهاتها مرة أخرى .