أولاً يجب أن يعي ويعلم القاصي والداني بما فيهم أولئك الذين يطلقون على ما يسمى بـ ” الحشد الشعبي ” صفة المقدس !؟, أو حامي حمى الدين والوطن والأعراض وبيضة الشيعة والتشيع .. إلخ من التسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان وليس لها أي رصيد على أرض الواقع , والتي لم يعهدها تاريخ وقاموس العراق المقاوم للغزاة والطغاة على مر العصور والدهور , على أقل وأقصر تقدير زمني منذ تأسيس وقيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921 , وحتى عام النكبة الذي جاء بهذا الخلطة الهجينة وهذا الرهط الـ ” صهيو – صفوي ” المركب , مَنْ مِنْ العراقيين كان يعتقد أو يتصور أن هذه الشراذم التي تتصدر المشهد الطائفي والسياسي في هذا البلد المنكوب منذ عام 2003 وحتى هذه الساعة أن يستحوذوا ويهيمنوا على خيرات ومقدرات العراق وقرارات الدولة العراقية الأفشل بين جميع دول العالم بغطاء ومباركة أمريكية صهيونية إيرانية , هؤلاء الذين لم يكن أحدهم يحلم أن يكون ” كيشوان في باحات المزارات في كربلاء أو النجف أو الكاظمية , أو جايجي أو كببجي في منطقة العلاوي أو سوق مريدي , أو حتى مستخدم أو فراش في دائرة حكومية عراقية .. مع جلّ احترامنا لأصحاب المهن الحرة والشريفة الذين يأكلون من كدّ يمينهم وعرق جبينهم .. ناهيك عن أن الجماعة مجتمعين لم يكونوا يحلمون بالوصول إلى الحدود العراقية لولا التخادم والتناغم والتجسس والعمالة مع دول التحالف بقيادة أمريكا ورافعتهم وحليفتهم على طول الخط ” إيران ” !, التي نفّذت وتنفّذ لهم ما لم يكنّ يحلمون به أعداء الله والإسلام والعرب منذ قرون !, ونحن إذ نصف الوضع بهذا السوء وبهذه القتامة ليس اعتباطاً أو تجنياً على أحد أبداً .. بل قالوها الصهاينة بكل صلافة وصفاقة ووقاحة وبالحرف الواحد ..( لقد حققوا لنا ( الشيعة ) !!!, ما لم نكن نحلم به منذ تأسيس الحركة الصهيونية ) !؟, لا بل هنالك من ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير .. حيث قال أحد دهاقنة ” السي آي إيه ” لندع الشيعة والسنة يتقاتلون فيما بينهم حتى تجف دمائهم .. !!!, فهل هنالك من مشكّك أو متفذلك بأن ما جرى ويجري هو عبارة عن فلم ” صهيو – صفوي ” بإمتياز للنصب والضحك على عقول العرب عامة والعراقيين خاصة .. بالإضافة لعمليات الحلّب والابتزاز الممنهجة لجميع الدول العربية والإسلامية المستباحة وعلى رأسها العراق
نقولها وبإختصار شديد حول ما يجري من هرج ومرج وتبادل أدوار بين إسرائيل الغربية وإسرائيل الشرقية كما وصفها المفكر ” صلاح المختار ” وأذرعهم وأدواتهم ووكلائهم في الشرق الأوسط .. هو لا يتخطى أحد هذين السيناريوهين ولا ثالث لهما على الاطلاق حسب متابعتنا وقراءتنا للمشهد
– السناريو الأول – وهو الأقرب .. إن عمليات الاستهداف لمعسكرات وتجمعات وحتى التضحية بأحد قادة ما يسمى بالحشد الشعبي بواسطة الطائرات المسيرة .. والتي يزعمون تارة بأنها من قبل طائرات مجهولة !؟, وتارة أخرى من قبل الطيران الأمريكي !, وتارة ثالثة من قبل طائرات العدو( الحليف ) الصهيوني !, ما هي إلا عمليات تجميل لهذه الوجوه الكالحة والقبيحة والأصوات الطائفية النشاز والدخيلة على المجتمع العراقي , والتي باتت ممجوجة ومكروهة وممقوتة من قبل السواد الأعظم من أبناء الشعب العراقي المبتلى بعربهم وكردهم – شيعتهم وسنتهم , وهي بحد ذاتها .. أي هذه الهجمات المدروسة والمبرمجة بعناية فائقة الدقة والتوقيت ..!, ما هي إلا عمليات دعم واسناد مبطنة ومغلفة بنفس تلك الشعارات الجوفاء والرعناء التي كانوا وما زالوا يتشدقون وينعقون بها أسيادهم في قم وطهران , والتي لا تختلف ولا تبتعد عن الشعارات التي رفعوها قبل 40 عاماً .. كما هي ” الشيطان الأكبر” ومشتقاته على وزن .. كلا .. كلا أمريكا , وكلا .. كلا إسرائيل , وطريق القدس يمر عبر كربلاء ” !؟ .. إلخ , وهي بحد ذاتها أيضاً فرية وإكذوبة قديمة – جديدة لتصوير الحشد الشعوبي ( الشعبي ) , في عيون المتطوعين والمنخرطين فيه على مضض من أجل تأمين لقمة العيش لملايين العوائل ليس إلا .. بأنه بات رقماً صعباً في المعادلة الأقليمية – ومقاوماً وممانعاً لا يشق له غبار ؟, وبات يعربد ويتوعد ويهدد وجود دويلة إسرائيل بالزوال قريباً جداً ؟؟؟, حسب آخر المستجدات المرافقة لهذه الهيصة والزيطة والزمبليطة للضحك على عقول مساكين ورعاع الشيعة المغفلين والمخطوفين أصلاً والمصادرة أرواحهم وأموالهم , والمستعمرة والمستحمرة عقولهم حاشاهم من قبل أتباع ولاية الفقيه
السيناريو الثاني – هو أن عقد زواج المتعة بين الصهاية والصفويين في بلاد الرافدين وبلاد الشام وحتى اليمن السعيد .. الذي قارب على الثمانية عشر عاماً عجاف قد شارف على نهايته ويجب تجديده باتفاقيات وبرتوكولات صهيونية ووجوه جديدة تماماً .. لدغدغة مشاعر الشعب العراقي وشعوب المنطقة , وإيصال رسالة مكتوب بدماء الشيعة هذه المرة بأنكم يا سنة العالم العربي من المحيط إلى الخليج .. لم يكن بمقدوركم وباستطاعتكم التخلص من الاخطبوط الإيراني الذي التف حول رقابكم إلا عندما وقفنا معكم وقفة أبن إسحاق مع أبن عمه إسماعيل ..!؟, وها نحن تحدينا العالم بأسرة بما فيهم سيدته أمريكا وقلمنا مخالب قاسم سليماني وهادي العامري وقيس الخزعلي ومن لف لفهم , وقصقصنا لكم أجنحة إيران وجعلناها غير قادرة على الطيران حتى في عقر دارها , ولهذا شئتم أم أبيتم عليكم أن تفتحوا صفحة جديدة معنا كي نعترف بكم هذه المرة وليس العكس !!!, وليس غريباً أو صدفةً أبداً عندما يستهزئ المغرد الصهيوني المعروف والمثير للجدل ” إيدي كوهين ” عندما يتشدق ويتمنطق ويتفلسف متحدياً مشاعر نصف مليار عربي وملياري مسلم هم شعوب الأمتين العربية والإسلامية عندما يضع استفتاء على تويتر .. أين تريدون يا أشقائنا العرب أن تقصف طائرات المله ” نتن ياهو ” !, هل تريدونها تقصف في بغداد أم في بيروت أم في دمشق أم في صنعاء !؟
لا يفوتنا أيضاً في هذا الصدد حول سر وتوقيت الاستهداف والتصريحات والتخرصات التي فضح البعض من خلالها عقولهم بعد أن انطلت عليهم هذه المسرحية الهزيلة .. جميعنا يتذكر جيداً قبل أسبوعين .. وبالضبط قبل أن يطال القصف الإسرائيلي المزعوم معسكرات الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان عندما صرح قادة الحرس الثوري الإيراني بأنهم طورا منظومة صواريخ جديدة تتفوق على الصواريخ الروسية الـ ” أس 300 ” وتقترب من صواريخ الـ ” أس 400 ” !؟, ولكي نثبت لكم بأن العملية محبوكة وكما جاء في السيناريو الأول بالضبط .. ولهذا البارحة توجه المدعو ” قيس الخزعلي وأبو مهدي الإيراني ( المهندس ) , إلى أمهم إيران للتفاوض مع الحكومة الإيرانية لشراء هذه المنظومة الصاروخية التي روجت لها طهران قبل شن العدوان الإسرائيلي المزعوم .. !, من أجل الوقوف بوجه طيران العدو والدفاع بكل حزم وقوة عن حياض دولة شيعستان العظمى !؟ ضاربين بعرض الحائط الحصول على موافقة حكومة عادل عبد المهدي أو البرلمان الحلبوس أو الجيش العراقي العاكولي .. الذي يطالبون بحله لأنه بات حسب رأي ونظرية فيلد مارشال ” هادي العامري ” عبارة عن لملوم !!؟
خاتمة ونافلة القول : على كل عراقي أن يسأل نفسه السؤال التالي .. كم ستكلف الدولة العراقية والشعب العراقي الذي يرزح أكثر من ثلثه تحت خط الفقر المدقع .. شراء مثل هكذا منظومة صاروخية متطورة جداً .. جداً ..؟؟؟, من جمهورية الفرهود الإيرانية التي لم تكتفي ببيع العراق عام 2017 فقط ” رقي ( ركي ) أي ( بطيخ ) ” وطماطم بمبلغ 6 ترليون دينار أي ما يزيد على 5 مليار دولار أمريكي .. !, ناهيك عن أن حجم الاستيراد الآن من المواد الغذائية فقط من جمهورية النهب والحلب بلغ شهرياً أكثر من مليار دولار .. الآن أيها الشعب العراقي .. هل عرفت بماذا تتحدى إيران العالم وتناكف أمريكا وأنها غير آبهة بالحصار الاقتصادي الأمريكي .. بأموالكم المنهوبة , وكذلك بحليفتها الأزلية أوربا الغربية التي نصّبت نفسها محامي عنيد للدفاع عن ملالي إيران ومصالحهم ونفوذهم وصواريخهم الموجهة صوب جميع العواصم العربية فقط , وعيونهم التي ترنو نحو قبلة المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة آخر حصون وقلاع أمة العرب والإسلام , لا ننسى .. ويجب أن لا ننسى أبداً ما جاء على لسان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بأنهم أستثمروا في الحرب المزعومة على ربيبتهم وصنيعتهم داعش 60 مليون دولار فقط .. وهذا الاستثمار جلب لهم خلال أقل من سنتين أرباخ خرافية بلغت اكثر من ” 14 مليار دولار !!!, وما خفي كان أعظم لمن يريد أن يعرف أو لا يعرف أين ذهبت أموال العراق فقط من عائدات النفط خلال هذه الفترة التي تقدر على أقل تقدير ترليون ونصف أي 1500 مليار دولار .. في حين شعب أغنى بلد في العالم يتضور جوعاً , وتفتك به الأمراض والآفات الاجتماعية والمخدرات ويعتاش على المزابل والنفايات .. والله غالب على أمره ولو كره المجرمون .. وإن غداً لناظره بات قريب.