18 ديسمبر، 2024 7:58 م

استقراءات في الجو العربي!!

استقراءات في الجو العربي!!

A \ في التأمّلِ طويلاً في خطوة دولة الإمارات في عقدِ معاهدة سلامٍ مع اسرائيل , وفي هذا الوقت تحديداً , وبعيداً عن حالة الصراع العربي – الإسرائيلي المعلّقة منذ نحو نصف قرنٍ وما شابها من مداخلات , كما دونما تجاوزٍ للإعتبارات القومية الجماهيرية واولوياتها < ونحن هنا بتاتاً لسنا بصدد الترويج للخطوة الإماراتية , ولا تبنّيها ولا الدفاع عنها , وايضاً لسنا بصدد إطلاق سهام النقد المدببة من القوس العربي او القومي > . هنالك نقاطٌ ينبغي التوقف والتأمّل فيها اولاً , فدولة الإمارات وبإماراتها السبعة فهي بالطبع ليست دولة مواجهة مع الكيان الصهيوني ” كمصر وسوريا والأردن ولبنان ” , وليست قريبة جغرافياً من دول المواجهة كالعراق سابقاً , وهي دولة معتدلة ومتوازنة في سياستها الخارجية وتحظى بمكانةٍ عالميةٍ مرموقة , ولا توجد فيها معارضة سياسية ككلّ الدول العربية , فضلاً عن لا وجود لأية دولةٍ او حكومةٍ عربية تقف بالضد من الإمارات ” أمّا امارة قَطر فلم تعد محسوبةً على العرب للأسف , ومن الخطأ الجسيم إبقاء عضويتها في الجامعة العربية ” , فما الذي دفعَ ابو ظبي لتخطو هذه الخطوة , والتي لابدّ أن كانت بعد دراسةٍ مستفيضة , سيّما أنّ الإعلام الإماراتي والخليجي لم يكشف بعد تأريخ الشروع في التفكير وتنفيذ اجراءات وتفاصيل هذه الخطوة , ولعلّ ذلك سابق لأوانه ولإعتباراتٍ ما .!

اغلب التقديرات والتحليلات تومئ إستشعاراً اماراتياً مبكّراً , ووقائياً بأنّ مياه الخليج مرشحةٌ لترتفع درجة سخونتها مع دنوّ الشتاء المقبل , وتحديداً او تقريباً في مطلع شهر نوفمبر – تشرين 2 المقبل , والذي يتحدد فيه ” انتخابياً ” مصير الرئيس الأمريكي الحالي او الجديد , وما سيفرزه ذلك في العلاقة المتأزمة بين طهران وواشنطن , وربما ما يسبق ذلك التأريخ تجييراً وتوظيفاً لخدمة الأنتخابات , وهذا هو الحدّ الأنى من الأدنى لما قد تتعرض له امواج الخليج , ووفقاً لتقارير الإستخبارات ايضاً , ولعلَّ وربما ما يعزز هذه التصورات هو ارتفاع نسبة اطلاق صواريخ الكاتيوشا على المراكز والقواعد الأمريكية في العراق بشكلٍ يومي , ولأهدافٍ ليست منفصلة عن ممارسة الضغط المسلّح على ادارة ترامب . ومن دونِ تلك الإعتبارات الإفتراضية التي تلامس وتعانق الواقع السياسي العربي او القومي , فلا يتّضح للرأي العام العربي وغير العربي , ايّةَ فائدةٍ تدرّ على دولة الإمارات جرّاء هذا الإجراء , سوى تحييد الإسرائيليين من الصيد في المياه العكرة , ووضع حدٍ او حدودٍ ما لإزدواجية سياسة تل ابيب بكلّ ما يتعلّق بالعرب عموماً , وقد يغدو ذلك ايضاً سابقٌ لأوانه , وكلّ ما يجري في الوطن العربي قد فاتَ أوانه .!

B \ كأنَّ انفجار مرفأ بيروت باتَ وصار يفجّر اوضاعاً سياسيةً جديدة , فوفقَ آخر الأخبار , فأنّ آخر اتصالٍ بين باريس وواشنطن قد اسفرَ عن اتفاقٍ مشترك لمسك ” او عزل المنافذ الحدودية اللبنانية , جواً وبحراً وبرّاً ” عن نفوذ حزب الله اللبناني , وبقدر تعلّق الأمر بمطار بيروت والموانئ اللبنانية الأخرى , فالأمر لا يبدو صعباً من الناحية الفنية عبرَ حضورٍ عسكريٍ فرنسيٍ او امريكي مفترض , لكنما مسك الحدود اللبنانية – السورية ” من كلتا جهتيها ” سواءً بوحداتٍ محلية او كردية – سورية او غيرها , وربما بحضورٍ عسكري امريكي او فرنسي , فإنّ ذلك اذا ما حدث في الأفق الأرضي القريب , فأنه لايعني خنق قوات حزب الله لوجستياً واقتصاديا فحسب , وانما سيقطع ويُقطّع اوصال طريق الإمدادات الإيرانية برّاً لسوريا ولحزب الله , وسيجعل الميليشيات العراقية والأفغانية وسواها التابعة لإيران , في حالةٍ من المحاصرة والحصار وسطَ النار , وبكلّ اعتبار .!

وضعٌ استباقيٌّ بالصورة للقارئ العربي , وللتفاعلِ مع احدث الأحداث , وبأنتظارٍ لما ستسفر عنه الأحداث من صورٍ مغايرةٍ ايضاً.!