23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

استكمالا للمسيرة التربوية الرصينة في المديرية العامة للتعليم المهني

استكمالا للمسيرة التربوية الرصينة في المديرية العامة للتعليم المهني

يحظى التعليم المهني في بلدنا باهتمام كبير كونه يعزز النهوض الاقتصادي ومجالا لكسب المعرفة والخبرة العلمية والعملية في العديد من الميادين الحرفية والمهنية. كما يُمكن المتدرب من ولوج عالم العمل (حسب طبيعة التخصص ومدى أهميته في سوق الشغل) ، وحيث توفر المدارس الإعدادية المهنية – من خلال الإعداد النظري والتطبيقي – إمكانية الاحتكاك بعالم التخصص وذلك بتنظيم زيارات وتطبيق داخل الورشات والدوائر الحكومية والأهلية التي تحمل الاختصاص المماثل في الدراسة.

ورغم التحديات والصعوبات والمعوقات التي رافقت (المديرية العامة للتعليم المهني) ، إلا إن ما يعنينا الآن توجه المديرية المذكورة وبهمة عالية لاجتذاب الطلبة من خريجي الدراسة المتوسطة بعد العزوف الذي لاحظناه طيلة السنوات الماضية، والسعي الجاد لمسؤولي التعليم المهني بالارتقاء به من خلال خبرة الحريصين منهم ومتابعة واقع الحال في المدارس المهنية وتوفير احتياجاتها في بغداد والمحافظات كافة من مواد تمارين ومستلزمات التدريب العملي من أجهزة ومكائن وآلات وعُدد للنهوض بشكل فعلي بواقع التعليم المهني.

ولعل انعقاد المؤتمرات النوعية التي دأبت المديرية العامة للتعليم المهني عقدها سنوياً تعكس البداية الجادة والفعالة لمعالجة التحديات والمعوقات التي اشرنا إليها حيث كانت لدراسات واطروحات ونقاشات الحضور الممثلين بحق العراق الجديد الموحد من المحافظات كافة تصب في الإحساس بالمسؤولية وخدمة العملية التربوية والتعليم المهني وبنتائجه التي تمخضت بمقترحات وتوصيات لتحفيز الطاقات والإمكانيات، وباتَ الأمل يغمرنا ولا يزال بتفعيل لجان المتابعة لتنفيذ قرارات تلك المؤتمرات المشروعة والايجابية ومباشرة عملها بأسرع وقت ممكن.

ان قيادة ممثلة بشخص المدير العام للتعليم المهني السابق سعد إبراهيم عبد الرحيم وبصماته بالنهوض بمفاصل التعليم المهني والذي أدرك بوطنيته وإحساسه بالمسؤولية مرحلة ما بعد التغيير في 2003 حملت سعيّه المتواصل لفتح آفاق جديدة وتخصصات تناسب المرحلة ومتطلبات سوق العمل واهتمامه البالغ بعقد المؤتمرات واللقاءات وورش العمل وتطوير المناهج وفتح قنوات التواصل من خلال اقامة الدورات داخل وخارج العراق وسعيه لتوفير كافة المستلزمات الضرورية لاحتياجات مدارسنا المهنية وتأكيده المتواصل على ضرورة جودة التعليم المهني من اجل تحسين نوعية الطالب المتخرج من هذا النوع من التعليم .

ولابد ان نثمن دوره الرائد وجهوده ومساعيه ودعمه في مد جسور التواصل مع التعليم المهني في إقليم كردستان من خلال تبادل الخبرات وإقامة الدورات وردم الهوة المفتعلة بين المركز والإقليم تعبيراً صادقاً ومخلصاً عن عراقيته وإحساسه بانتمائه الوطني الأصيل.

هكذا ينبغي ان نكون منصفين بحق المدير العام السابق رغم بعض المنغصات التي كانت حصيلة واقع حال التعليم في العراق عموما التي فرضت جمودا في المناصب ليسري الروتين وعدم اتاحة الفرصة للتغيير الذي يصب في حيوية العمل بديلا عن الارتكاز على غير الأَكْفاء في (احتلال) مناصب لا يستحقونها من ناحية أو لافتقار الشفافية في عملهم في اتخاذ بعض القرارات.

واليوم ونحن في فسحة النهوض الشامل في مفاصل الحكومة وتبنيها التغيير منهجا محفزا للعطاء والبناء واستكمالا لمسيرتنا التربوية الرصينة تستقبل المديرية العامة للتعليم المهني السيد ثامر نايف حسين مديرا عاما لها وهو يعي عظم مسؤوليته بالتصدي للفساد والترهل والتلكؤ والخمول وحواضن النهج التربوي الصدامي البغيض…وكلنا أمل أن ينجح في مهمته ويبني اسسا تعين من يأتي بعده لتحمل المسؤولية التي يتبوؤونها الآن.

نحن دعاة التغيير بمفهومه الرامي الى وضع الأصلح في المكان المطلوب ونؤمن أيضا بتبادل المواقع الادارية ولمديري الاقسام والاعداديات كي نبعث الحيوية والتجديد ونؤمن بالإعفاء والعقوبة لمن يرتضي لنفسه أن يكون فاسدا أو مفسدا أو ممن يرتضي به أو يتستر عليه.

نبارك للسيد نايف ثامر حسين منصبه الجديد وندعوه مجددا إلى احتضان عائلة التعليم المهني بمحبة وبشفافة عالية وعدم فسح المجال للمتربصين والعابثين والذين لا يرتضون بالتجديد منهجا.