26 نوفمبر، 2024 10:20 ص
Search
Close this search box.

استهداف الإسلام بثلاث سهام

استهداف الإسلام بثلاث سهام

مؤامرة داعش على العراق, وتحرك ترامب وإسرائيل والسعودية على دول المقاومة , والهجوم على اليمن واعتقال رجال الدين في البحرين .ومحاصرة إيران وحزب الله واتهامهم بالإرهاب … . تتوجه بنفس الفترة افكار تمثل ثلاثة سهام للفكر الاسلاميي.

السهم الأول : ظهور نبي جديد بعد النبي محمد{ص} اسمه ميرزا احمد غلام القادياني مؤسس الفرقة الاحمدية والقاديانية ,

السهم الثاني : محاضرات قدمها شخص شيعي يقول فيها : تغيير موسم الحج وصوم شهر رمضان بغير رمضان وعدة أفكار طرحها بهذا الصدد ..

السهم الثالث : ظهور مستشرق اسمه دان جيبسون مواليد سنة 1956 كندي الجنسية .. هذا الرجل له دراسات قرآنية يريد ان يقول للمسلمين ان القبلة أساسا غير موجودة في عقيدة المسلمين , ولم يأتي دليل عليها في القران وانما استحدثت من قبل محمد {ص} كما يسميه .. ولاختصار الموضوع , اليك بعضا من سيرته الشخصية ..

باحث مستقل ومؤرخ كندي، من أصول بريطانية وكندية مختص بدراسة تاريخ العرب والمسلمين. , كان جده ووالده مهتمون بتاريخ الكتاب المقدس لأسباب دينية. زار جيبسون شبه الجزيرة العربية في بداية العشرينات من عمره. بعد إنهائه دراسة اللاهوت والمدرسة الثانوية، ثم قضى حياته بحثاً في تاريخ الجزيرة العربية… كانت دراسته تنصب على وجود تناقض بين السجل الأثري والتاريخي للجزيرة العربية. اعتمد في دراسته على النصوص القرآن والكتاب المقدس، والغفى أي تاريخ كتب عن مكة قبل الإسلام , كما يفعل العديد من الباحثين الإسلاميين المعاصرين. وتركزت أبحاث جيبسون كما يقول حسب اجتهاده , دون دليل او نص موروث من القران او الكتاب المقدس في عام 2011 وبعد عشر سنواتٍ من البحث، نشر كتابه “القرآن والجغرافيا” وخرج بنتيجة أن بيت الله الحرام (المدينة المقدسة للمسلمين) هي البترا وليست مكة.

وخلط بشكل متعمد قضية انتقال القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة , , فكتب يقول : كان اتجاه القبلة للمساجد كلها تشير نحو البترا في جنوب الأردن، وليس في القدس أو مكة. .. هنا يقع في خطأ متعمد غايته ذر الرماد في العيون , حين ادعى استحالة بناء المساجد في غير ذلك المكان ، بسبب دقة هندستها وكذلك تجمعها جميعاً في نقطة واحدة وهي البترا. وبالفعل في عام 1977 أثبت كرون وكوك، أن أقدم المساجد لم تكن موجهة نحو مكة المكرمة. { وهذا الاعتراف انه لم يكن هو من حقق في جغرافية الكعبة في القران } .. ويحاول السيد دان جونسون ان يبين انه عالم كبير ومؤرخ وباحث في جغرافيا القران , ولكنه يتبنى اراء لشخص آخر يبحث في نفس السهام الموجهة للإسلام وهي السيدة الباحثة باتريشيا كرون سنة 1987. من ان مكة المكرمة لم تكن يوما ذات قيمة تجارية ” وهنا اتمنى ان افرد موضوعا خاصا لاعلام المعادي عن تاريخ مكة التجاري قبل الإسلام وبعده ” وهل كانت حرب أهالي مكة عقائديا قبل ظهور الإسلام وبعد وفاة الرسول {ص} إلا بسبب التجارة , وهذه مثلمة فكرية لم يلتفت لها السيد جونسون ….

واليك نصا فيه أخطاء واضحة , لان الرجل لم ياتي بهذه الرؤية من القران ليجعلها خطأ قراني حسب راية .. فقال :لا يوجد أي سجل أثري لمكة منذ القرن السابع الميلادي. وذكرت الأبحاث التي أجريت على النباتات، أن النباتات المذكورة في القرآن لم تنمو أبداً في مكة.” هنا اسأل السيد جونسون ” ما علاقة النباتات بالتوجه للبيت الكريم , وهل هذه المعلومة انت جئت بها , والقران اخبرنا باية واضحة ان مكة كانت مغمورة تحت الأرض بعد طوفان نوح , وهذا مما جعلها قرونا غير معروفة الأثر لدى العرب , فانزل الله أمرا لإبراهيم إن يظهر { الأساس } في الرحلة المشهورة مع زوجته هاجر وولده إسماعيل {ع} في أية قرآنية ,{ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} والاية واضحة ان الارض قفراء بدون زرع , فأين بحث السيد جونسون في الموضوع واين معلومته الجديدة عن مكة ..؟

يقول بن كثير: عندما رجع عن هاجر وولدها، وتركهما في صحراء مكة .. ذلك قبل بناء البيت حيث ان البيت موجود ولكنه غير معروف لكونه مطمورا ، فكانت الرغبة لله تعالى { عند بيتك المحرم} { ربنا ليقيموا الصلاة} أي إنما جعلته محرماً ليتمكن أهله من إقامة الصلاة عنده { فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} ،

جاء في تفسير الجلالين{ ربنا إني أسكنت من ذريتي } أي بعضها وهو إسماعيل مع أمه هاجر { بواد غير ذي زرع } هو مكة{ عند بيتك المحرم } الذي كان قبل الطوفان { ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة } قلوبا { من الناس تهوي } تميل وتحنُّ { إليهم }… وفي تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { رَبّنَا إِنِّي أَسْكَنْت مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْر ذِي زَرْع عِنْد بَيْتك الْمُحَرَّم رَبّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاة فَاجْعَلْ أَفْئِدَة مِنْ النَّاس تَهْوِي إِلَيْهِمْ } هَذَا الْقَوْل حِين أَسْكَنَ إِسْمَاعِيل وَأُمّه هَاجَر – وهي أَوَّل مَنْ سَعَى بَيْن الصَّفَا وَالْمَرْوَة ..

يتبين من الآية المباركة ان بناء الكعبة كان موجودا قبل زمن نوح والطوفان . وبعد غمره بالماء والطين جاء الأمر الإلهي بإظهاره من قبل النبي إبراهيم {ع} وهذا ما تقصد السيد جبسون ان لا يتطرق اليه ليمرر آراءه على الناس ..

بقيت نقطه مهمة يجب ان اذكرها .. وهي معنى قوله تعالى : ” فاجعل أفئدة من الناس تهوي أليهم ” يقول الإمام الصادق {ع} نحن والله من أمر الله الناس بحبنا وحب ولايتنا أهل البيت {ع} ..

أحدث المقالات