لم يعد خافيا على أحد الاستهداف السياسي والإعلامي الممنهج الذي تقوده مملكة الشر السعودية بالتعاون والتنسيق مع أطراف سياسية عراقية داخل وخارج العملية السياسية , فاستهداف نائب رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي , أصبح الشغل الشاغل لدوائر القرار السياسي لدول الجوار السائرة في ركاب السياسة السعودية ووسائل إعلامها , وأكاد أن أجزم أنّه ليس هنالك من شخصية سياسية عراقية قد تعرّضت للتآمر ولاستهداف السياسي والإعلامي الممنهج أكثر مما تعرّض له نوري كامل المالكي , نعم هنالك قادة سياسيون قد تعرّضوا للتآمر ودفعوا حياتهم ثمنا لهذا التآمر , لكنّ أي من هؤلاء القادة لم يتعرّض للتآمر من قبل شركائه وحلفائه في السلطة , بل ومن رفاقه في نفس الحزب .
وقد لعبت الماكنة الإعلامية الضخمة التابعة لمملكة الشر السعودية ووسائل الإعلام السائرة في ركابها دورا كبيرا في هذا الاستهداف الممنهج , حيث أصبح شغل هذا الإعلام يتجسّد في اختلاق الأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان , لتحقيق هدف هذه الدوائر الإعلامية في تشويه صورة القائد والزعيم الوطني نوري المالكي , وإظهاره أمام شعبه والرأي العام العربي والدوّلي بصورة القائد السياسي الفاشل والفاسد والمسؤول عن كل ما تعرّض له الشعب العراقي من هجمة إرهابية شرسة , وتفش للفساد في مؤسسات الدولة ووزاراتها وفقدان للأمن , وتحميله مسؤولية سقوط الموصل ومحافظات الغرب العراقي السنّي بيد داعش والبعث المجرم , وتجريده من أي إنجاز وطني تحقق خلال فترة حكمه , بالرغم من كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي استهدفت إفشال حكومته وإسقاطها .
وحين اعتلى نوري المالكي رئاسة الوزراء كانت الحرب الأهلية قد اندلعت على خلفية تفجير مرقدي الأماميين العسكريين في سامراء , وكانت بغداد شبه ساقطة بيد القاعدة والبعث المجرم , ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط تخضع لسيطرة جيش المهدي والعصابات الخارجة عن القانون , وقد حوّلت هذه العصابات حياة الناس إلى جحيم لا يطاق , ولم يكن بيد رئيس الوزراء حينها جيش أو قوّات أمنية قادرة على حفظ الأمن وضبط النظام , وكان الملف الأمني بأكمله بيد قوّات الاحتلال الأمريكي , ولم يكن انتاج النفط قد تجاوز المليون ونصف برميل من النفط , وموازنة العراق لم تتجاوز ال 14 مليار دولار , وحين حمل نوري المالكي على العصابات الخارجة عن القانون في صولته المعروفة بصولة الفرسان , لم تكن هذه الصولة مدعومة من قبل المرجعية الدينية العليا أو من قبل الشركاء السياسيين في البلد , وحتى قوّات الاحتلال لم يكن لها أي دور في هذه الصولة الشجاعة , فكان لوحده وجها لوجه أمام هذه العصابات التي كانت تعبث بالأمن والاستقرار في بغداد وباقي محافظات الجنوب والفرات الأوسط , في وقت كان الجميع بما فيهم مراجع الدين الكبار يخشون الاحتكاك بمقتدى الصدر وجيش المهدي , ولم يكن للدولة أية هيبة إلا بعد صولة الفرسان والقضاء التام على العصابات الخارجة عن القانون , حيث أعادت هذه الصولة المباركة الأمن والاستقرار في بغداد وباقي محافظات العراق , وأصبح قانون الدولة لأول مرة بعد سقوط النظام الديكتاتوري الصدامي هو النافذ بدلا من قانون المحاكم الشرعية والعصابات الخارجة عن القانون .
في الجزء الثاني سنتناول إنجازات نوري المالكي على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي , ولماذا أصبح مستهدفا من قبل شركائه في العملية السياسية ومملكة الشر السعودية وأمريكا وإسرائيل