19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

استهداف سياسي وإعلامي ممنهج لإسقاط نوري المالكي

استهداف سياسي وإعلامي ممنهج لإسقاط نوري المالكي

لم يعد خافيا على أحد الاستهداف السياسي والإعلامي الممنهج الذي تقوده مملكة الشر السعودية بالتعاون والتنسيق مع أطراف سياسية عراقية داخل وخارج العملية السياسية , فاستهداف نائب رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي , أصبح الشغل الشاغل لدوائر القرار السياسي لدول الجوار السائرة في ركاب السياسة السعودية ووسائل إعلامها , وأكاد أن أجزم أنّه ليس هنالك من شخصية سياسية عراقية قد تعرّضت للتآمر ولاستهداف السياسي والإعلامي الممنهج أكثر مما تعرّض له نوري كامل المالكي , نعم هنالك قادة سياسيون قد تعرّضوا للتآمر ودفعوا حياتهم ثمنا لهذا التآمر , لكنّ أي من هؤلاء القادة لم يتعرّض للتآمر من قبل شركائه وحلفائه في السلطة , بل ومن رفاقه في نفس الحزب .
وقد لعبت الماكنة الإعلامية الضخمة التابعة لمملكة الشر السعودية ووسائل الإعلام السائرة في ركابها دورا كبيرا في هذا الاستهداف الممنهج , حيث أصبح شغل هذا الإعلام يتجسّد في اختلاق الأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان , لتحقيق هدف هذه الدوائر الإعلامية في تشويه صورة القائد والزعيم الوطني نوري المالكي , وإظهاره أمام شعبه والرأي العام العربي والدوّلي بصورة القائد السياسي الفاشل والفاسد والمسؤول عن كل ما تعرّض له الشعب العراقي من هجمة إرهابية شرسة , وتفش للفساد في مؤسسات الدولة ووزاراتها وفقدان للأمن , وتحميله مسؤولية سقوط الموصل ومحافظات الغرب العراقي السنّي بيد داعش والبعث المجرم , وتجريده من أي إنجاز وطني تحقق خلال فترة حكمه , بالرغم من كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي استهدفت إفشال حكومته وإسقاطها .
وحين اعتلى نوري المالكي رئاسة الوزراء كانت الحرب الأهلية قد اندلعت على خلفية تفجير مرقدي الأماميين العسكريين في سامراء , وكانت بغداد شبه ساقطة بيد القاعدة والبعث المجرم , ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط تخضع لسيطرة جيش المهدي والعصابات الخارجة عن القانون , وقد حوّلت هذه العصابات حياة الناس إلى جحيم لا يطاق , ولم يكن بيد رئيس الوزراء حينها جيش أو قوّات أمنية قادرة على حفظ الأمن وضبط النظام , وكان الملف الأمني بأكمله بيد قوّات الاحتلال الأمريكي , ولم يكن انتاج النفط قد تجاوز المليون ونصف برميل من النفط , وموازنة العراق لم تتجاوز ال 14 مليار دولار , وحين حمل نوري المالكي على العصابات الخارجة عن القانون في صولته المعروفة بصولة الفرسان , لم تكن هذه الصولة مدعومة من قبل المرجعية الدينية العليا أو من قبل الشركاء السياسيين في البلد , وحتى قوّات الاحتلال لم يكن لها أي دور في هذه الصولة الشجاعة , فكان لوحده وجها لوجه أمام هذه العصابات التي كانت تعبث بالأمن والاستقرار في بغداد وباقي محافظات الجنوب والفرات الأوسط , في وقت كان الجميع بما فيهم مراجع الدين الكبار يخشون الاحتكاك بمقتدى الصدر وجيش المهدي , ولم يكن للدولة أية هيبة إلا بعد صولة الفرسان والقضاء التام على العصابات الخارجة عن القانون , حيث أعادت هذه الصولة المباركة الأمن والاستقرار في بغداد وباقي محافظات العراق , وأصبح قانون الدولة لأول مرة بعد سقوط النظام الديكتاتوري الصدامي هو النافذ  بدلا من قانون المحاكم الشرعية والعصابات الخارجة عن القانون .
في الجزء الثاني سنتناول إنجازات نوري المالكي على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي , ولماذا أصبح مستهدفا من قبل شركائه في العملية السياسية ومملكة الشر السعودية وأمريكا وإسرائيل