19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

استقرارية الكهرباء ومجزرة الأجهزة المنزلية

استقرارية الكهرباء ومجزرة الأجهزة المنزلية

صممت الأجهزة المنزلية، بمختلف أنواعها، على وفق شروطٍ فنية للتغذية الكهربائية لها، فالحيود عنها يعني تقليص عمرها التشغيلي المقدر لها أو حدوث أعطال فيها، وفي أحيان أخرى يؤدي هذا الحيود إلى تلف الاجهزة المنزلية بالكامل، غالباً ما يثبت على هذه الأجهزة (كتابةً) ملاحظة تتضمن المقادير الكهربائية الواجب ملاحظتها والمعتمدة في تشغيلها الأمثل وعلى المستخدم لهذه الاجهزة التأكد من توافرها قبل ربطها بالتغذية الكهربائية، كما يشار إلى هذا أيضاً في كتيبات تعليمات التشغيل المرفقة مع الأجهزة المباعة، حيث تؤكد هذه التعليمات قيمتين أساسين يجب توافرهما في مواصفات الكهرباء المستخدمة في تشغيل هذه الأجهزة وهي قيمة التردد (٥٠ – ٦٠) هرتز وقيمة الفولتية (٢٣٠ – ٢٢٠) فولت .
إن الحفاظ على مستوى هاتين القيمتين تقع ضمن مسؤولية القائمين على تشغيل منظومة الكهرباء العامة فالأداء الكفوء لحلقات توليد الطاقة والنقل والتوزيع يعني استقرارية الكهرباء المجهزة للمنازل ولمختلف المرافق الحياتية الأهلية منها والعامة ، إذ تقع على مسؤولية العاملين في مراكز التشغيل والسيطرة للمنظومات الكهربائية مراقبة القيم المعتمدة للتردد ومستويات الفولتية، يتبع في هذا الجانب العديد من الإجراءات التشغيلية للحفاظ عليها وعدم مغادرتها.
في منظومات الكهرباء الفاشلة، كما هو الحال في منظومة الكهرباء العراقية (للأسف)، يجري الحيود عن هذه المواصفات القياسية حيث يلاحظ هبوط مستوى الفولتية (الجهد) للكهرباء الواصلة إلى المنازل في الكثير من المناطق، وبخاصة، التي تعتمد في تغذيتها على التيار الكهربائي من الخطوط الرابطة مع إيران نتيجة لتدني مستوى فولتية المصدر أو لطول مسارات هذه الخطوط، كما تعاني المنظومة العراقية من التجاوز السلبي لقيمة التردد المعتمدة (٥٠ هرتز) بسبب تدني كمية الانتاج وعدم القدرة على تغطية كامل الأحمال المطلوبة بخاصة في موسمي الصيف والشتاء (موسمي زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية(.
إن التهاون في الحفاظ على القيم المعتمدة سوف يتحمل المواطن تبعاته من خسائر وأضرار، بالدرجة الأولى، لأنه متلقي الخدمة والواقع تحت وصف (المجبر) على استخدام التيار الكهربائي غير المستقر متردي المواصفات .